تأملات ميشو رقد ليهو فوق رأي! كمال الهِدي [email protected] • بالأمس كتبت مقالاً لم أتمكن من نشره بسبب مشاكل فنية تتعلق بشبكة الإنترنت وقد بدأت ذلك المقال بالعبارة التالية: " أرجو صادقاً أن يكون ميشو (راقد ليهو فوق رأي) حين صرح بأنه لن يلعب أمام الأفريقي على ركلات الترجيح."
• وبالطبع ليس هناك حاجة لنشر أي أجزاء أخرى من مقال الأمس بعد أن فعلها فتية الهلال الذي أشعلوا النيران والحرائق مساء الأمس بملعب رادس.
• تقدم الهلال بهدف جميل بذل فيه أتير توماس جهداً مقدراً لتصل الكرة إلى سادومبا الذي كان يتمركز بالمكان الصحيح فلم يجد صعوبة في تحويل الكرة بالرأس في شباك الأفريقي.
• هدف مثل الذي سجله سادومبا لابد أنه أحبط الجماهير الغفيرة التي ملأت أجزاء كثيرة من الملعب ممنية الأنفس بتحقيق نصر جديد للكرة التونسية على حساب هلال السودان.
• لكن أبطال الهلال كانوا عند الموعد وفاجأوا الأفريقي وجمهوره بالهدف الذي يبدو أنهم لم يتحسبوا له جيداً وربما لم يتوقعوا أصلاً أن يسعى له الهلال.
• بعد الهدف زاد اصرار لاعبي الهلال على المحافظة على شباكهم نظيفة.
• استبسل المدافعون وخلفهم الحارس المعز من أجل أن تظل شباك الهلال عصية على مهاجمي الأفريقي.
• لكن ومن كرة تغير اتجاهها بعد اصطدامها بأحد اللاعبين سجل الأفريقي هدف التعادل.
• وبعدها سعى لاعبوه إلى تسجيل هدف ثان يقرب الفجوة لكنهم لم ينجحوا في مسعاهم لأن نجوم الهلال بدوا مصممين على عدم التفريط في فرصة التأهل هذه المرة.
• استمرت هجمات الأفريقي لتجد في كل مرة استماتة دفاعية من لاعبي الهلال إلى أن حانت تلك اللحظات الصعبة التي يبدو أن التوانسة فقدوا خلالها الأمل في تأهل فريقهم.
• وبعد أن مثل أحد مهاجمي الأفريقي بصورة أوضح من شمس الضحى طلبه الحكم الذي كان يفكر في توجيه بطاقة ما له، فإذا باللاعب عديم الأخلاق يعتدي على حكم اللقاء.
• وفي ذات اللحظة زادت حالة الفوضى التي بدأت قبل ذلك بدقائق في أنحاء مختلفة من الملعب الذي إمتلأ بالنيران التي عادة ما تأكل أهلها في مثل هذه المواقف.
• وبالطبع لم يكن من الممكن أن تستمر المباراة فهرع لاعبو الهلال باتجاه غرف الملابس وسط محاولات عنيفة للاعتداء عليهم.
• نحمد الله كثيراً على أن لاعبينا خرجوا من الملعب في الوقت المناسب، ونتمنى ألا تكون إصابات من تعرضوا منهم لاعتداء جمهور الأفريقي المتوحش الهمجي كبيرة.
• توقعنا أن يشهد اللقاء شيئاً مما حدث، لكن ماذا نقول في اتحاد الغباء ( الاتحاد الأفريقي ) الذي يفرض على الأندية أن تلعب وسط أجواء مثلما يجري في تونس هذه الأيام.
• كيف يصر الاتحاد الأفريقي على لعب المباراة بحضور الجمهور والكل يعلم بما تعانيه تونس على الصعيد الأمني!
• قالوا أن الأفريقي سيوفر آلاف المتطوعين لتوفير الأمن في الملعب، وكنا نعلم أن هذه الآلاف سوف تتحول إلى معتدين طالما أنهم في نهاية الأمر يناصرون الأفريقي الذي يلاعب فريقاً من بلد آخر.
• مباريات الدوري التونسي نفسه لم تكن تستمر بهدوء فماذا توقع رجال الاتحاد الأفريقي لمباراة الهلال والأفريقي!
• عموماً حمدنا الله مراراً على سلامة لاعبينا لكن الاتحاد الأفريقي يثبث للمرة المليون أنه اتحاد فاشل بما تحمل الكلمة من معنى.
• نحمد لميشو أن الهلال في عهده لم يعد يتهيب فكرة التقدم لتسجيل الأهداف عندما يلعب خارج البلد.
• وهو أسلوب نادينا به كثيراً على أيام ريكاردو ودوسانتوس وكامبوس دون أن تجد مناداتنا تلك صدىً لديهم.
• حقق مدرب ولاعبو الهلال المطلوب وتعادلوا مع الأفريقي في عقر داره وتأهل الأزرق لدوري المجموعات.
• وستكون لنا عودة مفصلة لطريقة اللعب وتشكيلة ميشو، لكنني لن أستطيع تأجيل السؤال: متى تريحنا من أسامة التعاون يا ميشو؟!
• تعادل الهلال وقدم نجومه نموذجاً يحتذى في الاستماتة واللعب الرجولي.
• وقد خاب فأل من انتظروا هزيمة الهلال بخمسة أو ستة أهداف.
• فذاك عهد قد ولى إلى غير رجعة بإذن الله.
• تأهل الهلال من تونس رغم انه سافر إليها في هدوء ووسط أجواء مليئة بالتوتر والفوضى.
• وقد ساهم هدوء الرحلة فيما يبدو في ارتفاع تركيز اللاعبين.
• فلم تكن هناك طائرات خاصة مليئة بالمطربين والملحنين والشعراء والفوضويين الذين ظلوا يشتتوا تركيز اللاعبين في فترات سابقة.
• سعدنا بتأهل الأزرق العاتي ونتوق إلى مزيد من التجويد حتى يتسنى للفريق الوصول لمنصات التتويج هذا العام بمشيئة المولى عز وجل.
• ألف مبروك يا أهلة وقد حق لكم أن تفرحوا وترقصوا وتغنوا، لكن ليس على طريقة معتوه ليبيا، بل على طريقة سادومبا وبشة وكاريكا.