· تلقى الوالي الخضر مكالمة هاتفية من وزير الكهرباء أسامه عبدالله ، أكد خلالها الأخير وقوفه مع الوالي في محنته التي كشفت عورة العاصمة بفعل شبر ماء ، ووضع وزير الكهرباء عبر المكالمة الهاتفية كل إمكانيات وزارة الكهرباء ، تحت تصرف ولاية الخرطوم لمجابهة الطوارئ ، والوزير أسامه هنا يقصد بإمكانيات الوزارة ، تلك الأموال التي يدفعها الشعب السوداني ، والتي لانعرف حتى اليوم أين تذهب ، هل تذهب لوزارة المالية ، أم تذهب لشركة الكهرباء والتي تعتبر من القطاع الخاص ، ولاعلاقة للشعب السوداني بها ، ونحن في أشد الحاجة لنعرف ، أين تذهب عائدات الكهرباء في هذا البلد ومن المستفيد منها ، وكم هي قيمة هذه العائدات ..!! · وخطورة هذه المكالمة ، تكمن في أن الوزير أسامة له كامل التصرف ، في أموال هذه الوزارة دون رقيب ، وتفتح أيضاً هذه المكالمة ، منافذ واسعة لصرف الأموال دون مراجعة ، فمسألة مجابهة الخريف ، لها ألف سكة ومليون طريق ، وأول هذه الطرق ، هو الإعلام الذي سيجعل من الوالي الخضر منقذ الخرطوم الأول من الفيضانات والسيول ، لهذا الموسم وكل المواسم القادمة ، ولا أذيع هنا سراً ، إذا قلت لكم ، انني لا أثق في إدارة الوالي الخضر ولا في إدارة الوزير اسامه ، فالمسألة ليست مسألة رفع درجة الإستنفار لأقصى حالتها ، أو حتى إعلان حالة الطوارئ ، أو حتى مهاتفة تلفونية من الوزير أسامه وهو جالس خلف مكتبه الفخم والمكيفات المستوردة يضع خلالها أموال الناس تحت تصرف الوالي الخضر ، المسألة أكبر من الخضر وأسامه ، جميعنا يعرف الخريف وان مايحدث اليوم يحدث كل عام ، وتتحول الخرطوم لمستنقعات للبعوض والضفادع وحشرات الخريف والنفايات ، ويصبح الجميع تحت رحمة أنثى الأنوفلس ، والبلازموديوم ، ولاجديد ، والوالي الخضر منذ توليه الولاية لم يفعل شئ ينفع الناس ، وحتى تلك الطرق التي قام بصيانتها لتمر خلالها مواكبهم الرسمية ، هي اليوم عبارة عن مستنقعات للمياه الراكدة ، وهذا دليل على عدم خبرة تلك الشركات الهندسية التي قامت بهذا العمل ، ودليل على أن المناقصات تتم بصفة شخصية وسياسية ، ويؤكد لنا ان معظم هذه الشركات تابعة للحزب الحاكم أساساً ، وهنا تكمن مصيبتنا ..!! · قضية الخريف والسيول والفيضانات في هذا البلد ، لا تحل بالإستنفارات الموسمية أو الأغاني الجهادية ، أو اللقاءات التلفزيونية التي تغرد خارج الواقع ، والحكاية ليست حكاية ولاية الخرطوم فقط فماحدث في قرى الولاية الشمالية ونهر النيل ، من تهدم للمنازل ، وإلتحاف للأرض وإفتراش للسماء ، أكبر من تفكير الخضر ، وأكبر من طاقة أسامه عبدالله واموال وزارته ، وستظل الخرطوم خربة ومهملة وسيأتي الخريف القادم وسيظل الحال كما هو في كل البلد ، طالما ظل الخضر والياً وأسامه وزيراً ، وأيران حليفاً ، ورغم كل هذا نريد أن نعرف كل فلس أخذ في أرض المعارض ببري ، وكل قرش سحب من رصيد وزارة اسامه وكل مليم جاء كدعم للمساكين وذهب لرصيد الإستنفار الخضري ، أين ذهب وكيف صرف ، ولانريد هذا عبر سونا أو التلفزيون القومي ، ولا عبر الصحف ، نريد ان نرى هذا على أرض الواقع ، وكفانا إستنفارات يا حكومة الإستنفارات والدرجات القصوى ..!!