لأ بييى برتوكلا يحميها مهما تصاعدت أدخنة شررها وتعالت أصوات الشريكين وحدت خطاباتهم ، ففى النهاية يعودان للجلوس معا مجبرين أو مخيرين لايهم ما دام هناك حوار ،، ولكن منطقة جبال النوبة شأنها شأن النيل الأزرق مع فارق المكاسب بين الولايتين اذ نال النيل الأزرق الأفضلية من قبل الحركة الشعبية،، مما أتاح للمؤتمر الوطنى أن يتمدد فى منطقة جبال النوبة ويغرز فيها جنياته التنظيمية لليوم الأسود الذى يلى أعلان دولة جنوب السودان ، وبما أن ملف أبيي هو الغصة التى ستقف فى حلق كل من الشريكيين بل قد تكون هى فتيل للعودة الى مربع الحرب وقد حزرنا من ذلك كثيرا،ومنطقة جبال النوبة ستكون ذات بعد استراتيجى للمؤتمر الوطنى،،ولهذا نكرر النداء لابناء المنطقة أن يلتفتوا لها دون مساعدة من جهة أخرى فى النهاية تسعى لمصالحها ومكاسبها الأساسية ولاتعدو المنطقة بالنسبة لهم سواء موقع استراتيجى يحققوا من خلاله أهدافهم وتقبع هى تحت نيران الحرب مجددا وليس ببعيدة ذكريات الحروب السابقة. قد يكون الكثير من المراقبين قد فهموا تأخير اعلان نتيجة انتخابات ولاية جنوب كردفان لمنصب الوالى ما هى الا محاولة من المؤتمر الوطنى للتلاعب بالنتائج والتى ذكرت جميع المؤشرات السابقة أن مرشح الحركة الشعبية يكتسحها ،،ولو كان مرشح المؤتمر الوطنى فائزا لما تأخر الاعلان عن النتائج عموما سيأتى الخبر اليقين فى مقبل الساعات لكن عملية التزييف معلوم انها حرفة يجيدها المؤتمر الوطنى ومنتسبيه لانهم متدربون عليها منذ أن كانوا طلابا،ولا عجب فى مقدرتهم على هذا الأسلوب.. فى هذه الأثناء يمر المؤتمر الوطنى بأزمة داخلية أهتزت لها جنباته وفشلت معها جميع المسكنات السابقة ، وانفرط عقد ترابطه بفضل سياسية الترضيات التى كان يستخدمها لشراء القيادات السياسية من الأحزاب الأخرى وهؤلاء تم تقسيمهم الى مجموعات بين أباطرة المؤتمرجية وعندما ينشب صراع بين هؤلاء الأباطرة لابد أن تصيب روايشه بائعى مواقفهم للمؤتمر الوطنى...لهذه تكثر نقاط وجبهات الصراع وتصاب المنظومة بداء الشك ونظرية المؤامرة وكل يحاول توجيه ضربته الاستباقية لأخيه قبل أن يبادر هو،، وفى ظل الاحتجاجات التى يقودها مزارعى مشروع الجزيرة ويليها اضراب الأطباء ,,,ويضاف اليها المعضلة الكبرى انتخابات الجبال وهى الفهوة التى انتفتحت على المؤتمر الوطنى المحتسب من حيث لايحتسب ،وحسب الأنباء الواردة من الأصدقاء بأنحاء الولاية المختلفة فان يوم غد أو بعد غد سيشهد حسب المعطيات ما لايحمد عقباه،،وهو قد تكون الجبال والتى كان يضمن المؤتمر الوطنى نجاح ممارسته التى أعتاد عليها فيها وهو سبق وأن وضع جنياته السياسية هناك تحسبا لهذا اليوم أن تدخله فى هذا النفق المظلم وتفشل جميع محاولاته فى تقديم الرشوة لشريكته الحركة الشعبية من أجل تحقيق انتصار مزيف اخر يخفى بين جنباته ما هو أسوأ،، لهذا ستكون الأيام المقبلة على المؤتمر الوطنى أيام عصيبة ،والحمد لله أن العصيان الان مدنى من قبل المزارعين والأطباء والذين بالتأكيد ستتبعهم نقابات أخرى وفى ظل هذا التواطؤ من قبل الديناصورات السياسية كالميرغنى الذى أصبح لايهش ولاينش ،والصادق المهدى والذى أتضح أنه سبب رئيسى من أسباب بقاء الانقاذ بمواقفه الضبابية والتى ينطبق عليه مثل (عصاية نايمة وعصاية قايمة)..وبقية المحاولات للأسف هى تائهة بين أطماع المتبنيين للثورة قبل حدوثها وتأرجح مواقف مقتبسى هذه التنظيمات ما بين حنينهم لتنظيماتهم القديمة وطموحهم فى تنظيماتهم الوليدة ونقل الصراع القديم بنفس رتابته وملله وتكراره الى داخل كياناتهم الجديدة مما أراح المؤتمر الوطنى من جانبهم خصوصا وأن الغالبية منهم لاتجد حرجا فى تقليب وجهها شطر الجهة التى تحقق مطالبها الشخصية مهم كانت. لهذا ستكون شرارة الثورة فى ظل هذا الاحتقان وحالة الريبة التى تنتاب المؤتمر الوطنى وثورة مزارعى الجزيرة ومواقف الاطباء والجبال التى زلزلت أقدام المؤتمر الوطنى والذى أضحى الآن فى مهب الريح..رغم أنه يحيط نفسه بقوة يريد أن يرهب بها أعدائه وأعداء بقائه والذى أصبح خطرا يهدد بقاء السودان.. عبد الغفار المهدى [email protected]