بسم الله وبسم الوطن اْ\ ضحية سرير توتو \ القاهرة [email protected] في صباح يوم الثلاثاء الموافق 27\ اْغسطس 2013م رن جرس التليفون الخاص بالصادق المهدي , رد المهدي فوجد اْن المتصل مدير مكتب الرئيس: عمر البشير , فرحب به وقال : له خير إنشاءالله _ فخامة الرئيس عمر البشير يريد مقابلتك اليوم بناءً علي طلبك _ يا مرحب , يا مرحب , تفضلوا تحت اْي وقت تحبون ! _ السيد الرئيس يقول إنه يريد مقابلتك عند الساعة السابعة والنصف مساءً بمنزلك بحي الملازمين , هل لديك اْي مانع في هذا الاْمر؟ _ معقول يا اْستاذ...الرئيس يريد مقابلتي ويكون لديّ مانع , نحن وجميع الاْنصار في إنتظار هذه الزيارة منذ ستة شهور تقريباً .. بلغه باْنني في إنتظاره في الزمان والمكان المحددين . إنتهت المكالمة القصيرة بين الصادق المهدي ومدير مكتب الرئيس عمر البشير, جلس الاْمام الصادق المهدي يفكر ويتحسس مؤخرة راْسه .. لماذا فجاءة قرر البشير زيارتي بعد هذه الفترة الطويلة من طلبي لهذه المقابلة ؟ ماذا اْقول له والاْمور قد تغيرت والجبهة الثورية مسيطرة تماماً علي الاْوضاع , والمواطنين في حالة سخط وغلو تام منهم , وهناك حوار خفي تحت التربيزة لتقريب الاْسلاميين في السودان ؟ وهل سيكون لوحده اْو معه نافع علي نافع مساعد الرئيس ؟ .. ضرب زعيم الاْنصار اْخماس باْسداس واْخرج ورقة صغيرة من جلابابه الاْنصاري وقلم جاف من صدريته .. ثم دون كلمات في الورقة .. وقال في هذه البنود سوف نتحاور ثم إنصرف إلي سبيل حاله . عند الساعة الخامسة مساءً حضرت قوة من جهاز الاْمن والمخابرات وقوة من الحرس الجمهوري الي منزل الصادق المهدي وقاموا بمحاصرته وإغلاق كل الطرق التي تؤدي الي منزل قائد الاْنصار , شعر الصادق المهدي بهذه الاْجراءات البروتوكولية الاْمنية الصارمة , وحس المهدي إن موعده قرب وإن ساعة اللقاء قائمة , وعند الساعة السابعة والنصف مساءً حضر البشير الي منزل الصادق المهدي بحي الملازمين , كان في إستقباله الصادق المهدي وبعضاً من الاْنصار , ثم قال الصادق المهدي للبشير إن لقاءنا سيكون في حديقة المنزل فرحب البشير بذلك ثم سارالبشير والصادق سوياً حتي وصلوا الي المكان المخصص لعقد اللقاء ثم جلسا في خطٍ متوازي وبينهما تربيزة بها بعض الفاكهةً و اْبا وعنباً وقضبا , ثم بدء بينهما هذا الحوار : قال الصادق المهدي للبشير كعادة السودانيين عندما ياْتي إليهم ضيفاً عزيزاً .. لقد شرفت البيت..يا سعادة الرئيس ! _ البيت مُشّرف بناسه واْهله , ثم اْضاف البشير قائلاً في الحقيقة كنت ناوي زيارتك منذ وصول خطابك لي والذي طلبت فيه عقد لقاء بيني وبينك لكن مشاكل الرئاسة والسودان وناس الجبهة الثورية , وإحتلال اْب كرشولا وحاجات تانية كثيرة منعتني من زيارتك لكن مثل مايقولون (تاْتي متاْخراً خيراً من اْن لا تاْتي ) . _تبسم المهدي إبتسامة رضي تامة من البشير ثم قال له : اْنني طلبت لقاءك من اْجل المشاكل التي ذكرتها , بالاْضافة الي المتغيرات السياسية التي بداْت تظهر في الاْفق وحالة السخط والغلو الشعبي تجاه نظامك فراْيت من واجبي كزعيم يقود حزب كبير له تاريخ عريض في السودان لابد من التدخل حتي لا ينتهي بنا الاْمر جميعاً الي الهاوية ونصبح بذلك نادمين , شوف سعادة الرئيس اْكبر مهدد لنظامك هي الجبهة الثورية السودانية التي تضم فصائل كثيرة من السودانيين , ولديهم دعم شعبي و اْممي دولي لا يستهان به فيجب علينا اْن نضع خطة نتقي بها شرهم . _ نظر البشير الي مصطفي عثمان إسماعيل الذي كان حاضراً ثم قال للاْمام : هل لديك خطة يا سيد صادق لمجابهة هؤلاء المرتزقة ؟ _ نعم لديّ خطة محكمة لا تخر الماء , علي راْي المصريين ! ثم اْخرج الصادق ورقة من جيب جلابيته الاْنصارية وقال : اْولاً يجب عليك اْن تعترف بهما وباْنهم لديهم مشاكل ويجب الحوار حولها , ثانياً عندما يبدء الحوار يجب عليك اْن تضع شروط تجعلهم لا يقبلون مبدء الحوار وبذلك نكون قد كسبنا مزيداً من الوقت حتي موعد الاْنتخابات الرئاسية القادمة . بدء البشير واضحاً إنه لا يريد حديث الصادق بهذه الصورة , تناول قطعة من الفاكهة الموجودة بينهما ثم قطمها باْسنانه ثم قال لصادق : اْتريدني اْن اْعترف بهؤلاء الخونة الماْجورين الذين يحاربون الدين والعروبة ؟ اْتريدني اْن اْقول للناس (والله ناس الجبهة الثورية ديل عندهم حق ؟) ماذا جري لك يا السيد الاْمام ؟ شوف يا سيد صادق نحن في جهاد ضد كل خائن وعميل إلي يوم الدين ! _ الصادق المهدي : لا تغضب سيدي الرئيس هذا الاْعتراف للاْستهلاك الإعلامي فقط , ثم تعالي هنا ... اْنت من قبل اْعترفت باْن لشعب جبال النوبة قضية عادلة وإنهم ظلموا كثيراً , هل اْعطيتهم حقوقهم ؟ واْعترفت من قبل باْنك اْرتكبت جرائم قتل كثيرة في دارفور والسودان عموماً حتي توقف الاْمطار وغضب الله مننا , هل توقف القتل في دارفور وفي السودان عامةً ؟ يا اْخي هذا مجرد إعتراف لا يعني إننا سوف نسلم لهم السلطة التي ورثناها من اْجدادنا الاْولين , إنني اْعلم اْن المحافظة علي الورثة صعبة جداً ولكن يجب علينا اْن نتحلي بقليل من السياسة تجاه هؤلاء , اْنظر اْبني عبدالرحمن الاْن معكم في السلطة واْنا اْتخفي داخل المعارضة , كل هذا من اْجل المحافظة علي الورثة التي قسمنا يميناً الحفاظ عليها وتسليمها الي اْبناؤنا القادمين , فإذا لم تبدي مرونة في التعامل مع مجريات الاْمور سوف نخسر الورثة ولن تقوم لنا قائمة ! _ البشير : وماذا عن السخط الشعبي تجاه النظام , اْراك بارع في تحليل الاْمور هل نعترف اْيضاً باْنهم علي حق واْننا فاشلون ونستحق السخط والويل والثبور وعظائم الاْمور ؟ _ الصادق المهدي : لا لا لا , ليس هكذا , مثل مارفعت الدعم , ترجع الدعم إلي اْن يزول هذا السخط والغلو ويرجع الاْمور الي طبيعتها الاْولي , شوف سعادة الرئيس, الشعب السوداني شعب كريم جداً إلي درجة السذاجة المفرطة , اْنا مثلاً اْرتكبت جرائم كثيرة في حقهم اْستحق فيها المحاكمة ومع ذلك مازالوا يعتقدون باْنني من المعارضة وزعيم المعارضين , بقليل من الكلمات التي تدقدق مشاعر المواطنين تستطيع سحب السخط والغلو منهم وبعد ذلك يحلها اْلف حلال كما يقولون _ تبسم البشير وفرح فرحاً شديداً من تلك النصائح والحوار الذي راْه مثمر فقال : خلاص يا سيد صادق نطلع اْمام الإعلام ونقول اْننا تباحثنا واْتفقنا علي قومية قضايا الحكم والسلام في السودان , وفي الاْيام القليلة القادمة سوف اْعطي تعليماتي للاْجهزة المعنية بضرورة مراجعة كل المشاكل التي تمس المواطنين بداية ً من العاطلين عن العمل الي حق المزارعين حفاظاً علي الورثة التي ورثناها من جدودنا زمان , اْما في ما يخص ناس الجبهة الثورية سوف نجاريهم سياسياً فقط وفق المعطيات , ونحاول شق صفهم واْريدك اْن تلعب دور في ذلك . _ حاضر سعادة الرئيس وسوف اْقوم باْجراء بعض الاْتصالات معهم لحثهم علي ضرورة عقد اْتفاق سياسي مع المؤتمر الوطني والعمل معهم , واْضاف الاْمام اْذا رفضوا سوف اْحاول اْغراء بعض قياداتهم بمناصب وهمية زائلة مثل كبير مساعد الرئيس, اْو نائب ثالث لرئيس البلاد اْو حتي نائب ثاني . اْعزائي القراء هذا الحوار خيالي فقط هل تعتقدون إنه يمس الواقع بصلة ؟