نشرت صحيفة الأخبار بتاريخ 10 مايو بان مجموعة من مواطني منطقة حي المزدلفة بالحاج يوسف تشكو من تلوث مياه الشرب التي تصاحبها أنواع مختلفة من الديدان، مؤكدين أنهم يضطرون لمعالجة المياه التي تأتي عبر “المواسير” مختلطة بمياه الصرف الصحي عن طريق وضع أقمشة لتصفية وترسيب الديدان، مما أصاب الكثير من سكان المنطقة بالإسهالات والالتهابات المعوية. وطالب المواطنون الذين تقدموا ببلاغ لدى نيابة حماية المستهلك، طالبوا عبر (الأخبار) بإغلاق الآبار التي تم فتحها مجددا، بخاصة بعد أن أصدرت النيابة العامة، وإدارة حماية البيئة بحماية المستهلك قراراً قضى بإغلاق ثلاث منها؛ على خلفية البلاغات التي تقدم بها بعض أهالي المنطقة، والتي بلغ عددها خمسة بلاغات لإدارة حماية البيئة عن تلوث مياه الشرب في أحياء متفرقة بالمنطقة في الفترة الماضية. مطالبين بإيجاد حلول جذرية لمشكلة المياه التي دامت لفترة طويلة . وأوضح الدكتور محمد عبد الله اختصاصي الباطنية، في تصريحات صحفية أن تلوث المياه بالديدان ينطوي على وجود بكتريا مُلوثة نتيجة لتقادم خطوط نقل المياه، أو ربما نتيجة لعطب (مواسير) المياه واختلاطها بالصرف الصحي. وتابع قائلاً:”وجود بكتريا مُلوثة لها أضرارها على متناولي الماء، وتتسبب في الإصابة بالنزلات المعوية وأمراض الجهاز الهضمي والمعدة، وربما تصل خطورة بعض أنواع البكتيريا إلى إصابة الشخص بالفشل الكلوي”. ويشدد دكتور محمد على هيئة مياه الخرطوم باستخدام الكلور لتعقيم محطات المياه للقضاء على البكتيريا والفيروسات لضمان حماية المواطنين من الأمراض المعوية وغيرها من الأمراض الناتجة عن التلوث البكتيري لمياه الشرب. وأقر مدير هيئة مياه الخرطوم خالد حسن إبراهيم في تصريحات صحفية بالمشكلة وقال ان الهيئة لم تقف مكتوفة الأيدي حيال مشكلة تلوث المياه وأن الجهود مستمرة لحل الإشكالية التي عزاها إلى الترسبات الطبيعية التي تحدث في شبكة المياه، وقال:( أن الحل يكمن في نظافة شبكة المياه ساعة بساعة وانتهاج سياسة الإبدال والإحلال للمواسير المهترئة). ولكنه لم يوضح الجهة المسؤولة عن تنفيذ هذه الحلول اذا لم تكن هيئته نفسها ! وسبق ونشرت (حريات) بتاريخ 18 مارس ان المستشار البيئي بمجلس الوزراء بروفيسور تاج السر عبد الله كشف عن مهددات لصحة الإنسان حددها في التغيير النوعي لمياه الشرب بسبب الصرف الصحي غير الآمن، واعترض على اتباع نظام (السبتنق تانك) ووصفه بالأسوأ في العالم، وأبان أنّ إحدى الدراسات أثبتت وصول الملوثات لعمق (220) متراً في مياه الشرب وأشار إلى وجود الكثير من المناطق السكنية التي تتحصل على مياه الشرب من آبار لا توجد عليها رقابة إضافة إلى إصابة (20) طفل يومياً في أعمار ما بين (12 14) عاما بالفشل الكلوي ، بجانب زيادة ملحوظة في الإصابة بمرض (الزرقة) لدى الأطفال نتيجة لفقد ثاني أكسيد الكربون بما يسبب الموت الفجائي. وطالب تاج السر بضرورة توفير صرف صحي آمن للمستهلك، ونوّه إلى أنّ خدمة الصرف الصحي تغطي (2%) من العاصمة القومية.