تأمُلات طيب ما تفتح البلوفة يا... كمال الهِدي [email protected] • لم يعد غريباً أن يعاني أهلنا في السودان من مشكلة ما. • فالوضع الطبيعي هو أن تكون هناك أزمات ومشاكل وكوارث. • لكن ما يثير الحنق حقيقة هو تصريحات بعض المسئولين التي تتسم بغباء لا نظير له. • أثناء مطالعتي لخبر أزمة المياه التي تعاني منها بعض مناطق ولاية الخرطوم هذه الأيام وقعت عيناي على تصريح غريب وعجيب لمدير مياه ولاية الخرطوم. • معلوم طبعاً أن أقرب مناطق الولاية للنيل ( بري أبو حشيش ) قد تظاهر أهلها بسبب انعدام المياه واضطرارهم لشراء برميل المياه ب 25 جنيهاً. • تخيلوا ماذا قال المهندس خالد حسن إبراهيم مدير مياه الخرطوم بعد أن تظاهر أهالي المنطقة بسبب معاناتهم الشديدة من شح المياه! • قال أن جهات سياسية منظمة تقف وراء شح المياه وذلك بإقفال ( بلوفة ) في الشبكة!! • تبرير رهيييييييييييب.. أليس كذلك! • طيب يا العشا بي اللبن طالما أن الموضوع بهذه البساطة ماذا لو أنك وفرت الوقت الذي اطلقت فيه تصريحك وأمرت الجهات المعنية بفتح البلوفة! ألم يكن ذلك أفضل! • نفس اللغة التي نسمعها من الحكومة السورية التي تطوق مدن البلاد المختلفة كل يوم وتقتل مواطنيها بدم بارد بحجة أن هناك جماعات ارهابية مسلحة. • كل المدن السورية صارت مرتعاً للجماعات الإرهابية المسلحة بين عشية وضحاها.. طيب أين كانت حكومتكم الرشيدة حينما دخلت كل هذه الجماعات الإرهابية بأسلحتها لتغطي جميع المدن السورية! • نفس غباء التصريحات يتكرر عندنا في السودان بشكل شبه يومي. • وها هو مدير مياه الخرطوم يؤكد عدم وجود مشكلة مياه حقيقية ويبرر الشح فيها بطريقة تضحك طفلاً غض الاهاب دع عنك مواطنين كبار يفهمون معنى التظاهر والاحتجاج على تردي الخدمات. • ولا أدري لماذا لم يكلف السيد مدير مياه الخرطوم ثلاثة أو أربعة من عمال إدارته لكي يهرعوا إلى المكان ويفتحوا البلوفة، بل ويحرس كل واحد منهم (بلفاً) حتى لا تكرر الجهات السياسية المنظمة عملها التخريبي. • الغريب أن الباشمهندس ذكر في نفس التصريح أنهم أحضروا ( تناكر) مياه للأهالي ببري، لكنهم رفضوها معللاً ذلك بأن معظم المتظاهرين لا علاقة لهم بالمنطقة. • ولنا أن نسأل سيادته: هل استسهلتم استجلاب تناكر المياه على فتح البلوفة أم ماذا! • البلوفة أغلقت بفعل فاعل ولا ما في مياه ولذلك أتيتم بتناكرها يا هندسة! • احترموا عقولنا يا مسئولي دولتنا المنكوبة ولو مرة وكفانا استهتاراً بعقل وإنسانية إنسان السودان.