الطيب علي فرح يكتب: *كيف خاضت المليشيا حربها اسفيرياً*    عبد الواحد، سافر إلى نيروبي عشان يصرف شيك من مليشيا حميدتي    المريخ يستانف تدريباته بعد راحة سلبية وتألق لافت للجدد    هنري يكشف عن توقعاته لسباق البريميرليج    تعادل سلبي بين الترجي والأهلي في ذهاب أبطال أفريقيا في تونس    باير ليفركوزن يكتب التاريخ ويصبح أول فريق يتوج بالدوري الألماني دون هزيمة    كباشي يكشف تفاصيل بشأن ورقة الحكومة للتفاوض    متغيرات جديدة تهدد ب"موجة كورونا صيفية"    تمبور يثمن دور جهاز المخابرات ويرحب بعودة صلاحياته    تقرير مسرب ل "تقدم" يوجه بتطوير العلاقات مع البرهان وكباشي    مقتل مواطن بالجيلي أمام أسرته علي ايدي مليشيا الدعم السريع    حملة لحذف منشورات "تمجيد المال" في الصين    بعد الدولار والذهب والدواجن.. ضربة ل 8 من كبار الحيتان الجدد بمصر    محمد وداعة يكتب: معركة الفاشر ..قاصمة ظهر المليشيا    مصر لم تتراجع عن الدعوى ضد إسرائيل في العدل الدولية    أمجد فريد الطيب يكتب: سيناريوهات إنهاء الحرب في السودان    زلزال في إثيوبيا.. انهيار سد النهضة سيكون بمثابة طوفان علي السودان    يس علي يس يكتب: الاستقالات.. خدمة ونس..!!    عصار الكمر تبدع في تكريم عصام الدحيش    (ابناء باب سويقة في أختبار أهلي القرن)    عبد الفضيل الماظ (1924) ومحمد أحمد الريح في يوليو 1971: دايراك يوم لقا بدميك اتوشح    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    شاهد بالصورة والفيديو.. "المعاناة تولد الإبداع" بعد انقطاع الماء والكهرباء.. سوداني ينجح في استخراج مياه الشرب مستخدماً "العجلة" كموتور كهرباء    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    بالفيديو.. شاهد رد سوداني يعمل "راعي" في السعودية على أهل قريته عندما أرسلوا له يطلبون منه شراء حافلة "روزا" لهم    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. مصطفى عثمان إسماعيل:ما يحدث في أبيي لعب بالنار والشعبية لا تفهم إلا لغة الحسم والإحتجاج

د. مصطفى عثمان إسماعيل في حوار الراهن السياسي مع " أفريقيا اليوم"
قضية دارفور كانت أكبر أكذوبة ولو انتهت مفاوضات الدوحة سيعود الإقليم لطبيعته
الثورات العربية خرجت من المساجد والمعارضة لدينا أبعد مايكون عن هذا الطريق
هناك من ينتظر التاسع من يوليو لتحقيق عدم الإستقرار ونحن ننتظر ماذا سيفعلون
ننادي بتطبيق قانون الحريات الأربع مع مصر فكيف لا نملك أراضي للمصريين؟!
يجب ألا نسمح للغرب أن يخطف ثمارالثورات العربية وألا يؤطرها لصالح ثقافاته
القاهرة- أفريقيا اليوم : صباح موسى [email protected]
أكد مستشار الرئيس السوداني الدكتور " مصطفى عثمان إسماعيل" أن الأوضاع في أبيي لن تنفجر إلى حرب بين الشمال والجنوب، وأن الحركة الشعبية لا ينفع معها إلا لغة الإحتجاج والحسم حتى لا تظن أنها انتصرت، موضحا أن قضية دارفور كانت أكبر أكذوبة، وأنه لو انتهت الدوحة سوف يعود الإقليم إلى طبيعته, مشيرا إلى أن هناك من ينتظر التاسع من يوليو في الداخل والخارج لتتحقق أمانيهم في عدم استقرار البلاد، مبينا أنه لا يوجد أي انشقاق داخل المؤتمر الوطني، وأن عملية الخروج في موجودة في السودان وعادية، لافتا أن الثورات في البلدان العربية خرجت من المساجد، وأن الحزب الحاكم في السودان هو الذي يذهب للمساجد.
