زفرات حرى وتتكرر المأساة في جنوب كردفان ولولا لطف الله العزيز لحدثت الطامة الكبرى التي نتلظّى في جحيمها اليوم في النيل الأزرق التي تحكمها الحركة الشعبية الأجنبية من خلال رئيس قطاع الشمال مالك عقار ولفاز عبد العزيز الحلو في جنوب كردفان كما فاز عقار.. إنها وا حرّ قلباه الغفلة بل إنه العجز يتبختر ويتبرَّج للعيان دون خجل أو حياء ويُلدغ المؤتمر الوطني من ذات الجحر للمرة المليون ويُهزم السودان الشمالي جرّاء ضعف المؤتمر الوطني واستكانته!! بدلاً من أن يستحي المؤتمر الوطني من فوز الحركة الشعبية بما يقرب من 40 % من عضوية المجلس التشريعي ويحزن على تفريطه الذي جعل الفارق بين مرشحه لمنصب الوالي أحمد هارون وعبد العزيز الحلو مرشح الحركة الشعبية الأجنبية التابعة لدولة أخرى حوالى ستة آلاف صوت فقط أراه يُقيم كرنفالات الفرح على نصر هزيل أجزم أن الأحق بأن يفرح بسببه هو الحركة الشعبية وشتان شتان بين طموح يجعل الحركة تحزن وتقيم الدنيا وتقعدها بالرغم من أنها احتلت منصب نائب والي ولاية في دولة أخرى مع 40 % من مجلسها التشريعي وهوان وانبطاح وانخزال يجعل المؤتمر الوطني يفرح بمنح دولة أجنبية منصب الرجل الثاني في أرضه مع 40 % من مقاعد السلطة التشريعية!! بربكم هل هو نصر أم هزيمة ومن هو الأحق بالغضب الحركة الشعبية أم المؤتمر الوطني ومن هو الأحق بنصب سرادقات الأفراح الوطني أم الحركة؟! بالله عليكم تأمّلوا ماحدث في انتخابات ولاية النيل الأزرق التي كسبها مالك عقار بالتزوير ولم يفتح الله على المؤتمرالوطني بإبداء أي نوع من الغضب أو الاحتجاج على العكس من الحركة التي تزوِّر ثم تتهم غيرها بالتزوير وتعتبر عدم فوزها هو التزوير بعينه في بلطجة وعدوانية لم يشهد التاريخ لها مثيلاً!! تخيلوا أن المؤتمر الوطني حصل على صوت واحد في دائرة ودكة بمركز سمري بمحلية الكرمك بينما نال مالك عقار 883 صوتاً كما نال مالك عقار في كل المحلية التي تضم أربع دوائر ولائية وواحدة قومية أكثر من 31 ألف صوت بينما نال مرشح الوطني أقل من أربعة آلاف صوت!! هل يمكن أن ينال المؤتمر الوطني في دائرة كاملة صوتاً واحداً بمعنى أن لا يصوِّت حتى قيادات المؤتمر الوطني في تلك الدائرة؟! بالرغم من تلك التجربة المريرة يأبى المؤتمر الوطني إلا أن يُتيح للحركة أن تكرِّر ذات الأسلوب في جنوب كردفان فتقوم بطرد المراقبين وبتعبئة صناديق الاقتراع ويعترف أحمد هارون بذلك وهو الوالي الذي يُفترض أن الولاية وأجهزتها الأمنية تأتمر بأمره كما يُفترض أن القوات المسلحة هي التي تفرض سيطرتها العسكرية على الولاية وليس الجيش الشعبي الذي يسرح ويمرح دون رقيب أو حسيب فهل بربكم من عجز وهوان واستسلام أكبر من ذلك؟! أعجب ما في الأمر أن المؤتمر الوطني في شخص أحمد هارون قدَّم عذراً أقبح من الذنب وهو يبرِّر تضاؤل الفرق بين أحمد هارون والحلو فقد عزا ذلك بعظمة لسانه لعمليات التزوير والممارسات الفاسدة للحركة الشعبية بمناطقها التي حازت فيها على الدوائر الجغرافية للمجلس التشريعي حيث قامت الحركة بطرد كافة المراقبين ووكلاء الأحزاب المشاركة في الانتخابات ومارست عملية التزوير حيث لم تقل نسبة التصويت في تلك المراكز عن 98 % بتصويت صحيح 100 % دون أي تالف في مجتمع وصفه بشبه الأمي وغير المدرَّب على الممارسة الديمقراطية مستشهداً في ذلك بأن انتخابات نقابة المحامين لم تحقِّق ما حققته هذه المراكز في مستوى ونسبة التصويت!! أما لماذا سمح أحمد هارون للحركة بأن تفعل ذلك فلا أحد يدري!! الآن وقد انجلت المعركة بفوز هزيل حققه أحمد هارون فإن على المؤتمر الوطني أن يُجرى تحقيقاً عن السبب أو الأسباب بل آن له أن يُساءل لماذا أحجم المسيرية عن التصويت؟! من أسفٍ فإن عدم إعمال مبدأ المحاسبة هو الذي أدى إلى الكوارث التي حاقت بنا منذ أن خرجنا من الجنوب بلا مقابل بعد أن استسلمنا للحركة الشعبية ومنحناها ما لم تكن تحلم به مما صرَّح به قرنق فقد كان الجنوب تحت سيطرة القوات المسلحة وكانت الحركة وجيشُها الشعبي عاجزين عن دخول جوبا فإذا بنا نُخلي الجنوب في مقابل وعود سراب من أمريكا وصويحباتها بل نمنح الحركة سلطة في الشمال ما كانت تفكر فيها قبل نيفاشا الأمر الذي نتجرّع سمه القاتل اليوم من تطاول عملاء الحركة في الشمال ممّن باتوا يحكمون أجزاء عزيزة من أرضنا الحبيبة. فقدنا النيل الأزرق ولم نعقد مجلس محاسبة عن السبب في تلك الكارثة وها نحن نمنح الحركة مواقع في جنوب كردفان ما كان ينبغي أن تنال شيئاً منها. هل أخطأنا في اختيار مرشح المؤتمر الوطني في النيل الأزرق.. ذلك الذي تم استبداله قبل نحو شهر من الانتخابات؟! هل أخطأنا في مرشح جنوب كردفان مما أدى إلى إحجام معظم أبناء المسيرية عن التصويت أم أن لذلك علاقة بمشكلة أبيي؟! ما رشح من أرقام يقول إن ما يقرب من ثلثي مجموع سكان جنوب كردفان من أبناء المسيرية لم يُدلوا بأصواتهم ومعلوم أن معظم المسيرية يناصبون الحركة الشعبية العداء كونها تنازعهم في أبيي ولذلك فإن تقصيراً هائلاً حدث أدى إلى هذه النتيجة غير المتوقعة فقد كان الجميع يتوقع فوزاً كاسحاً لأحمد هارون وهزيمة نكراء للحلو ولكن من أسف كان الفارق ضئيلاً للغاية فهل يُصلح المؤتمر مسيره أم يظل هكذا يحمِّل الشمال وشعبه انهزامه وهُزاله؟!