إيران تحظر بث مسلسل "الحشاشين" المصري    طباخ لجنة التسيير جاب ضقلها بكركب!    شاهد بالفيديو.. سائق "حافلة" مواصلات سوداني في مصر يطرب مواطنيه الركاب بأحد شوارع القاهرة على أنغام أغنيات (الزنق والهجيج) السودانية ومتابعون: (كدة أوفر شديد والله)    وزير الصحة: الجيش الأبيض يخدم بشجاعة في كل ولايات السودان    السودان..توجيه للبرهان بشأن دول الجوار    شاهد بالصورة والفيديو.. طلاب كلية الطب بجامعة مأمون حميدة في تنزانيا يتخرجون على أنغام الإنشاد الترند (براؤون يا رسول الله)    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    نائب وزير الخارجية الروسي من بورتسودان: مجلس السيادة يمثل الشعب السوداني وجمهورية السودان    شاهد بالصور.. بالفستان الأحمر.. الحسناء السودانية تسابيح دياب تخطف الأضواء على مواقع التواصل بإطلالة مثيرة ومتابعون: (هندية في شكل سودانية وصبجة السرور)    شاهد بالصور.. بالفستان الأحمر.. الحسناء السودانية تسابيح دياب تخطف الأضواء على مواقع التواصل بإطلالة مثيرة ومتابعون: (هندية في شكل سودانية وصبجة السرور)    يس علي يس يكتب: روابط الهلال.. بيضو وإنتو ساكتين..!!    جبريل إبراهيم يقود وفد السودان إلى السعودية    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    تجارة المعاداة للسامية    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    رئيس حزب الأمة السوداني يعلق على خطوة موسى هلال    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    بايدن منتقداً ترامب في خطاب عشاء مراسلي البيت الأبيض: «غير ناضج»    الانتفاضات الطلابية مجدداً    استجابة للسودان مجلس الأمن يعقد اجتماعا خاصا يوم الاثنين لمناقشة العدوان الإماراتي    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    دبابيس ودالشريف    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    أسامة عبد الماجد: مُفضِّل في روسيا.. (10) ملاحظات    بمشاركة طبنحة و التوزة...المريخ يستأنف تحضيراته    محمد صلاح تشاجر مع كلوب .. ليفربول يتعادل مع وست هام    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    لماذا لم تعلق بكين على حظر تيك توك؟    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    ب 4 نقاط.. ريال مدريد يلامس اللقب 36    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    الأهلي يعود من الموت ليسحق مازيمبي ويصعد لنهائي الأبطال    سوق العبيد الرقمية!    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تصاعد الفكر العنصري لذي يسيطر على عقلية البشير وزمرته سوف تنسف ما تبقى من السودان

لقد تسلط هذا النظام الدموي الظالم لأكثر من عقدين على القيم الحميدة التي يتصف بها الشعب السوداني ولقد دمر السودان تدميرا كاملا تقريبا وما زال يتداعى السودان ويدعي النظام انه يبني وكل قيادات النظام يدركون تماما مدى فداحة الخراب والدمار الذي لحق بالسودان حيث أصبح من اضعف دول العالم من رئيس ملاحق للعدالة الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وحرب إبادة ضد شعبه في دارفور وشعب سوداني مشتت على وجه البسيطة هائم على وجهه مشرد في كل أوطان العالم بهويته المهزوزة وزاده الشحيح وبلا أمل .
الخراب الذي لحق بالسودان جعل كل مستنفذ في الدولة يهرب منها وأصبحت إمكانات الدولة دون الحد الأدنى من المطلوب لتغطية متطلبات المواطن العادي وزارة الصحة صفر حتى على مستوى الدرجة الأولى وكل رموز النظام يهرب للعلاج بخارج السودان تفاديا لكثرة الوفاء نتيجة الأخطاء الطبية وضعف التشخيص الطبي وكثرة سقوط العمليات الجراحية
فقدان الأمن والأمان دفع كل رمز من رموز النظام يستأجر مجموعة من أفراد الشرطة أو الجيش المروضين لحراسة الشخصيات ويدفع لهم أجر إضافي أكثر من راتب أي ضابط في الجيش القومي بالإضافة إلى استخدام هوامش الأسرة في الخدمات الخاصة لكل قيادي على غرار الشيخ والدراويش .
