شاهد بالفيديو.. الفنانة نانسي عجاج تشعل حفل غنائي حاشد بالإمارات حضره جمهور غفير من السودانيين    شاهد بالفيديو.. سوداني يفاجئ زوجته في يوم عيد ميلادها بهدية "رومانسية" داخل محل سوداني بالقاهرة وساخرون: (تاني ما نسمع زول يقول أب جيقة ما رومانسي)    شاهد بالصور.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تبهر متابعيها بإطلالة ساحرة و"اللوايشة" يتغزلون: (ملكة جمال الكوكب)    شاهد بالصورة والفيديو.. تفاعلت مع أغنيات أميرة الطرب.. حسناء سودانية تخطف الأضواء خلال حفل الفنانة نانسي عجاج بالإمارات والجمهور يتغزل: (انتي نازحة من السودان ولا جاية من الجنة)    البرهان يشارك في القمة العربية العادية التي تستضيفها البحرين    رسميا.. حماس توافق على مقترح مصر وقطر لوقف إطلاق النار    الخارجية السودانية ترفض ما ورد في الوسائط الاجتماعية من إساءات بالغة للقيادة السعودية    قرار من "فيفا" يُشعل نهائي الأهلي والترجي| مفاجأة تحدث لأول مرة.. تفاصيل    الرئيس التركي يستقبل رئيس مجلس السيادة    زيادة كبيرة في أسعار الغاز بالخرطوم    الدعم السريع يقتل 4 مواطنين في حوادث متفرقة بالحصاحيصا    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    كاميرا على رأس حكم إنكليزي بالبريميرليغ    الكتلة الديمقراطية تقبل عضوية تنظيمات جديدة    الأحمر يتدرب بجدية وابراهومة يركز على التهديف    عملية منظار لكردمان وإصابة لجبريل    بيانٌ من الاتحاد السودانى لكرة القدم    ردًا على "تهديدات" غربية لموسكو.. بوتين يأمر بإجراء مناورات نووية    «غوغل» توقف تطبيق بودكاستس 23 يونيو    لحظة فارقة    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    كشفها مسؤول..حكومة السودان مستعدة لتوقيع الوثيقة    يحوم كالفراشة ويلدغ كالنحلة.. هل يقتل أنشيلوتي بايرن بسلاحه المعتاد؟    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    تشاد : مخاوف من احتمال اندلاع أعمال عنف خلال العملية الانتخابية"    دول عربية تؤيد قوة حفظ سلام دولية بغزة والضفة    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    صلاح العائد يقود ليفربول إلى فوز عريض على توتنهام    (لا تُلوّح للمسافر .. المسافر راح)    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    برشلونة ينهار أمام جيرونا.. ويهدي الليجا لريال مدريد    الجنرال كباشي فرس رهان أم فريسة للكيزان؟    الأمعاء ب2.5 مليون جنيه والرئة ب3″.. تفاصيل اعترافات المتهم بقتل طفل شبرا بمصر    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    العقاد والمسيح والحب    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القيادي بحزب الأمّة القومي في حوار خاص (3 - 3)
نشر في آخر لحظة يوم 18 - 01 - 2011

قال نائب الأمين العام لحزب الأمة القومي دكتور عبد الرحمن الغالي إن الحرب الباردة بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية يمكن أن تنزلق الى حرب حقيقية، تطال الاقليم والمنطقة، وحذر مما ينتهجه الشريكان من شن حروب بالوكالة سيدفع ثمنها الوطن، كما ذكر أن المؤتمر الوطني ليست لديه الرغبة في الجنوب أو بقاء السودان موحداً، وسيدعه ينفصل في سلام إذا وجد التعويض المناسب من أمريكا، ويعرض في خضم حديثه للصحيفة عن مصالح مشتركة تجمعه مع الحركة الشعبية التي تنتهي بالانفصال وسيحورها الأمة ربما لتوحيد السودان.. كما لم ينف أو يؤكد جهل حزبه باستراتيجية لتحالفات طويلة الأمد أو الإصابة بالزهايمرالسياسي الذي يجعله لا يجني ثمار تحالفاته على مر التاريخ ... فإلى مضابط الحوار :
علاقتكم الآن مع الحركة الشعبية ليست على ما يرام همشتكم ولم تف بسابق التزاماتها مع قوى الاجماع؟
-الحركة الشعبية لم تهمش حزب الأمة وحده، ولكن همشت كل قوى الاجماع الوطني، الحركة الشعبية كانت مهتمة بمصالح الجنوبيين، وتعاملت بصورة فيها تهميش كما ذكرت للمصالح الوطنية السودانية عامة، إذا كان ذلك في التحول الديمقراطي أو كان في اشراك القوى السياسية وفي مصير السودان وهكذا... وهذه طبعاً أشياء تؤخذ على الحركة الشعبية بلا شك، وهي لن تستفيد وأعتقد انها أخطأت في ذلك، لأنه من مصلحة الجنوب ومصلحة السودان أن يتم الوصول الى كل التفاهمات بصورة قومية، لأن في ذلك ضماناً للمصلحة الجنوبية نفسها، وخطأ الحركة أنها تعاملت بحزبية في كثير من القضايا التي هي قومية.
