* منذ إعلان نتيجة انتخابات الرئاسة المصرية التي فاز فيها الرئيس المصري السابق الدكتور محمد مرسي بفارق بسيط في الأصوات كتبت في (كلام الناس) في "السوداني" أن هذه النتيجة تستوجب ضرورة التراضي والاتفاق الوطني لمحاصرة حالة الاستقطاب الحادة التي كشفتها نتيجة الانتخابات نفسها. * للأسف استمرت حالة الاستقطاب بين الموالين للحكومة والمعارضين لها، وعمقت الممارسة السياسية للحكومة الهوة بين الحكومة والقوى المعارضة التي بدأت تتجمع إلى أن تفتقت عبقرية الشعب المصري في حملة التوقيعات التي قلبت الموازين في استفتاء عملي أثبتته الجماهير الغفيرة التي عادت للاحتشاد في ميدان التحرير وفي محافظات مصر الأخرى، وكانت هناك حشود أخرى في ميدان رابعة العدوية وفي محافظات مصر الأخرى موالية للرئيس السابق مرسي. * ظلت الأصوات المخلصة داخل مصر وخارجها تدعو الحكومة والمعارضة للمصالحة الوطنية وتجنب العنف، لكن للأسف استمرت حالة الاحتقان السياسي، وبدأت مواجهات مؤسفة بين الموالين للرئيس السابق والمعارضين له الأمر الذي دفع القوات المسلحة المصرية إلى التدخل ببيانها الأول الذي أعطت فيه الحكومة والمعارضة مهلة 48 ساعة للوصول إلى صيغة تصالحية. * كنا نأمل أن لا يصل الأمر في مصر إلى هذه الدرجة التي أجبرت الجيش على التدخل، رغم أن الجيش لم يتدخل لاحداث انقلاب وإنما أشرك القوى المصرية الفاعلة بمختلف ألوان طيفها في الاتفاق على خارطة طريق لمستقبل الحكم في مصر وتشكيل حكومة كفاءات وطنية لإدارة المرحلة الانتقالية. * للأسف حدثت بعض المواجهات المؤسفة والتداعيات السالبة، ولكن الواضح من خلال الحضور النوعي للرموز المصرية الدينية والسياسية ومن خلال الكلمات التي قيلت من هذه الرموز حرص الجميع على عدم إقصاء أحد، بل هناك حرص أكبر على الحفاظ على النسيج المصري بكل ألوان طيفه بعيداً عن العنف وإثارة الفتن وكراهية الآخر. * نحن ندرك أن ما حدث في مصر شأن داخلي يهم المصريين وحدهم، لكننا أحرص على استمرار مسيرة التحول الديمقراطي والتداول السلمي للسلطة ومحاصرة كل أشكال العنف ومحاولة إقصاء الآخر بالقوة. * إن التحدي الأكبر أمام المصريين عامة هو استكمال خطوات الإصلاح الدستوري وتأمين الاستقرار والسلام الداخلي في مصر وتلبية تطلعات المواطنين في الحرية والحياة الكريمة وبسط العدالة وتعزيز التعايش السلمي بين كل مكونات الأمة المصرية واستعجال قيام الانتخابات الرئاسية في مناخ ديمقراطي معافى.