الخرطوم : حيدر عبد الحفيظ ديدان ترى بالعين المجردة، وروائح كريهة في المياه، هذا ما لاحظه أهالي بعض المناطق المتأثرة بتلوث المياه في الخرطوم، حيث نقلت صحيفة الأخبار السودانية عن مواطني منطقة حي المزدلفة بالحاج يوسف بالخرطوم عن وجود تلوث بمياه الشرب يتمثل في اختلاط الماء بأنواع مختلفة من الديدان. مشكلة مياه الشرب ليست جديدة على هيئة مياه الخرطوم، فلقد اعتاد الأهالي على شح المياه في مطلع كل صيف، وانقطاعها على نطاق واسع من أحياء العاصمة، لكن هذه المرة تجاوزت الأزمة شح المياه، لتطل المشكلة بصورة أفظع وأنكى، متمثلة فى تطور المشكلة من شح للمياه في منطقة بري بالخرطوم الأيام الفائته وتبعتها مناطق الفتيحاب، أبوسعد، شرق النيل، بحري، المهندسين،العزوزاب وغيرها من المناطق المتأثرة بشح المياه إلى اختلاط المياه بالديدان كما في المزدلفة. أبان دكتور محمد عبد الله اختصاصي الباطنية، أن تلوث المياه بالديدان ينطوي على وجود بكتريا مُلوثة نتيجة لتقادم خطوط نقل المياه، أو ربما نتيجة لعطب (مواسير) المياه واختلاطها بالصرف الصحي. وتابع قائلاً:"وجود بكتريا مُلوثة لها أضرارها على متناولي الماء، وتتسبب في الإصابة بالنزلات المعوية وأمراض الجهاز الهضمي والمعدة، وربما تصل خطورة بعض أنواع البكتيريا إلى إصابة الشخص بالفشل الكلوي". ويشدد دكتور محمد على هيئة مياه الخرطوم باستخدام الكلور لتعقيم محطات المياه للقضاء على البكتيريا والفيروسات لضمان حماية المواطنين من الأمراض المعوية وغيرها من الأمراض الناتجة عن التلوث البكتيري لمياه الشرب. هيئة مياه الخرطوم لم تدفن رأسها في الرمال بل اعترفت بالمشكلة، وأكد المدير التنفيذي للهيئة عبد الله محمد عثمان في هذا الصدد بوجود مشكلة في مياه الخرطوم وأن المصادر صالحة ونقية بنسبة 100%، ولكنه استدرك بقوله: "مشكلة وجود ديدان ويرقات دقيقة في المياه يرجع إلى أن شبكات مياه الأحياء بها خزانات داخل المنازل غير نظيفة، وخطوط المياه الداخلية قد تختلط بمصاصات الصرف الصحي، فتحدث مثل هذه الإشكاليات". أما مدير هيئة مياه الخرطوم مهندس خالد حسن إبراهيم، يرى أن الهيئة لم تقف مكتوفة الأيدي حيال مشكلة تلوث المياه وأن الجهود مستمرة لحل الإشكالية التي عزاها إلى الترسبات الطبيعية التي تحدث في شبكة المياه، وقال:" أن الحل يكمن في نظافة شبكة المياه ساعة بساعة وانتهاج سياسة الإبدال والإحلال للمواسير المهترئة".