قلت إن سياستكم تقوم على عدم عزل المكونات السياسية في السودان بما في ذلك المؤتمر الوطني، في وقت ذكر فيه السيد الصادق المهدي رئيس الحزب خلال خطابه الانتخابي بأحد المنابر، أنه إذا ما فاز بالسلطة سوف يجري جراحة لاستئصال المؤتمر الوطني واجتثاثه، كما اجتثت القوات الأمريكية صدام حسين في العراق، هل تغير مفهومك للديمقراطية أم أن هناك تضارباً في التصريحات داخل الحزب؟
-لا أبداً وهو يقول نحن لسنا مع عزل أي قوى، وما نستأصله هو ممارسات وأخطاء وتركة الإنقاذ مثلما كنا سنستأصل ممارسات وتركة النظام المايوي، النظام المايوي لم يحدث استئصال وكنس لأثره لأن الحزبين الكبيرين غير حزب الأمة وهما الاتحادي الديمقراطي والجبهة الإسلامية لديهم اتفاق مكتوب وموقع بينهما، وأصبح معروفاً وهو وقوفهم ضد أي تغيير لقوانين سبتمبر، ويقفان ضد أي قانون للقصاص الشعبي وهكذا، ولذلك هذه من الأشياء التي جعلت ليس لدينا أغلبية ، نحن لو وجدنا الأغلبية كل ممارسات وتركة الإنقاذ سنزيلها.
ما هي أهدافكم لما بعد الانفصال؟
-نظرتنا للسودان أنه بلد واحد حتى ندفعه للتقدم والاستقرار وتحقيق العدالة والتنمية فيه، وحفظ حقوق الإنسان، وكل الأهداف الكبيرة هي أهدافنا، وحتى إذا انفصل الجنوب ستكون واحدة من أهدافنا خلق البيئة المناسبة لعودة الجنوب الى الشمال، وإعادة التوحيد مستقبلاً.
ما هي آلياتكم لذلك؟
-سنعمل لتحقيق الشروط اللازمة لإعادة توحيد البلاد وليس الجنوب فقط، ونعمل لتحقيق التحول الديمقراطي الكامل وحفظ كرامة الإنسان، وكفالة العيش الكريم للمواطن، هذه هي أهدافنا التي لم تتغير، ووسائلنا كثيرة، نحن الآن نتحدث عن الأساليب المدنية وبالجهاد المدني والشعبي وهكذا.. وستؤتي تلك الأمور أكلها وهناك دلائل كثيرة تشير الى أن هذا النهج السائر من ناحية فكرية قد فقد أي منطق أو سند، وأصبح الآن مجرد محاولة فرض الأمور بالقوة وهذا لن يستمر طويلاً.