وقال " عثمان" في حوار خاص ل " أفريقيا اليوم" يجب أن نظهر البعد الشعبي في علاقتنا مع مصر، حتى يكون صمام أمان العلاقة في المستقبل، مضيفا أن الرأي العام في البلدين يريد تطوير هذه العلاقة. وفيما يلي نص الحوار مع أفريقيا اليوم www.africaalyom.com
دكتور مصطفى الأحداث في أبيي تطورت بشكل ملحوظ بما ينذر بنسف إتفاق السلام وعودة الحرب بين الشمال والجنوب مرة أخرى. فماذا يحدث بأبيي وهل تنوون إعلان الحرب على الجيش الشعبي؟
- الأحداث في أبيي لن تنفجر بالصورة التي ترجع الأوضاع إلى مربع الحرب بين الشمال والجنوب،و مايحدث هناك هو أن قيادات الحركة المنتمية إلى أبيي تقود الشعبية لهذا التوتر الدائم بين الشمال والجنوب، والحركة الشعبية على أعتاب تأسيس دولة جديدة، و سوف تواجه إنفلاتا هنا أو هناك، إلى أن تقتنع أنه لابد أن تتعامل بواقعية وبالحوار مع الحكومة في الشمال، والحركة الشعبية تعمل بالتكتيك أكثر من النظرة الإستراتيجية، وتتعامل مع الشمال بهذه النظرة القصيرة، فعندما حدثت انتخابات في النيل الأزرق وفاز " مالك عقار" قبلنا بذلك، وتعاملنا معه وإستمرت الأوضاع، وفي جنوب كردفان طلبوا تأجيل الإنتخابات، وتم التأجيل، وشاركت الحركة الشعبية في الإنتخابات الثانية، وعندما رأت أنها لن تفوز انسحبت، وتريد إلغاء الإنتخابات، وهذا تكتيك، ومنطقة أبيي تقع في جنوب كردفان، وكان الإتفاق أن تكون تابعة لرئاسة الجمهورية، وأن تظل كذلك إلى أن تحل مشكلتها، وقد تم الإتفاق في " كادوقلي" علي أن تنسحب القوات المسلحة من الطرفين وتترك المنطقة للقوات المشتركة إلى أن يجرى الإستفتاء، وجاءت قوات الجيش الشعبي وشنت هجوما على القوات المسلحة وقتلت منهم 22 جنديا ، ولو قبلنا بذلك سيقولون أنهم إنتصروا علينا، وسوف يستمرون في الضغط، حتى نقبل بما يريدونه، والسؤال الآن ماذا يريد أهل المنطقة؟، الحركة الشعبية تريد أبيي للدينكا، والمسيرية يعتبرونها أرضهم، والحكومة لو قبلت بجعل أبيي جنوبية ستكون هناك حرب أهلية طاحنة، وموقف الحكومة هو أن يكون هناك اتفاق يرضي الطرفين. وإلى أن يتم هذا الإتفاق ستظل أبيي تابعة لرئاسة الجمهورية،و لو لاحظنا سنجد أن الحركة الشعبية عملت خريطة رسمت أبيي تابعة فيها للجنوب، وعندما احتج الشمال قاموا بالغائها ، فالحركة لا تفهم إلا هذه اللغة، وقد سمحنا لهم أن ينفصلوا ويكونوا دولتهم، وقررنا أن تكون هناك علاقات جيدة بيننا، ومن الواضح أن هناك من يريدون اللعب بالنار، والصحيح أن أبيي تتبع للشمال حتى يتم الحسم.