كل أبناء رموز لا يقضون الخدمة الإلزامية ولو حدث ذلك يكون حبر على ورق كما أنهم يتلقون تعليمهم خارج السودان في ارقي الجامعات أو دونها مستفيدين من نفوذ أولياءهم في الحصول على المنح والفرص التي توفرها لهم المؤسسة الحكمية والمهم ابتعاد عن جامعات السودان السيئة السمعة عربيا ودوليا ولقد سقط التعليم العالي من نظر سوق العمل في الخليج لدرجة مخجلة فأن المتخرج السوداني دون المستوى المطلوب ولا يوافق سوق العمل .
لذلك لابد من القائمين بشئون التعليم أن يعيدوا النظر في هذا المجال وإعادة الأمور إلى نصابها وتقويم هذا المجال الحيوي، ليصب في مصلحة مستقبل الأجيال القادمة لدعم بناء الوطن وفي مواقف معينة نلحظ أن بعض السودانيين يسخرون من الشهادة العربية وهي بالمقارنة أفضل مستوى من الشهادة السودانية اليوم لأنها شهادة عربية ولها خصوصيتها العلمية وفق المناهج المخصصة لها، مع احترامنا لكل حملة الشهادات السودانية والذنب ليس ذنبهم بل المسئولية تقع على عاتق أولئك الذين بدلوا وغيروا مناهج التعليم وشوهها إلى النحو الذي أصبحت عليه والعجيب كيف الشهادة السودانية لا تتوافق مع الشهادة العربية ونعرف أن القائمين بالأمر في السودان يدعون عروبية السودان ويستميتون لجعل السودان دولة عربية ؟
هذه قطرة من بحر خراب ولقد كان يطلق على السودان في الستينات رجل أفريقية المريض فهو الأن أشلاء من جسم ميت راح منه جنوبه وسوف يلحق به جنوب أخر وشرق وغرب حتى يصبح دويلات باستمرار المؤتمر الوطني وتطبيق سياساته العنصرية قد تصل إلى خمسة أو ست دولة كلها أفريقية وسيظل هوس العروبية يسيطر على المؤتمر الوطني.
أما عن الفكر العنصري الذي داوم على ممارسته لأنظمة المتعاقبة على حكم السودان هو نهج فكري متوارث في الثقافة العربية وثابت في كتب التأريخ ولقد نقل العرب هذه الثقافة إلى السودان منذ دخولهم إليه وتعاطت مع هذه الثقافة كل الحكومات المركزية بحكم ثقافتها المستعربة التي استمدت جذورها من مصر أولاً وفقاً للمدونات التأريخيا التي دللت على التأثير المصري على أنظمة الحكم في السودان عبر القرون وخاصة في عهد الحكم الثنائي الأنجليزي المصري للسودان ويمكن توجيه الاتهام إلى المصريين والأنجليز بأنهم شوهوا الهوية السودانية منذ البدايات وعملوا على تمكين المستعربين من السيطرة على السودان وإقصاء الأخرين وتعمقت مصر كأنظمة سياسية من تمكين الفصل العنصري كنهج فكري يطبق بين الأفارقة والمستعربين في السودان في آلية تولي الحكم مما يعني أن السودان مايزال يقبع تحت الوصايا المصرية سياسياً حتى بعد ذهاب الاستعمار ويتعذر عليه الفكاك من قبضة الهيمنة االمصرية لدرجة أن مصر في ظروف معينة كانت تفوض نفسها بتمثيل السودان في المحافل الدولية دون الرجوع إلى أصحاب القرار.