هل تعتقد أن الحديث عن جنسية منفصلة أو مزدوجة والحريات الأربع جاء متأخراً أم مبكراً لدرجة أنه وسَّع الشرخ وعمَّق الجرح وقطع سبل التواصل مستقبلاً ؟
-أنا أتفق معك في أن الطريقة التي تدار بها الأمور الآن هي كأنما القصد منها تعميق الجراح وتسريع الانفصال، وتصريحات مثل تصريحات دكتور كمال عبيد هي مسيئة للشماليين والجنوبيين، وتقطع أي أمل للتعايش بين الجانبين، وإذا كان السودان أكثر بلد يستقبل لاجئين في العالم، وله رحابة صدر باستضافة الآخرين، يتحدث وزير مسؤول عن أن المواطنين الجنوبيين سيعاملون بقسوة ويفقدون حقوقهم والى آخره... هذه القضايا كما ذكرت لك سابقاً أن الأطراف الثلاثة يعملون باتجاه الانفصال بأفعالهم وليس بأقوالهم، وقانون الجنسية من المواضيع المهمة، وكان يجب التعامل معه كما ذكرنا نحن في إطار قومي أوسع، وهناك أشياء كثيرة لو جلس جميع السودانيين وتناقشوا فيها كان يمكن أن ترتب بصورة حتى لو فشلت في ايقاف الانفصال، ستمهد الطريق لمعاملة كريمة للشماليين في الجنوب والجنوبيين في الشمال، مما يفتح باب العودة للعلاقات وربما التوحد.
في محور ثانٍ الرئيس البشير قال: إن الدوحة آخر المنابر للتفاوض حول ملف دارفور هل ترى ثمة بوادر تبشر بمشارفة قضية دارفور على الانتهاء؟
-كون أن الحكومة تقول هذا آخر منبر للتفاوض هذا لا يعني أن المشكلة ستحل، لأنه إذا أنت أوقفت التفاوض ستظل المشكلة قائمة، وإذا تفاوضت بصورة فيها استبعاد للقوى الحاملة للسلاح أيضاً ستكون هذه المفاوضات عقيمة، وإذا تفاوضت وتوصلت الى حلول أو فرضت حلولاً لا تلبي رغبات المواطن الدارفوري أيضاً ستكون هذه المفاوضات عقيمة، لأنه لن تستقر دارفور ما لم تلب المطالب الدارفورية المشروعة والمعروفة، وهي حقهم في الاقليم الواحد، حقهم في الرئاسة، حقهم في التعويضات الفردية والجماعية، حقهم في حدود الاقليم كما كانت في 1/1/1956، وحقهم في إعادة الحواكير لأصحابها، هذه المطالب إذا تم تجاوزها بطريقة أو أخرى وتم توقيع الاتفاق مع أي فصيل دون هذه المطالب لن تقف الحرب، ولذلك أعتقد أن الاستراتيجية الحكومية المعلنة لن تحل القضية، وهي استراتيجية بما يسمى توطين الحل، وأعتقد أنها استراتيجية بها عيوب كثيرة تجعلها نوعاً من الدعاية السياسية، وهي استراتيجية مبنية على أن المجتمع الدولي سيغض الطرف عن الحكومة وأفعالها في دارفور الى أن يتم الاستفتاء، وفي هذه الأثناء الحكومة تريد أن تضعف الحركات المسلحة في دارفور، ولكن أعتقد أن هذه النظرة قاصرة ما لم تلبَ المطالب، حتى ولو هزمت الحركات عسكرياً، لأن قضية دارفور هي قضية مواطنين لهم حقوق.
تقصد أن الحكومة لم تستفد من الدرس القديم وتكرر ذات السيناريو الذي أعد ربما خارجياً لفصل الجنوب بنفس المراحل والخطوات السابقة؟
-أنا شخصياً لا أعلم الأجندة الدولية في السودان، ولكن الممارسات السياسية الحكومية هي التي يمكن أن تمنح الفرصة لأي إنسان لديه أجندة أن يحققها، إذا كل الناس اجمعوا أن هناك حقوقاً معينة وتم الاصرار على عدم الاستجابة لهذه المطالب، ما هي النتيجة المنطقية؟
هي أن يكون هناك اتجاه لتقرير مصير وانفصال وهكذا.. لكن إذا أنت حريص على وحدة السودان يمكن أن تستجيب لمطالب الولايات والأقاليم المختلفة، حتى تحفظ التماسك القومي للسودان، ولكن إذا كانت هناك مطالب مشروعة والحكومة المركزية تصر على عدم الاستجابة لها سيرفع السلاح ويُتجه نحو تقرير المصير.