وكيف تتعاملون مع عدم إعتراف الحركة الشعبية بنتائج الإنتخابات في جنوب كردفان؟
- منطقة جنوب كردفان جزء من الشمال، والحركة الشعبية لا شأن لها بها، الواقع يقول أنه كانت هناك إنتخابات بجنوب كردفان، وكانت مراقبة من مؤسسات داخلية وإقليمية ودولية، والمواطن في المنطقة قال كلمته في هذه الإنتخابات، وليس من حق الحركة الشعبية الحديث بعد ذلك.
ترتيبات التنمية
ما تعليقك على حديث الدكتور الترابي بأن الشمال سوف يعاني من مشاكل إقتصادية كبيرة بعد الإعلان الرسمي لإنفصال الجنوب في التاسع من يوليو المقبل بعد أن يذهب البترول للجنوبيين؟
- صحيح أنه بعد هذا التاريخ سيأخذ الجنوب نصيبه من البترول بالكامل، ولكن الشمال غني بالموارد الأخرى غير البترول، ومن خلال هذه الموارد سنتمكن من أن نواصل مسيرة التنمية وجذب الإستثمار في البلاد، والترتيبات وضعت بالفعل لمواجهة مثل هذه الإشكاليات.
أزمة دارفور .. مصطنعة
دعنا ننتقل لملف دارفور هناك حديث من جانبكم بأنكم ستظلون بالدوحة إلى نهاية الشهر الجاري من يريد التوقيع يوقع ومن لا يريد فلن يجد فرصة أفضل... و الواقع في الدوحة يقول أن الجاهز للتوقيع هي حركة التحرير والعدالة وباقي الحركات غير راضية عن الوثيقة التي وضعت. فهل ستوقعون مع التحرير والعدالة فقط وتذهبون؟ ألا ترون أن ذلك لا يحل الأزمة بل يعقدها أكثر؟
- نحن حريصون في الدوحة على حضور ممثلين من كل المجتمع المدني بدارفور، ونقول أن الجاهز للتوقيع على الوثيقة الآن يوقع، وسوف نأتي بالإتفاق لأهل دارفور يستفتون عليه، أما الحركات التي لم توقع الآن سنجد لها معالجة سياسية، فعندما يكونوا جاهزين للتوقيع سنجد لهم مدخلا لذلك، فالمرتكزات الأساسية لحل أزمة دارفور أنها توضع لكل أهل دارفور، وأي حركة تريد أن تنضم ليس لدينا مانع من أن تأتي من خلال الدوحة. نقول أن الدوحة إذا انفضت ستعود دارفور إلى قضية طبيعية، تحتاج لمعالجة داخلية، فقضية دارفور أكبر أكذوبة للرئيس الأمريكي الأسبق بوش ورئيس الوزراء البريطاني السابق تون بلير، والإثنين أرادا أن يحولا أنظار العالم عن فشلهما في العراق لقضية أخرى، فضخموا من أحداث دارفور، وكانت استراتيجية إسرائيل أن يظل الصراع محتدما بها، والذي يؤكد ذلك ماقاله وزير الأمن الداخلي الإسرائيل بأن إسرائيل هي التي بدأت الحرب في دارفور، وكانت علاقتنا بدول الجوار متأثرة جدا، فعندما كانت سيئة مع تشاد، صعدت المحكمة الجنائية الدولية، الآن علاقتنا جيدة مع تشاد، وخليل إبراهيم في طرابلس يسخر عناصر من حركته بأن تقاتل مع القذافي، ولكن تطورات الأوضاع في ليبيا، واحتلال الثوار لمدينة الكبرى قطع الطريق أمام خليل للوصول إلى الدوحة، فإذا أحكمنا علاقتنا مع دول الجوار، وأنهينا الدوحة سيكتمل الإتفاق، وسوف تعود الأمور إلى وضعها الطبيعي.
