بسم الله الرحمن الرحيم بقلم: د. محي الدين تيتاوي لا زالت الحكومة تمد حبال الصبر لحكومة جنوب السودان في مسألة القضايا العالقة.. بل حتى في الاتزام بالاتفاقيات التي تم التوقيع عليها في ظل حكامة حكماء افريقيا وبشاهادتهم.. وقد تكون هذه المماطلة من الطرف الآخر نابعة من نصائح أو توجيهات الدول الراعية للحركة الشعبية التي أشرفت عليها منذ مولدها وحتى اظهرت ثمراتها ممثلة في دولة جنوب السودان.. وهو مخطط ندرك ابعاده ومهدداته وأهدافه.. وهي أنهاء وجود السودان الشمالي.. وليس وجود الحكومة الراهنة..لأن المخطط أكبر وأعمق من معاداة حكومة واحدة.. وهو مخطط استراتيجي جرت دراساته في القرن التاسع عشر.. ووضعت خارطة طريقه بعزل افريقيا جنوب الصحراء عن شماله.. وبمعنى أدق وقف الزحف العربي الإسلامي وإنشاء حزام واحد يمنع امتداد الاسلام إلى وسط وجنوب افريقيا.. وأحداث التاريخ تؤكد هذه الحقيقة إذا كنا نقرأ التاريخ بوعي ونحلل ما نقرأه وما هو موضوع فيما وراء السطور والأحداث. وبالنظر إلى غزو بريطانيا في عهد الامبراطورية والملكة فكتوريا سنجد أن حملة كتشنر والجيوش البريطانية على السودان في نهاية القرن التاسع عشر وبداية العشرين كانت تستهدف ما ذكرت ىنفاً.. وقد قضت على الثورة المهدية وطاردت عناصرها..وعملت الحكومة البريطانية التي ارتكبت في ذلك الوقت حملات إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية.. وظلت هكذا دون مساءلة ودون عقاب.. ولا حتى مواساة لأهالي شهداء الثورة المهدية إلى يومنا هذا.. مما شجعها للاستمرار في تنفيذ المخطط وإقامة التمرد في الجنوب عام 1955 وهي تهم بسحب جيوشها وحمل عصاها وتخرج من بلادنا.. فقام المتمردون بإبادة جميع العاملين بالجنوب من مدرسين وجنود وتجار في مخطط إبادة فاضحة ابرزها كانت أحداث توريت المؤسفة التي وقف في ذكراها سلفاكير قبل سنوات قليلة وقال أن هذا اليوم هو بمثابة يوم وطني لنا. في الثاني من سبتمر 1922 اصدر الحاكم العام للسودان السير لي ستاك حامل نيشان الفرسان من الامبراطورية البريطانية ونيشان القديسين ميخائيل وجورج قراراً بإعلان المناطق المقفولة في السودان.. والقرار ضم معظم اجزاء من دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق وأجزاء من مديرية كسلا وكل جنوب السودان وهذا يؤكد ما ذكرته في صدر المقال عن أهداف غعادة فتح السودان بواسطة تجديدات من جيوش الامبراطورية والعديد من القوات المرتزقة من دول أوروبا وعدد كبير من القوات المصرية وبعض السودانيين الذين كانوا يقيمون في مصر عندما كانت الدولتان دولة واحدة.. وقد اتخذت خطوات تالية لقفل هذه المناطق بالقيام بوضع سياسات تبتعد بهذه المناطق عن السودان الدولة الأمم.. واليوم ودون الدخول في تفاصيل المخطط ونتائجها وثمراتها نقف على حجم ما يجري في هذه المناطق من صراعات ومشكلات أمنية وعدم استقرا.. ويقال عندما يعرف السبب يبطل العجب وينصرف الناس لإيجاد الحلول والمعالجات فهلا عاد الجميع إلى صوابه واعاد ترتيب أوراقه وجلسنا لكتابة دستورنا الذي يحدد هويتنا ويرسم لنا خارطة الطريق نحو السلام والوحدة والاستقرار!؟؟