ü حديثك يعني أن هناك أيادٍ داخلية تدفع بخارطة السودان الجغرافية نحو التهاوي والتصدع وتعاون الغرب بشيء من التعمد لتحقيق طموحاته في تمزيق السودان؟
-مثلاً نحن في الحكومة الديمقراطية الأخيرة تم الحوار مع الحركة الشعبية، وكان الحوار على طول الخط حواراً سودانياً سودانياً، ولم يتم الجلوس الى أجنبي واحد على طاولة المفاوضات بين الحكومة الديمقراطية وبين الحركة الشعبية، حتى الاستضافة كانت في الدولة بالمقر، فقط لأن الحركة الشعبية كانت تفاوض خارج السودان، لكن الحوار على الدوام حوار سوداني سوداني، وهذا الأمر حافظت عليه الحكومة الديمقراطية، الأمر الآخر أنه على طول الصراع بين الحكومة الديمقراطية والحركة الشعبية لم تتطرق الحكومة أو الحركة الى حق تقرير المصير، هذا الحوار بالصبر الطويل وبوجود بعض المكونات السودانية تمت بلورته في مشروع السلام، (اتفاقية السلام السودانية) التي نجحت في توقيع وقف اطلاق النار بين الحكومة الديمقراطية والحركة الشعبية، يعني عندما قام ائتلاف الإنقاذ كان هناك وقف لاطلاق النار ساري بين الحكومة والحركة.. الأمر الآخر قد تم تحديد موعد المؤتمر الدستوري الجامع الذي ستناقش فيه كل القضايا الخلافية السودانية، وكان ستكون هناك اتفاقية سلام ليست بين الحكومة والحركة فقط وإنما بين كل المكونات السياسية السودانية بين المؤتمر الدستوري والحركة الشعبية، يعني حتى كفكرة ما كانت ستكون بين الحكومة والحركة مثل الاتفاقية الحالية، وإنما اتفاقية سودانية تحوي كل الأطراف لذلك عندما توقعها كل الأطراف لن يستطيع أحد الخروج عليها، وهذا هو الفرق بين هذه وتلك، وأنا بنفس سؤالك الحكومة في يدها أن تعطي للآخرين أن ينفذوا أجندتهم أو تغلق باب التدخل الأجنبي، وأن تغلق باب التمرد وباب رفع السلاح بسلوكها كحكومة تستطيع أن تقفل ذلك، ولكن إذا كان بلسانك تقول كلاماً وتقوم بأفعال تؤدي الى التدخل الأجنبي والى المطالبة بتقرير المصير، هذا السيناريو يمكن أن يتكرر في أكثر من اقليم.
ü هل ستجعل حركات دارفور من دولة الجنوب معقلاً عسكرياً لها ولماذا تبنت الحركة هذا الموقف في هذه المرحلة؟
-حالياً في إطار الحرب الباردة بين الجنوب والشمال أي بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية، كل طرف يضغط على الآخر بحروب بالوكالة، الجنوب آوى حركات دارفور المسلحة، والشمال آوى معارضي الحركة الشعبية ويساندهم، وهذا أمر تأكد بقرائن الأحوال، وأصبح كل طرف يدعم خصوم الآخر، وطبعاً هذه لعبة خطرة، لأنها يمكن أن تتحول لحروب كبيرة في الشمال والجنوب، ومن ثم الاقليم كله، والمنطقة حولنا، نحن لا نؤيد حروب الوكالة كلها، ونعتقد أن هناك مشكلة في السودان أصبحت واضحة المعالم وغير مستعصية الحل، وهي أن تعطي كل ذي حق حقه في إطار قومي.