كيف ذلك والكل يتوقع أن دارفور سوف تنفجر بعد الإعلان الرسمي لإنفصال الجنوب، وأن كل الأنظار ستتجه هناك بعد ذلك؟
- هذه هي التحليلات الغربية، فعندما سجل المدعي العام للجنائية أوكامبو مذكرات إعتقال بحق الرئيس البشير قالوا أن السودان ينتظره العنف، وعندما اقتربت الإنتخابات توقعوا حدوث عنف أيضا، وهكذا الإستفتاء، والواقع أنه لم يحدث شئ مما توقعوه، فهي أمنيات غربية، لاتريد للسودان أن يستقر.
وما رأيك في أن الداخل السوداني يتوقع ثورة عليكم على غرار ماحدث في تونس ومصر بعد التاسع من يوليو؟
- الكل ينتظر التاسع من يوليو فالمعارضة تنتظر هذا التاريخ، فهي أماني خارجية وداخلية، ونحن أيضا ننتظر ماذا سيحدث، أقول أن الجنوب كان نزيفا لنا وكنا نتحمله قرابة الخمسين عاما في الشمال بمفردنا، واتهمنا بتوسيع الرق هناك، والإغتصاب ونشر الإسلام بالقوة، والجنوب أخر علاقتنا بالغرب وأفريقيا.
- حوار وطني
إلى أي مدى وصل الحوار الوطني الداخلي بالسودان؟
- ناقشنا معظم القضايا في الأجندة الوطنية مع حزب الأمه، ويتبقى نقاط نتحاور حولها، وسوف نصل فيها إلى اتفاق، وعندما نصل لإتفاق سوف ندعوهم للدخول معنا في الحكومة، وبعد التاسع من يوليو سنشكل حكومة وسندعو الجميع للمشاركة فيها، فمن يريد نرحب به، وسوف نتشاور معهم في الدستور الدائم، فمن منهم مستعد لإدارة البلاد معنا نرحب به، ونعد بإجراء انتخابات شفافة بواسطة مفوضية محايدة.
يتردد هذه الأيام أن هناك انشقاق داخل المؤتمر الوطني بعد إعفاء الفريق أول " صلاح عبدالله قوش" من منصبه... ماصحة هذا الحديث؟
- ليس هناك انشقاق داخل المؤتمر الوطني، وقوش عضو بالمجلس الوطني، وهو بنفسه صرح أنه مازال عضوا بالمؤتمر الوطني، وبالتالي هو ملتزم في الوطني. و ظاهرة الخروج في الأحزاب السودانية موجودة، والمؤتمر الوطني لم يسلم منها، فقد خرج الترابي، وكان الأمين العام للمؤتمر الوطني وخرج عنه ولم يحدث شيئ ، وكذلك فعل مبارك الفاضل عن الصادق المهدي، وحدث ذلك أيضا في الإتحادي الديمقراطي، فموضوع الخروج ظاهرة موجودة في السودان وعادية.
- علاقات سودانية أمريكية
كيف نقرأ العلاقات السودانية الأمريكية هذه الأيام؟
- التجربة مع الولايات المتحدة لا تشجعنا أن نقول أنها سوف توفي بتعهداتها معنا، فرفع السودان من قائمة الإرهاب، ورفع العقوبات عنا ليس أول إلتزام لأمريكا تجاهنا، ففي عام 2005 بعد توقيع اتفاق السلام وعدتنا، وتراجعت وقالت عندما تنتهي دارفور، وفي 2006 وقعنا أبوجا، ولم توفي، الآن لا استبعد أن تتخذ من أبيي ذريعة لعدم الإلتزام، فلسنا واثقين فيها، صحيح أن الرئيس أوباما جاء بلغة تصالحية معنا وأقل عدوانية من بوش، ولكنه لم يستطيع فعل شئ، فمازال حوله المعسكر القديم في الإدارة الأمريكية وكذلك اللوبي الصهيوني. ونقول لو صدقوا فنحن حريصون على علاقة جيدة معهم.
