اسة دائمي التحدث عن المصلحة العامة تجدهم عادة ما يختمون خطاباتهم او خطاباتهم لا تخلو من فقرة تكاد تكون دائمة تاتي دائما كخيار ثاني وذلك بقولهم أو حسب ما تقتضيه المصلحة العامة. لكنهم لا يلتفتون في الحقيقة للمصلحة العامة هذه ابدا اذن كيف تتحدث عن مصلحة عامة وانت لا تريد وقف الحرب في كل المناطق سوى بالحسم العسكري وتلطيخ الايادي بمذيد الدماء كما ذكر الرئيس بأنها السبب وراء عدم نزول وتأخر الامطار في الموسم الحالي هل المصلحة العامة هي ترك مئات الالاف من النازحين واللاجئين مرضي في العراء في خيام بالية لا تقي شر البرد او حر الهجير او اخطار المطر جاء في تقرير الاممالمتحدة بالامس ان اكثر من مائتين من اللاجئين ماتو في دارفور بسبب مرض التهاب الكبد الوبائي هل الحسم العسكري يجدي مع من يحملون السلاح وهولاء اللاجئين المساكين المظلومين يعرفون ان حاملي السلاح خرجوا من اجلهم من اجل مطالب لمصلحتهم هم ظل يطالب بها اهلهم منذ فجر الاستقلال وهولاء المقاتلين فيهم الزوج والاب والعم والخال والابن لهولاء الغلابا الموجودين في الخيام منذ اكثر من عشر سنين والمصيبة انك تعلن ضدهم الجهاد في ارضهم المعروفة بارض القرآن الا ان يكون الجهاد المقصود جهادا آخر. ارجو ان يكون الشهر الكريم شهر لمحاسبة الضمير وتغليب المصلحة العامة لهولاء البسطاء في دارفور وعدم ادخال ثوابت الانقاذ في التفاوض لانه لا ثوابت في السياسة وانظروا لتلك الثوابت هل حققت المصلحة العامة ام اضرت بها. وايضا الاهل في جنوب كردفان وجنوب النيل الازرق الذين تتجاوز اهلهم واحبائهم من المقاتلين في التفاوض وتتفاوض مع الاخوة في جنوب السودان من اجل حفنة من الدولارات لمرور النفط ايهما مصلحة عامة ان نتهم الجنوب بدعم المقاتلين ام تفعل اتفاق نافع عقار الذي وقع باديس ابابا وعند عودتك من الصين الغيته ان اي اتفاق لوقف نزيف الدماء هو تحقيق للمصلحة العامة ولا توجد اي مصلحة اغلى واسمى من حفظ ارواح السودانيين .