في ثالث محاورنا نتجه نحو الشأن الداخلي لحزب الأمة، الحزب لم يجنِ ثمار تحالفاته على مر التاريخ، عدو الأمس حليف اليوم، هل معنى ذلك أن حزبكم مصاب بالزهايمر السياسي أم فقدتم فقه الاستراتيجيات طويلة الأمد في تحالفاتكم؟
-افتكر كلامك صحيح إذا كنت تقصدين الثمار الحزبية، حزب الأمة يتعامل في القضايا السودانية، وينطلق من رؤية يمكن أن تغيب عن كثير من الناس، نحن نفتكر أننا كحزب أمة هدفنا هو خدمة الشعب السوداني وليس خدمة الحزب، وأي عمل يجب أن تجني ثماره في النهاية البلاد، ولذلك نحن تحالفاتنا تكون من أجل المصلحة الوطنية، يعني عندما حملنا السلاح في انقلاب عبود على سبيل المثال نحن في حزب الأمة أكثر حزب دفع ثمن المقاومة لنظام عبود.. حيث رئيس الحزب السيد الصديق المهدي كان زعيم الجبهة الوطنية المعارضة لنظام عبود، واستمرت هذه الجبهة الوطنية لسنوات الى وفاة الامام الصديق رحمة الله عليه، وكانت حوله كل القوى السياسية الى أن تحقق نصر الشعب السوداني بتوقيع ميثاق أكتوبر، وهذا الميثاق كتبه رئيس الحزب السيد الصادق المهدي، كذلك في زمن مايو نحن عارضنا هذا النظام ودفعنا الضريبة كاملة، وتحالفنا مع الناس في معارضة نظام مايو، سواء كانت هذه المعارضة عسكرية في البداية أو سلمية في النهاية، في فترات ما بعد المصالحة وهكذا، الى أن تم تحقيق مطالب الشعب السوداني، التحالف في نظرنا هو تحالف من أجل هدف وحيد وهو إعلاء شأن السودان، لذلك لو لاحظتم نحن لا ندخل في تحالفات تكتيكية، ولو كنا نسعى لها من أجل الحصول على مصالح حزبية ذلك اسهل شيء، لانك لم ترجع السودان وتزيد الضغط عليه من ناحية عسكرية، وعندما قامت مشكلة دارفور كان يمكننا زيادة الضغط العسكري على النظام، ولكن إذا سقط كانت النتيجة مثلاً انتشار السلاح والحرب ماذا سيستفيد السودان، يمكن أن يستفيد حزب الأمة، لذلك نحن تحالفاتنا مبنية على أساس تعلية المصالح الوطنية، ونحن نعي جيداً لماذا يدخل كل طرف من الأطراف في تحالفات الآن، وهذا لا يهمنا، ما يهمنا هو يجب تسخير أي تحالف لخدمة مصالح البلد، لذلك نحن في نداء الوطن لم نطلب وطن حزب، وكان نداء الوطن عبارة عن أربعة محاور.. كيف يحكم السودان؟ كيف تكون علاقاته الخارجية؟ كيف يتم المؤتمر الجامع؟ لكن لم نتحدث عن صفقة بين حزب الأمة والمؤتمر الوطني، كذلك لقاء جوبا وهكذا، دائماً اتفاقاتنا لمصلحة السودان، لذا عندما ننظر الى حزب الأمة على أنه لم يحقق مصالح في الاتفاقيات، هذا كلام سليم ومحق لأننا الحزب الوحيد الذي يدفع من دمائه ومن ماله لمصلحة البلد، وعندما تكون في السلطة لا تستفيد منها بأي صورة من الصور.
ما الدرس الذي خرجتم به من تجاربكم السابقة في الحكم حتى إذا ما عادت بكم الأيام الى السلطة طبقتموه خاصة انكم حُملِّتم وزر التفريط في الديموقراطية الثالثة؟
- نحن درسنا التجربة السودانية عموماً ودرسنا تجربتنا في السلطة، ووصلنا الى أسباب كثيرة في ضياع الديموقراطية، واقترحنا إصلاحات محددة في المجال العسكري، وفي مجال نظام الحكم نفسه، وفي مجال الصحافة والنقابات، والى آخره، وعقدنا ورشة حول هذا الموضوع واستفدنا من التجربة، خاصة أن ضياع الديموقراطية كان جزءاً منه تآمر من جهات معلومة، الجبهة الإسلامية في التجربة الأخيرة، والاداء الديموقراطي كان في غاية النجاح، النمو الاقتصادي في مايو مثلاً (12-) عندما جاءت الإنقاذ كان النمو الاقتصادي (12+)، يعني في زمن نميري كانت هناك مجاعة، وعندما استلمت الانقاذ كان في حوالي (15) مليون جوال ذرة مخزنة، وكذلك التعليم والصحة والتنمية الاجتماعية، يعني الديموقراطية حدثت لها محاولة تشويه من الإنقاذ لكي تبرر شرعيتها.
