· كنت أتحرك أمام حديقة القرشي بالخرطوم 3 ، إستوقفتني حفرة على الشارع الرئيسي ، كانت بفعل بعض عمال هيئة المياه ، كانوا يقومون ببعض أعمال الحفر لتوصيل بعض المجاري ، ولكنهم أخطأوا كالعادة ، وتركوا الحفرة كما هي ، وغادروا المكان كما هو ، حفرة كبيرة قد يسقط فيها الجميع ، دون أدنى مسؤولية ، وقال سكان المنطقة أن هذا هو حال عمال المحلية ، دائماً يأتون فقط للتخريب ، وكل عام يأتون لحفر حفرة ، ليقع فيها الجميع ، ويتم دفنها بالجهد الشعبي ، واليوم الحفرة جاثمة أمامنا كواقع ، وليأتي الوالي الخضر وليكذب حديثنا ، الحفرة جنوب غرب حديقة القرشي ، حفرة تسع ليسقط فيها عشرة أشخاص ، وتسع ليسقط فيها بص كامل من البصات العامة ، والجميع في إنتظار ، المحلية لتقوم بواجبها وتواري الحفرة ، وسئموا قصة مواراة أخطاء وسوءات الحكومة ، بعد أن سئم الشعب كله إنتظار خدمات الحكومة التي لاتأتي ، وخير دليل ذلك التجاهل الشعبي للحكومة في مسألة إنقاذ منكوبي السيول والأمطار ، الجميع اليوم يعتمد على نفسه ، والشعب يعتمد على نفير أبناءه ، والحكومة تغرد خارج سرب الوطن ، ولا أحد من قيادات النظام يريد أن يتنازل عن ملياراته التي إكتسبها من مال الشعب ، بل وينتظر أموال الإغاثة ليضمها لملياراته ، ومن يريد تكذيب حديثنا ، فليتبعنا للمرابيع ، ومجاري الخرطوم وطرقها وميادينها ، وكالعادة لن يتبعنا أحد ..!! · المياه الراكدة في كل مكان ، طلمبات الشفط والمولدات التي منحتها دولة قطر للشعب ، لم تظهر على أرض الواقع ، الذباب في كل مكان ، الضفادع تصدح وتغني ليل نهار ، الأوساخ تتراكم في كل الشوارع ، الطرق غير صالحة للسير الآدمي ، لا وجود لوزارة الصحة بتاتاً، الحاج يوسف شارع واحد مأساة غير آدمية ، ولا وجود للخضر هناك ، طريق كوبري المنشية المؤدي للحاج يوسف طريق غير إنساني ، لا وجود للخضر هناك ، طريق الكلاكلة شرق ، أصبح طريقاً للموت ، لا وجود للخضر هناك ، طريق الدروشاب والسامراب ، طرق غير صالحة للإستخدام البشري ، ولا وجود للخضر هناك ، إذن السؤال المنطقي الذي يفرض نفسه ، أين هو الخضر ، والسوق المركزي الخرطوم يغوص في وحل الطين والأوساخ ، أين هو الخضر ، والأوساخ تملاء السوق الشعبي الخرطوم وسوق ليبيا أمدرمان ، أين هو الخضر ، والأطفال يصابون بالإسهالات وأمراض الحمى ، أين هو الخضر ، وعورة العاصمة يسترها المتسولون من كل إتجاه ..!! · ولكن رغم كل هذه المواجع ماتزال عصافير الخرطوم ، تغرد ، تغرد لتقول لنا ، أن الوالي الخضر الذي تبحثون عنه ، كان هناك في عفراء مول ، ربما لإفتتاحه ، او ربما لقضاء بعض أوقات المتعة ، هناك في عفراء مول حيث تجد ، الخرطوم على حقيقة عورتها التي يضاجع فيها الأجانب من ناحية ، والشباب الباحث عن بعض رحيق الحياة من ناحية ، والمدنية الزائفة من ناحية اخرى ، وربما يفيق أحدهم بصوت أحدهم وهو يصيح ، هل أنت تحسب السودان دولة كباقي الدول ، أو ربما يندهش ثانيهم بصوت ثانيهم وهو يوقول لا تستغرب فأنت في السودان ، أو ربما جميعنا نصرخ بصوت ثالثهم ونقول ، إذا لم تستحي فأفعل ماتشاء ، فأنت في سودان الكيزان ..!!