في الحوار الذي اجرته صحيفة الحرة مع الامام الصادق المهدي اول امس قصدنا ان نواجه الامام ببعض احاديث الشارع حول هرولته دائما نحو المؤتمر الوطني بمجرد ان يحرك الحزب الحاكم له اصبع الدعوة.. ثم كنا معه اكثر وضوحا حين قلنا له ان حديث الشارع السوداني في موضوع التغيير السياسي لايرتكز على سرد حسنات الانقاذ انما يعدد دائما سيئات البدائل التقليدية من واقع الفترات الديمقراطية في السودان فتجدهم حين يجادلهم احد عن الفساد والمحسوبية في عهد الانقاذ يقولون له (يعني دايرين تجيبو لينا تاني الصادق المهدي وصفوف الخبز)..!! لكن الامام وبكل هدوء تجده يدافع عن فترات الحكم الديمقراطي في السودان ويقول لنا (لو كان اقل انجاز حققناه في الفترات الديمقراطية هو توفير مناخ الحريات لكفانا ذلك تاهيلا لان نكون البديل الافضل من الانقاذ).. ثم هو اي السيد الصادق المهدي لايرى انه كانت هناك مبررات لزوال الحكم الديمقراطي .. اما موضوع الهرولة نحو المؤتمر الوطني فان الصادق المهدي يستعجب كثيرا من هذا الحديث ويقول لنا لو كنت أهرول نحو المؤتمر الوطني بهذا الشكل لكنت قبلت دعوة الترابي لي عام 93 للمشاركة في الحكومة او دعوة البشير لي في 96 لنفس الغرض ..ثم يقول نحن رفضنا هذه الدعوات لاننا اصحاب مبادئ ويقول كان ردي لهم (مافي حريات للمواطنين مافي مشاركة معاكم)..!!! وغيرذلك من الحديث الذي طالعتموه خلال الحوار المنشور في الحرة يومي الاربعاء والخميس .. ولكن الاتلاحظون معي ان حزب الامة يعاني من ضعف في الالة الاعلامية التي يكون المطلوب منها ان تشكل حماية مستيقظة للحزب وقيادته من عملية إشانة السمعة السياسية خاصة في موضوع الهرولة بحثا عن اتفاقات ثنائية او صفقات خاصة ..؟! وطالما ان الصادق المهدي يعرف كل تلك الاحاديث ويطالع اتهامات حلفاءه في المعارضة بهذه التهم فلماذا يظل صامتا ولماذا لايحرص على التصحيح الرسمي امام وسائل الاعلام ..؟ هل تراه او تراهم يقصدون الصمت وماهي الحكمة من الصبر على سهام ناسفة ومشينة للسمعة السياسية ..؟!! الصادق المهدي يقول انه يتحدى كل حلفاء المعارضة بموقفه المبدئي ويقول ( كلهم شاركوا في الانقاذ سوى كانت تلك المشاركة عبر السلطة التنفيذية او التشريعية إلا حزب الامة الذي لم يشارك إطلاقا في الانقاذ .. اننا نقول للامام الصادق المهدي لو كنتم تحرصون على تقديم انفسكم للشعب السوداني من جديد فان ذلك يقتضي عليكم تغيير منهج واليات خطابكم السياسي بحيث لايهمل هذا الخطاب شحنات الاعلام المضاد ولا اسميها شحنات التضليل لان هذا التوصيف يصدر من موقف دفاعي رسمي .. انا لاامثله هنا فهو واجبكم و الدور المطلوب من مؤسسات حزبكم العريق .. قدموا مالديكم وتعاطوا ايجابيا مع الاتهامات الشعبية الراسخة الان في ازهان الكثيرين ..