الانسلاخات في حزب الأمة أسبابها وتداعياتها؟
- أسبابها هي الظروف الاقتصادية في البلد أصبحت ضاغطة، وأن المؤتمر الوطني يستغل هذا الظرف لاغراء قيادات في حزب الأمة للانضمام اليه، بدليل أن أي شخص رفع شعار الإصلاح والمؤسسية والتجديد لم يستمر هذا الشعار في حزبه، أما إذا خرج من حزب الأمة وانخرط في المؤتمر الوطني.. السؤال المنطقي إذا كنا متفقين على ثوابت في الحزب، ولكن هناك خلاف في المؤسسية والهيمنة وغياب الديموقراطية، التصرف المنطقي هو أن تخرج من حزب الأمة وتؤسس حزباً على أسس فيها شفافية وديموقراطية وبعيداً عن الأسرية، واي اتهام يمكن أن تقوله في حزب الأمة، يمكن أن تؤسس حزباً على هذا الأساس، وتحتفظ بمصداقيتك وبأنك خرجت لغياب هذه الأسس، ولكن لماذا تخرج من حزب الأمة وتنضم الى المؤتمر الوطني، وتحكي مع قياديين في المؤتمر الوطني لا علاقة لهم بغياب المؤسسية في حزبك هذه قضايا أصبحت واضحة، أن المؤتمر الوطني باستغلاله لأموال الدولة يشتري بعض الأفراد وهؤلاء الأفراد يأتون ويذهبون بأنفسهم وليس بالقوى الاجتماعية التي يمثلونها.
ألا يؤدي انسلاخ القيادات الى هزة في الحزب وإحداث شواغر ويشكل ضربة له في قيادته؟
- أنا واحد من الناس أكثر سعادة بأن يُنقى حزب الامة من من ضعف عن مواصلة المسيرة أو من يقدم مصلحته الشخصية، وكل ما ينضم شخص للمؤتمر الوطني أنا أفرح لذلك وأقول إن ربنا ينظف حزب الأمة بصورة أو أخرى وسوف يجد الحزب من هو أفضل ليحل محله، وأنا غير منزعج وغير آسف على هؤلاء، وإذا رجعوا الباب مفتوح.
الى متى يظل جيش الأمة مسمار جحا والكرت الذي يرفع لكم بين الفينة والأخرى؟
- ما ينطبق على المنسلخين ينطبق على جيش الأمة، جيش الأمة هو جيش طوعي تكون بدافع وطني لتحقيق أهداف وطنية، وحين رجع هذا الجيش في اطار اتفاق نداء الوطن لم يف المؤتمر الوطني بتسليم هذا الجيش حقوقه وادماجه في الحياة المدنية والعسكرية، ولأن حزب الأمة لا يقبل الانخراط في المؤتمر الوطني تمت معاقبته بذلك، وحزب الأمة حسب استطاعته المادية أعطى هولاء مبالغ مالية حتى يبدأوا حياتهم، وكتبوا اقرارات بتسليمهم كافة حقوقهم لدى الحزب وأخلي سبيلهم، ولكن في كل مرة المؤتمر الوطني وجهاز الأمن يستثمران هؤلاء لضرب الحزب، وهذه القضية لها سابقاتها.
أما من حسم نهائي دون التأكيد والنفي؟
- كيف نحسمهم؟ أنت أعطيت أناساً حقهم، وهو ليس جيشاً نظامياً حتى تكون لديه فوائد ما بعد الخدمة، و كأبنائنا تعاملنا معهم باعطائهم حقهم حتى يبدأوا حياة جديدة، بعد أن رفضت الحكومة ادماجهم بأن يعاد المفصول الى مصلحته، والذي بالجيش الى الجيش، والذي في الشرطة الى الشرطة، عقدنا مؤتمرات صحفية وأصدرنا وثائق ولدينا وثيقة من «DDR» وهي مفوضية نزع السلاح وإعادة الادماج، تؤكد أن حزب الامة غير مسؤول عن هؤلاء، ولكن أصبحت القصة كما قلت مسمار جحا.. يثار من الحين الى الآخر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.