ألا تخشون أن ينتقل مايحدث في محيطكم العربي من ثورة على الحكام إلى السودان؟
- أولا أود أن أقول أن عملية الإصلاح طرحت منذ وقت مبكر للقادة العرب، والذي طرحها هو عمرو موسى بعد توليه منصب الأمين العام للجامعة العربية، فالرجل طرح الإصلاح بقوة في كل القمم العربية في عهده بدءا من تونس حتى الدوحة، وكان يدعوا للإصلاح بجدية، ولو كان القادة العرب أخذوا هذا الحديث مأخذ الجد لما وصلنا إلى ماوصلنا إليه الآن.
مقاطعة عفوا دكتور هل أخذ السودان هذا الحديث بجدية؟
- الشعب السوداني لديه تجارب في الديمقراطية والليبرالية، وجرت انتخابات عديدة، ولديه تجربة في الثورات الشعبية في ثورتي أكتوبر وأبريل، ولديه تجارب في الإنقلابات، ولدينا حركة إسلامية حديثة هذه التجارب، وجعلت الحكم الحالي بأن يأخذ بعملية الإصلاح في عام 98 فقد أقر دستور للتعددية السياسية، ورد الأمر للشعب مرة أخرى، وعادت كل القيادات من الخارج، وأسست أحزاب وتمارس نشاطها السياسي داخل البلاد، ووقعنا اتفاقية السلام مع الحركة الشعبية، وعندما أتت الإنتخابات لم تجرى تحت اشراف وزارة الداخلية كما يحدث في بعض البلدان، ولكن بإختيار مفوضية مستقلة توافق الجميع على إختيار القائد الجنوبي مولانا أبيل ألير لرئاستها، واتفقنا على قانون الأحزاب والإنتخابات، وعند إجراء الإنتخابات دعونا منظمات اقليمية ودولية ومحلية لمراقبتها، وأقرت هذه المنظمات بأن هذه الإنتخابات نزيهة، واتفقنا أن تجرى انتخابات البرلمان كل 4 أو 5 سنوات، إذن نحن بدأنا الإصلاح منذ وقت مبكر، في مصر وتونس كانت القيادات بعيدة كل البعد عن القاعدة العريضة، أما في السودان فنجد أن الرئيس البشير يعيش وسط الناس يشاركهم أفراحهم وأحزانهم، والحزب غير منقطع عن قواعده، ولذلك لا يمكن أن نقارن الأوضاع في السودان مع مصر وتونس.
إذا سلمنا بما تقوله أليس لديكم قلق من أن هذه الثورات أصبحت تقليدا سوف يجتاح كل المنطقة؟
- هذه الثورات تخرج عادة من المساجد يوم الجمعة، لكي تؤكد هويتها، فلم تخرج السبت أو الأحد، والمساجد في السودان لا تدخلها المعارضة، بل يدخلها الحزب الحاكم، أما قيادات المعارضة فهي أبعد مايكون عن المساجد.