وحتى الآن المصريين أي لربما الأنظمة المصرية السابقة لا تحبذ أن يحكم السودان شخص إفريقي أسود كما يطلقون على السوداني ( زيتونة ) لذلك ظلت الأنظمة المصرية تحرص على بقاء الانظمة ذات الصبغة العروبية في حكم السودان وذلك من باب تأمين الحدود الجنوبية أو كما تدعيه الأنظمة المصرية أن السودان بشكله العروبي يمثل الأمن القومي المصري
والمصريون يدفعون بهذا الفكر ويغذى به قيادات وقوميات مستعربة تقيم على أرض السودان لأنها أي مصر لا تعترف بإفريقية شعبها وتتعامل مع إفريقية من فوق وعلى مستوى المصالح المشتركة وأهمها مياه النيل فهي أيضاً أي مصر تعتبر نفسها هي اكبر دولة عربية وتمثل العروبة في كافة المجالات ولا تؤمن بأن مصر الأصل هي إفريقية أرضا وشعبا وليس الوافدين إليها من العرب الذي دخلوها بأن الفتوحات الإسلامية واختلطوا مع السكان الأصليين وفي الأغلب عروبية مصر يعرفها آهلها نسبا وحسبا ولو كان المصريين يعتقدون ان حضارتهم هي التي كانت في مصر منذ سبعة ألاف سنة لأبد لهم أن يعلموا أن في هذا التأريخ لم يكن هناك عربيا على أرض مصر وبالتالي يفترض ألا تنسب حضارة شعوب أصيلة بشعوب مهاجرة ووافدة فالفراعنة ليسوا عرب لذلك لا علاقة للمصريين الآن بالحضارة المصرية.
ولا ندري إلى متى تتعمق فكرة استخدام النهج العنصري وتطبيقه على الشعب السوداني لغرض أهداف إستراتيجية ؟
العنصرية في شكل التمييز الطبقي تستمد قوتها من الفوارق المادية واختلاف درجات مؤشر الثراء والفقر بين الناس وهذا النهج من التمييز متوفر حتى بين أفراد الأسرة والواحدة أو القبيلة ويتسع على حسب مساحة التباين المادي أو الثقافي حتى على مستوى الدول وهذا شيء طبيعي من فروض الطبيعة والوجدان وهي كالزئبقي داخل دائرة مغلقة يلامس الأطرف كلها ولم يتجاوزها إلا بالقدر المسموح به وفقا للطبيعة فهي أيضا مفروضة من الخالق ومنظم هذا الكون لفرض توازنات تصب في مصالح البشرية من حيث العرض والطلب والمقدرة في الأخذ والعطاء والشدة والمرونة ويتقبله البعض بأنه أمر واقع ويتعامل معه على ضوء المعطيات الآنية.
ومحور حديثنا هو عن العنصرية الممنهجة في فكر الإنسان ويستخدمها كأداة فاعلة لتحقيق أهدافه وعلى وجه الخصوص عندما تصبح العنصرية ممارسة وتطبيق عملي في النظم الحكمية وكافة أجهزة الدولة نضع المؤشر على بعض الأمثلة الحية للعنصرية التي يتم تنفيذها عبر أجهزة الدولة مثلا في مجال التوظيف لا يمكن ان يتم توظيف مواطن سوداني بطريقة تكافؤ الفرص ولو تم توظيف مواطن فأن هنالك أساليب أخرى من الممارسات وهي هضم حقوق شخص لصالح شخص أخر والتمايز في المرتب والترقية بين أبناء الوسط أو من له صلة بآهل المعاون يأخذون مرتبات عالية وامتيازات فيما يبقى الآخرون في الصفوف الخلفية باستمرار يتطلعون لنيل حقوقهم هذه واحدة والثانية التمييز بين أبناء الوطن الواحد بسبب الفوارق العرقية واللونية وهذا هو النهج العنصري الذي يقودنا إلى تسمية النظام القائم في السودان بأنه نظام عنصري من الدرجة الأولى في أن النظام قنن للعنصرية منهجا في التطبيق والممارسة وجزأ الشعب السودان إلى مجموعات وفرق.
