بسم الله الرحمن الرحيم ... تتناقل كل وسائل الإعلام وبشكل كثيف هذه الأيام إنتقال الحروب القبلية من غرب السودان في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به بلادنا والأمة الإسلامية عامة من إستهداف وضرب نسيجها مما يجعل عملية الإختراق سهلة ومن خلال وسائل بسيطة لا تحتاج إلي أي نوع من أنواع التعقيد ، ولو حاولنا قراءة الظروف والواقع الذي يدفع شرق السودان نحو هذا الجانب من الإحتراب الغير مبرر نجد أن الدولة ممثلة في شخص الوالي له الجانب الأكبر في تلك الفتنة والتي ليست لها أية جذور سابقة وفقط تندرج تحت ( الكيد السياسي ) و( الصوت الإنتخابي ) الذي يضمن للوالي في تجديد وجوده علي راس تلك الولاية رغم كل الظلامات والتدهور المريع الذي اصاب تلك الولاية ، ولو رجعنا لموضوع الفتنة التي أصابت المنطقة بين الهوسا والهدندوة والتي قد تمتد إلي مناطق البني عامر هي فتنة الطرف الأساس فيها والي الولاية والذي لرغبة في إحتفاظه لمنصبه في إنتخابات جديدة مع تضاؤل حظوظه في كثير من أهل الولاية ومجموعات قبائلها في حظه علي ضمان أن يجددوا له في ولاية جديدة قام بفرية في المنطقة بإعطاء الهوسا أمارة في منطقة تعتبر مناطق للنفوذ القبلي بالنسبة للهدندوة والبني عامر وتعتبر في العرف القبلي أن تلك المناطق هي نفوذ لمكون أصلي من قبائل المنطقة بينما كانت الهوسا في الأساس مجموعات تتبع لنظارة تلك القبائل وتحت إدارتهم بحكم وجودهم سواء كان في عموديات الهدندوة والبني عامر ولم نسمع قط في السابق أمارات لكثير من الذين وفدوا لتلك المنطقة وحتي القريب لم تكن هنالك نظارت للرشايدة في تلكم المناطق قط لعدم إستقراهم وبذلك كانت كل المجموعات تتبع للقبائل الأصلية في تلك المناطق مما كان هنالك تآلف وعرف متبع بين كل تلك المكونات ولم تكن هنالك أطماع ويعرف الكل حدود المشيخة أو العمودية التي يتبع لها ، وبعد تقسيم السودان إلي الحكم اللآمركزي والذي كان بالإمكان أن يكون سابقة في حكم الولايات لنفسها وخلق فرص جديدة وإسماع أصوات تلك المناطق للمركز والذي كان في السابق يحتكر السلطة من خلال عنق الزجاجة ولقد كانت الفكرة كبيرة في مضمونها ولكن الولاة وما يقومون به من ممارسات أفرغ تلك العملية من مضمونها ولذلك يوميا نشاهد حجم الظلامات التي إنتشرت والتدهور الذي اصاب الشعب في كل ولايات السودان بدون إستثناء وتمترس الولاة خلف القبيلة وتبدلت الأحوال في كل الوطن . ولو رجعنا لشرق السودان هنالك أسباب كثيرة أو جلها يرجع للدولة في شخص الوالي ونعدد بذلك نقاط كثيرة ونحدد أسباب المشكلة الحالية والتي قد تتطور إلي الأسوأ ، تستطيع اليوم أن تشتري أي منصب قبلي في السودان من خلال الدفع المتواصل للمال وترجع مشكلة الشرق حاليا أن الوالي يري أن حظه في دورة ثانية بالفوز في الولاية ضعيف ولذلك وجد ضالته في الهوسا بحكم تكاثرهم ومجموعاتهم الكبيرة التي توالدت في مناطق شرق السودان سواء كان في مناطق البني عامر أو الهدندوة وإخترع لهم نظام جديد في السودان بإسم ( أمارة ) في كسلا ، وفي العرف القبلي أي تقسيم جديد لأي مكون جديد يجب أن تكون له الأرض التي يستطيع التمدد فيها هذا ليس فرية من عندي ولكن هو الواقع الذي يمنع أي إحتكاك بين مكونات تلك القبائل ويمنع الفتنة بينها ، لذلك ما أن وجد الهوسا تلك الفرصة إلآ وإحتفلوا إحتفال كبير وكبير في حصولهم علي الأمارة والتي يعتبرها الوالي مكسب له في أي إنتخابات قادمة تضمن له الفوز لفترة أخري وبذلك تتلاعب الدولة من خلال مكونها الذي يحتكم للولاية بمكونات أهل تلك المناطق مما يخلق فتنة كبيرة وسوف يكون لها أثر كبير في إستقرار تلك المنطقة ، مع العلم أن الرشايدة في تلك المناطق يمارسون التهريب وتخريب الإقتصاد بشكل كبير بوجود سياراتهم والتي يقول شاهد عيان أنها تندفع بشكل متهور وتقتل كل من يقف في طريقها لتهريب الوقود من كسلا ومواد البناء والحديد والأسمنت وقيامها كذلك بتهريب البشر والتي أخذت شروره تطال أهل المطقة الآصليين من هؤلاء الغزاة ، ويقول شاهدي لقد بيعت كسلا عن بكرة أبيها لرفد خزينة الدولة بالمال وتمددت المدينة حتي قاربت الحدود بين السودان وإرتريا خلف وأمام الجبل وإختراع مشاريع سكنية جديدة كل صباح لتكون القانون الذي يحميها في بيع تلك الأراضي ويقول محدثي لآ نعلم لو ذهبت تلك الحكومة ستكون هنالك حرب قبلية كبيرة تطال تلك المنطقة من تشريد القري وتمكين الحكومة علي أراضيهم بكل القوانين بحيث لم يتبقي جزء من الولاية لم يتم بيعه سواء كان مشاريع أو خطط سكنية مع إنعدام أي نوع من أنواع الخدمات ، لذلك من أكبر المهددات لتلك الولاية هو التلاعب بمكونات وموروثات تلك القبائل لأهداف إنتخابية ضيقة ، وعربدة الرشايدة في تلك الولاية ، والتغول علي أراضي الغير بأي مسوغا كان مما أضعف رغبة تلك القبائل في حماية تلك الحدود والتي كانت قراهم هي خط الدفاع الأول في المحافظة عليها وذلك بأن الدولة تكافئهم بالطرد بدل أن تقوم بتوطينهم فيها ، لذلك مسألة التلاعب والميل الواضح لقبيلة دون أخري في تلك المنطقة ستكون شرارة يصعب إطفاؤها في حالة تركها كذلك .