لو لاحظنا سنجد أن الثورات العربية خرجت من الشارع ثم انضمت إليها أحزاب المعارضة فهل أنتم واثقون من الشارع السوداني؟
- اذا كانت المسألة في الشارع، فالمؤتمر الوطني يستطيع أن يجمع عشرات الأضعاف ماتستطيع المعارضة جمعه ، فنحن أخذنا عملية الإصلاح بجدية، وإذا كانت الثورات قد قامت لمحاربة الإستبداد والظلم والفساد والمحسوبية والتبعية للغرب، فلو أخذنا التبعية للغرب لا يستطيع أحد أن يزايد علينا في عدم تبعيتنا للغرب، وعدم هذه التبعية كلفنا الكثير، أما الإستبدا والظلم فالأنظمة في مصر وتونس كانوا يقولون أن لديهم ديمقراطية في الوقت الذي يمنعون فيه الإسلاميين من المشاركة، فمنعت الإخوان المسلمين في مصر وحركة النهضة بقيادة الغنوشي في تونس، في السودان الكل يشارك دون استثناء، ومع ذلك لا نقول أن كل مانفعله صحيحا، ولكن لا يقارن ببلدان تحدث فيها الثورات، وعندما زارنا الوفد الشعبي المصري وضعنا له في البرنامج مقابلة بعض أحزاب المعارضة، وعندما قابلوهم قالوا لنا أن المعارضة السودانية صعبة جدا، فقلنا لهم لو كانوا ضعفاء لقامت الثورة في السودان، ولكننا نتحاور مع المعارضة جزءا من الإصلاح السياسي. فنجد أن أحزاب المعارضة يهاجمون الحكومة ليل نهار في وسائل الإعلام، فليس لدينا استبدا بالسلطة، أما المحسوبية والفساد لا أقول أن هناك مجتمعا خالي من الفساد والمحسوبية، ولكن أقول أن التحدي أن نحاربه، قبل فترة قالوا أن البشير لديه 9 مليار دولار في البنوك البريطانية، وبعد ذلك كذب البنك نفسه هذا الحديث وكذلك الحكومة البريطانية. العاقل يقول الآن بأننا يجب أن نسرع في وتيرة الإصلاح، ويجب أن يستفيد الجميع مما حدث في المنطقة، فليس هناك مجتمع عربي محصن مما حدث في مصر وتونس، ويجب على الجميع أن يعود إلى عملية الإصلاح.
- تغييرات جذرية
ماهي توقعاتك لمستقبل المنطقة في ظل مايحدث بها من تغييرات جذرية الآن؟
- هذه الثورات قطعا ستحدث أثرا ايجابيا على المنطقة، والغرب سوف يعمل حسابا لأنه كان يتعامل مع أنظمة تدعم وجود إسرائيل، أما هذه الثورات فقد أحييت شعار التكامل والوحدة في الأمة العربية، والشعوب عندما تعطى حريتها تعبر عن هويتها، وخروج الثورات يوم الجمعة من المساجد عبر عن الهوية الدينية، فهناك قواسم مشتركة للثورات، والغرب لم يكن راضيا عن هذه الثورات، ويريد أن يتعامل معها الآن، ويريد أن يحجمها بمعنى أن تكون الثورة المصرية هي مصرية والليبية هي ليبية والتونسية هي تونسية وهكذا، وإذا نجحت الثورات في أن توحد الأمة سيكون خطرا كبيرا على اسرائيل لصالح فلسطين وسوريا ولبنان، والقوى الغربية تريد أن تؤطر هذه الثورات في إطار ثقافتها الغربية، لا تريد أن تعبر عن ثقافة أصيلة نابعة من الداخل، تريد أن تكون الديمقراطية الغربية، والثقافة الجنسية والحرية والإقتصاد الغربي أهم ملامح هذه الثقافة، فلابد ألا يقتطف الغرب ثمار هذه الثورات، ولابد ألا نسمح بذلك، ولا للتدخلات والفتن الطائفية، وعلى الإخوان المسلمين في مصر ألا يتركوا ذلك يحدث.
لماذا توجه حديثك إلى الإخوان المسلمين في مصر تحديدا؟
- الإخوان جزء من النسيج المصري، ولا أدعوها هي وحدها بل أدعو الجميع في مصر للإلتفاف حول ثورتهم حتى تصل إلى مبتغاها، ومصر دولة في الوطن العربي، فلو استطعنا تحقيق العدالة والديمقراطية في مصر ستتحقق في باقي الدول العربية لأنها قلب الأمة العربية.