ظل الشعب السوداني يعاني من هذا التراث العربي المتوارث ولقد انتشر في السودان وبشكل مريع استخدامه في العقيدة الإسلامية حيث كانت الخلاوي ودور العبادة بمختلف أنواعها تزخر بالخدام وهم في الواقع جزء من الأرقاء يتم تسخيرهم لخدمة الصفوة من أبناء القبيلة او الشيوخ هولا المساكين يتربوا على طاعة الولي وأبن السيد لدرجة تقرب من العبادة والعياذ بالله وفي الواقع الدين بريء مما يصنع هولا الشيوخ والسادة ببخلق الله مهم أي العرب خلطوا التراث بالدين وأباحوا به استغلال الضعفاء والجهلاء وبهذا التمييز ظل السودان يحكم .
الفكرة متجذرة جيل وراء جيل والآن يعاني الشعب السوداني من ضراوة العصرية على يد حكومة المؤتمر الوطني التي ظلت تمارسه عبر أجهزتها المختلفة التي يتولى إداراتها صرف من الدراويش وأنصاف المتدينين والمنافقين وأفضلهم الجهلاء عنصرية بيد السلطة ضد آهل السودان حيث نتج منها تقسيم الشعب السوداني إلى شعوب ومجموعات متنافرة ولا شك انه من أقبح الجرائم التي مورست على الشعب السوداني حيث أفقدته التوازن الثقافي والاجتماعي والوطنية وكل معاني القيم الإنسانية الحميدة حتى خاصية السلام عليكم التي كانت ميزة طيبة يتمتع بها السودانيون أينما وجدوا تلاشت وفقد الإنسان السوداني كل شيء حتى أصبح الكثيرين منهم في حيرة وتساؤل عن هولا القوم ( البشير وآهلة ) الذين يريدون أن يخلقوا حولهم سياج من نار يحرق كل من يقترب منه وأن يصنعوا لأنفسهم دولة العرب صغيرة في وسط السودان .
في ظروف غير واضحة يطلق الساسة شعارات فضفاضة تلهب الأفئدة وتشد العقول ولكنها غالبا ما تكون مجرد تعابير سحرية تغطي مساحة الفراغ واللاوعي لدي العامة تلك التعابير لا يتم تفسيرها على النحو المفيد وهي تفقد قيمتها تدريجيا بالتقادم ولا يفتعل منها شيئاً ينفع الناس وعلى سبيل المثال عندما تم توقيع اتفاقية السلام عام 2005 بين الحركة الشعبية وحكومة المؤتمر الوطني أطلقت شعارات كثيرة فضفاضة وساحرة أهمها شعار الوحدة الجاذبة بين الجنوب والشمال وكاد هذا الشعار أن يكون العمود الفقري في تحقيق الوحدة ولكن حكومة المؤتمر الوطني عملت عكس هذا الشعار تماما وأنجزت ما ترغب انجازه لمصلحتها وجعلت من ذلك الشعار مجرد تعبير سحري فعل فعلة المخدر لارتخاء الأعصاب المشدود بين الناس وجعلهم يتوهمون بأن شيئاً كهذا يمكن أن يحدث في دولة العنصرية،
وظهرت بوادر التفاعل مع هذا الشعار في الأيام الأولى لتطبيق الاتفاقية في الحراك الاجتماعي وأقاويل ترددت بين الناس الطيبين عن التزاوج بين الجنوبيين والشماليين كما تناولت وسائل الإعلام أجزاء من مختلف تراث وفنون الإنسان السوداني عن مختلف مناطق السودان كاد الناس أن يصدقوا ان الوحدة الجاذبة أصبحت حقيقة فيما ملاءات الرقصات الجنوبية تلفاز السودان ولكن بعد ان فقد زعيم الأمة د. جون قرنق في ذلك الحادث المشؤم انقلبت الأمور تماما حتى لم تدرج في النزول بل اندفعت إلى العكس بسرعة جنونيا وكأنما شيئاً كان مخططا ليحدث ما حدث ونحن كمؤمنين نقول حسبنا الله ونعم الوكيل وربنا يجازي كل من تسبب في تقسيم السودان..
