*ما يحدث في الساحة المحيطة بنا يؤثر في مستقبلنا السياسي ،خاصة ما يحدث في الشقيقة الكبري مصر التي خرجت من تجربة سياسية وان لم تتبلور بعد ،فإنها فتحت الطريق أمام الحراك الديمقراطي لصالح الشعب المصري واستقراره وسلامه وخيره وتقدمه . *علمتنا التجارب العملية ان الثورات الشعبية يمكن ان تسرق ويتم الالتفاف حولها لصالح أجندة حزبية أحادية ضيقة ،.فتحدث الردة السياسية وتعود (ريمة )الاستبداد الي قديما ،لذلك فنحن احرص علي تعميق العلاقات الشعبية التي لم تتأثر بمتغيرات الحكومات وخلافاتها . *ان ما يربط بين شعبي وادي النيل علاقات متجذرة ومصالح مشتركة حاولنا استثمارها عبر مبادرات مختلفة بدأت منذ سنوات الاستقلال الأولي عبر صيغ وحدة وادي النيل ،والتكامل ،والإخاء ،ولكن ظلت العلاقات الشعبية قائمة ومتنامية . *ان التحديات التي تواجه السودان ومصر تتطلب تعاونا مثمرا ليس فقط في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية ،وإنما لابد من الاستفادة من الحراك الشعبي الشبابي الذي انتظم في المنطقة المحيطة بنا لدعمه لصالح تعزيز خطوات التحول الديمقراطي في بلدينا . *ليس الوقت وقت مشروعات للوحدة أو التكامل في ظل الأوضاع الحالية في بلدينا وإنما لابد من تعزيز التعاون المشترك من اجل حلحلة الاختناقات القائمة في السودان الباقي بعد ان فقدنا جزءا عزيزا من بلادنا وشعبنا ولا نريد ان تضيع أجزاء أخري ومكونات أخري من أهل السودان نتيجة للإصرار علي سياسة الانفراد والاستبداد بالرأي وبالقوة . *ان التعاون المشترك بين السودان ومصر ينبغي ان يتوجه نحو شعبينا لتامين مستقبل البناء الديمقراطي في مصر وتعزيز وحدتها الوطنية وسلامها وخيرها وتطورها ،ولتامين مستقبل التحول الديمقراطي في بلادنا والوصول الي اتفاق سياسي قومي يتضمن حلولا جذرية لكل القضايا العالقة خاصة في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق ،وبناء علاقة ايجابية اهم مع (جنوب السودان )حكومة وشعبا بدلا من الاستمرار في سياسة (شد الحبل )سياسيا بلا طائل . *وما زالت هناك فرصة –لابد من اغتنامها قبل فوات الأوان –لمد جسور التعاون الايجابي مع شعبنا في (جنوب السودان )حتى بعد الانفصال الموجع . نقلا عن صحيفة السوداني بتاريخ :30/3/2011