الحرامي يمرق و صاحب الحق يعفي من منصبة في بورتسودان يقول اللة تعالي في محكم تنزيلة يا ايها الذين امنو ان جاءكم فاسق بنبا فتبينو ان تصيبو قوما بجهالة فتصبحو علي ما فعلتم نادمين – صدق اللة العظيم جاءتنا الانقاذ بليل في يوم من ايام يونيو 1989 و قد بلغ الاستياء الجماهيري ما بلغ للفوضي و المحسوبية التي كانت تدير بها الاحزاب دولاب الدولة السودانية واستبشر بها اهل السودان خيرا لانهم حسب منطق تطور الوعي وصلو مستوي الوعي المتطرف و في هذا النوع او هذة الدرجة من الوعي يتشكل مفهوم خلق البديل بغض النظر عن ماهية البديل و تقييمة وملاوا الدنيا وعودا بجمهورية افلاطون في السودان و اعلاء قيم الفضيلة و الحق و الدين وشعارات جميلة تجاوب معها الشعب المشتاق للحرية و الانعتاق و الرفاهية في المعيشة . هكذا امتلات الارض بالشباب الملتحون المواظبين للصلوات و جعلو في كل مكتب مصلي و هتفنا هي للة هي للة لا للسلطة و لا للجاة – و ناكل مما نزرع و نلبس مما نصنع – و امريكيا روسيا قد دنا عذابها علي ان لاقيتها ضرابها وهكذا مما يوحي باننا امام حركة تجديد متوجهة الي اللة وكل شيء للة ودخلنا في معسكرات الدفاع الشعبي نحيي سنة الجهاد في سبيل اللة واقتنعنا ان باطن الارض خير من اعلاها ان لم يعد للدين مجدة وهكذا اصبحت الدنيا معبرا لنا في طريق اللة . تمر الايام و السنين والمواطن المسكين ينتظر ما سيفعلة هؤلاء الاشخاص السماويون ليخلصوا السودانييين من غرائز الشيطان و ينزلو عدالة السماء الي الارض ولك ان تحلم عزيزي القاري بما شئت وانت تاخذ كل امور حياتك من شرع اللة . هكذا كانت توقعاتنا تزيد كل يوم واهلنا حلفاء السودان الراشدين قد صفرو نهاية غير معلنة علي المشروع الحضاري المعلن ودخلو في اتون تصفيات دنيوية بمشروع بديل لم يخرجو من اوحالها الي يومنا هذا فكان المشروع البديل يقوم في اركانة علي براجماتية السياسي الفاشل الذي يفهم ان السياسة هي اللعبة القذرة القائمة علي الكر و الفر للتمسك بالسلطة وباي وسيلة كانت ومعروف الابطال الذين لعبو هذا الدور فكانت التحالفات القبلية و الدعوات الجهوية و شراء الذمم بالمال العام للاغراض الخاصة في سبيل حفظ التوازن الجماهيري و كسب مجموعة من حارقي البخور ومغني السلطان وذلك في غياب السند الجماهيري الطبيعي لاصحاب المشروع البديل . هذا الاستدراج الذي قادة ضعاف النفوس للحفاظ علي التوازن استهوي كل من معهم ودخلو فية باوسع الابواب حتي غرقو فية و صار عرفا مباحا في اوساطهم وعندما تاتي الظاهرة في اول الامر يتعامل معها الناس او من يمارسونها بحذر اما عندما تتكرر و تتكرر فتصبح عادة و من ثم حق مشروع هكذا صارت ممارسة الفساد حقا مشروعا في ساسة الانقاذ وخاصة ضعاف النفوس منهم الحديث عن الفساد في السودان خديث ذو شجون و لمن لم يتطلع فان ملف السودان الدولي حسب التفارير السنوية لمنظمة الشفافية الدولية مخزي جدا جدا و مضحك لانة لخمسة سنوات علي التوالي يتربع السودان في قائمة اكثر خمس دول فسادا في العالم للمزيد يمكن الاطلاع علي تقارير المنظمة المذكورة الفساد في الفترات الماضية كان موجود ويسير بيننا ولكنة علي استحياء و مؤشراتة تاتي عامة في كلام الجرائد و تقرير المراجع العام لكنة اكتسب من الشراهة و حمار العين ان يسير تحت الشمس و بحماية المسئولين ولا حياة لمن تنادي ...... هناك امثلة كثيرة علي علي الفساد الراجل اي الذي لا يخاف ولكن مثال حادثة صندوق توظيف الخريجين ببورتسودان الذي قرر فية مدير الصندوق ابراءا لذمتة حجز احد المستفيدين وهو لا خريج و لا طالب فما كان من المدير الا ان طالبة بسداد المبلغ رغم شبهة الاستخقاق و كبر حجم التوظيف الذي اخذة . صاحبنا يبلغ الامين العام للصندوق في الخرطوم بان اللعبة اتكتشفت و الزول دا راسو قوي فما كان من المسئول الامين العام لصندوق توظيف الخريجين الا ان قال لة بقطع ليك راسو خليك مرتاح بمرقك من الحراسة دي فهنا انبري كبرياء المسئول الذي اعتاد للفساد حتي اعتبرة جقا واشتاط غضبا واتخذ قرارة الشجاع بالدفاع عن المجرم واعفاء مدير الصندوق ببورتسودان . هذا مجرد مثال و الامثلة كثير وهي دليل قاطع علي ان السيل قد بلغ الذبي و طفح الكيل بالشعب السوداني في انتظار ذلك المشروع الحضاري المعلن .