وبعد أن تحطمت قيادة سفينة السلام انزاح الرعب من من الأرانب، فأن البشير وزمرته لقد تخطوا كل الحدود في ممارسة العنصرية البغيضة وبشكل فاضح ومخزي لدرجة انه ( البشير ) قد تجاوز حدوده كبشر وتحدى الله سبحانه وتعالى والعياذ بالله في تشدقه بما لا يعيه جهلا أو عمدا
ما جعلنا نكتب هذا الكلام هو خطاب البشير أمام جماهير مدينة القضارف حيث قال في حالة إفنصال الجنوب سنقوم بتعديل الدستور لذلك لا الحديث عن التعدد الثقافي والأثيني وكما قال لا يريد أن يسمع كلاما مدغمسا واللغة الرسمية هي العربية وكل ما ما أفصح فيه البشير عن العنصرية تجاه آهل السودان أين يذهب الخلق الذين واجدهم الله سبحانه وتعالى بهذه الألسن والصفات هذه تحدي سافر وخروج عن القيم والآداب والشريعة الإسلامية السمحاء
يقول الله سبحانه وتعالى :( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا أن أكرمكم عند الله اتقاكم أن الله عليم خبير ) الايه سورة الحجرات .
قال تعالى"وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ"(الروم:22)
ولو يتدبر البشير عظم ومعاني هذه الآيات لما تشدق بما قال وإلا أنه يجهل كلام الله فعليه أن يستغفر ربه ويعتذر للشعب السوداني أو عليه ومن معها من لا يريدون الحياة مع أثينيات السودان الغير عربية الخروج من السودان إلى بلد لا يوجد به تعدد ولا كلام مدغمس ويتركوه السودان لأهله .
البشير يتحدث عن السودان كما لو أنه يتحدث عن سكان حوش بانقا الذي كان كان يجمع بين كافة الأعراق الأفريقية والعربية ولكنه كل واحد منهم مكره الانتماء إلى العائلة الجعلية حرا كان أو عبدا فهو عربيا بالانتماء لا يحق له الانتساب إلى جذوره فهذا الفكر العنجهي الجاهل لا يصلح مع الأحرار أبناء السودان فهم غير مكرهين للانتماء إلى العروبية كما أنهم غير ملزمين بالبحث عن أصولهم وهويتهم لأن ذلك ثابت وراسخة وواضحة كالشمس في كبد السماء .
والبشير رجل لا يستحي ويتحدث مع شعبه بألفاظ سوقية لا يلفظها سكان العشش سابقا وجرح في شعبه كيفما شاء وفي حين أن العرب كلهم لا يقبلون به في حظيرتهم ولا يتشرفون به نسبا ولماذا الضجة يا البشير ولن يسمعك أحد ولن تجد فيما فعلت بوطنك وشعبك شكرا وثناءً من العرب فأنه فأن ذلك أصبح خصما على إنسانيتك وأصبحت كما أنت منبوذا أين الكرامة لرجل خسر وطنه وشعبه وقسم أرضه ليرضي طموح العرب ويصنع لهم وطن على أرض هي لا يمكن بأي حال ان تتحول من إفريقية إلى عربية لأن الله سبحانه وتعالى أوجدها هكذا إفريقية.
الجزائرين والمغاربة والتوانسه يفتخرون بإفريقيتهم وهم أقرب إلى العرب من مقارنة بعرب السودان الذين يركضون وراء العروبية ويلهثون وراءها ليل نهار مستخدمين في ذلك كل أدوات النفاق الديني والسياسي بيعاً وشراء في تجارة خاسرة بكل المقاييس لا هم أصبحوا عرب ولا هم ظلوا أفارقة وبين هذا وذاك فأن ممارساتهم العنصرية تقودهم إلى نفق مظلم وقد تنقلب الأمور فيتكرر فيهم ما يحدث للعرب عبر التأريخ من طرد وتهجير من دول إلى دول أخرى بسبب عنجهيتهم وغطرستهم وتكبرهم وليست الاندلس التي طمرها التأريخ ببعيدة ولا زنجبار ولكن هم العرب أسباب المشاكل في كل الدنيا عنصر مثير للجدل حتى حول نفسه.
وكل ذلك ليس بغريب عن عنصر ذكره الخالق عزوجل بأنهم أشد كفر ونفاقا ها هم يستخدمون الدين تجارة ورياءً للحصول على المال والجاه وعندما يحصلون على السلطة يتعنصرون على الآخرين للتعالي بجنسهم
يركضون وراء عروبية وهي وهم معشش في مخيلتهم هم فقط ويحاولن أن يقنعوا الناس بأنهم أكثر عروبية من العرب أنفسهم في حين أن العرب كلهم غير مقتنعة البتة بما يدعيه أولئك المهوسون لقد تنقلنا في البلاد التي تحسب نفسها عربية في كل شيء ولم نجد أنها على استعداد لتقديم أي شيء عن السودان عبر أجهزتها سوا أن كان التلفاز أو المذياع ولا حتى أغنية سودانية إلا على سبيل السخرية والاستهزاء فيما أجهزة الإعلام السوداني تلمع وجهها لتصبح عربية باللون الأبيض لا تقبل فيها مذيعين أو مذيعات من اللون الأسود كل ذلك نكران وتملص من الواقع الذي لا محالة واقع أن الله سبحانه وتعالى لم يخلق التنوع والتعدد البشري عبسا لن يفلح التبييض والمداهنة مهما طال الزمن أو قصر سوف تبقى الأصول قائمة على ركائزها إلى يوم الدين لذلك فأن عملية غسل مخ الناشئة وطمس الحقائق عبر المناهج التعليمية وأجهزة الإعلام لن تجدي طويلا والأجدى هو تقاسم المساحات الكونية المتاحة بين كل البشر تقاسم عادلا لا يستقصي فيه جماعة على حساب الأخرى
الصورة التي تعكسها القنوات الفضائية السودانية عن السودان يتقذذ منها المشاهدين لأنها لا تمثل حقيقة السودان ولأنها وبكل صراحة تعطي مؤشرا واضحا للمشاهد الاجنبي الغير سوداني بأن هناك عنصرية حقيقية ظاهرة للعيان في الممارسة والتطبيق لطالما أن اجهزة مثل التلفاز الفضائي لا يعرض فيها من شاغليه إلى ممثليه ومغنيه إلا عناصر معينة وهم الذين يمثلون او يتمثلون بالعروبية فيما تم حجب الغالبية العظمى من المواطنين عن الظهور بثقافاتهم وتراثهم او معطياتهم الكونية.
ومن المفترض أن هذه الأجهزة الإعلامية هي تمثل الوجه الحقيقي لثقافة الشعوب لذلك من حق كل مواطني الدولة ان يشاركوا في كافة أجهزة الدولة المختلفة وأهمها أجهزة الإعلام وهي رأس الرمح في التعريف عن الشخصية الإعتبارية لثقافة الدولة لذلك استمسك بها النظام القائم على يد المؤتمر الوطني وعمل على تلميع وجهه ورسم خطوط توجهه الثقافي .
وإذا كان المستعربين في السودان لا يريدون ان يخالطهم الأثينيات الأخرى في أجهزة الأعلام والتلفاز هنا يجب ان يوفر لك قبيلة قناة تلفاز يبث ثقافتها وفنونها حتى يجد الجميع مساحة تكتب فيها تأريخ حياتهم .
عروبية السودان مشكوك فيها ومفروضة معنا ومضمون ولو يعلم الرجل أن أصوله العربية المشكوك فيها لم يخاطب جماهير القضارف بتلك اللهجة الساقطة.
الناس لا يفرضون تطبيق شرع الله بحق ولكن يرتابون ممن يقومون بتطبيقه عليهم ولقد جرب الناس ذلك في عهد العدالة الناجزة في فترة دروشة نظام مايو .
م/ توتو كوكو ليزو [email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.