ماذا تريدون للعلاقات المصرية السودانية بعدما أظهرتم عدم رضا عنها في نظام مبارك؟
- لو وصلنا إلى الشعوب استطعنا أن نتجاوز الخلافات، فلابد أن نظهر العلاقات الشعبية بيننا حتى تكون صمام أمان للأمام، فنحن تأكدنا أن هذه هي رغبة الرأي العام في البلدين، فتطوير العلاقات رغبة شعبية، ومايؤمن ذلك هو بعدها الشعبي، والذي يمثل عمق العلاقة وحافظتها من أي خلاف في العلاقات الرسمية، ولذلك أتوقع أن تنعقد اللجنة العليا المشتركة بين البلدين في الأسابيع القليلة القادمة في القاهرة برئاسة نائب رئيس الجمهورية " علي عثمان محمد طه" و الدكتور " عصام شرف" رئيس الوزراء المصري، وسوف يشهد إجتماع اللجنة العليا القادم إجازة العديد من المشروعات التي سوف تطرح من الخبراء والمسئولين بالبلدين، وسوف تغطي مجالات عديدة في الزراعة والصناعة والبنى التحتية والأمن الغذائي، وغيرها من المشاريع لصالح الشعبين، وإتفاق الحريات الأربع الذي كان ينفذ كاملا من الجانب السوداني، سوف ينفذ أيضا كاملا من الجانب المصري، وهذا الأمر سوف يسهل حركة إنتقال المواطنين بين البلدين، وأن يتملك كل منهما في بلد الآخر، وهناك حركة دائبة بين القاهرة والخرطوم الآن استعدادا لإنعقاد اللجنة العليا، والعلاقات الآن تتجه إتجاه إستراتيجي في مجال الأمن الغذائي وفي الإهتمام المشترك في مياه النيل والأمن القومي، وهناك اتفاق على رؤية حول منطقة حلايب لصالح الشعبين حتى تكون منطقة حرة للاستثمار والتكامل. فهناك روح جديدة بعد زيارة الرئيس البشير لمصر كأول رئيس عربي بعد الثورة، وبعد زيارة الدكتور عصام شرف للخرطوم في أول خروج له بعد توليه حكومة الثورة في مصر.
رغم حديثك عن معاني البعد الشعبي إلا أننا نجد رفضا من بعض قطاعات الشعب السوداني لتخصيصكم لمساحة مليون فدان لزراعتها من قبل المصريين؟
- نحن نعطي الصينين والقطريين على أساس الإستثمار، والسؤال لو أرادنا تطوير العلاقات مع مصر ماذا نفعل؟ ونجد أن الأمن الغذائي ركيزة أساسية في هذا التطور، فكيف سنحقق ذلك بدون هذا التعاون؟ فنحن نريد أن يأتي الفلاحون من مصر ونعطيهم الأرض لنحقق التكامل مع بعضنا البعض، فالأراضي كثيرة وتكفي الجميع، وإذا أحسن التنظيم والترتيب والإدارة للموارد والإمكانيات الموجودة والمتوفرة في السودان سوف تكفي جميع أبناء الشعب، وكذلك الإقتصاد المصري فهو واعد جدا إذا أبعد عنه الفساد، وإذا أحسنت إدارته سيكون من أقوى الإقتصاديات، وسيمنع مصر من أي منح ومعونات. لماذا ننادي بتطبيق قانون الحريات الأربع إذن؟ والذي به بند للتملك، فكيف يأتي إلينا المصري دون تملك؟، فلابد أن تكون النظرة شاملة، فهي لمصلحة الطرفين.
دكتور إنتهت أسألتي هل تود إضافة شئ؟
- أود أن أهنئ الدكتور نبيل العربي بتوليه منصب الأمين العام للجامعة العربية، فهو خير خلف لخير سلف، وأريد أن أشكر السيد عمرو موسى، فهو لم يقصر أبدا في القضايا العربية عامة والقضايا السودانية على وجه الخصوص أثناء ولايته للجامعة، واستطاع أن يعطي زخما للجامعة العربية، رغم أن تحركاتها مرتبط بالإرادة والسيادة لقادة الدول العربية، ونأمل أن يستكمل الدكتور نبيل العربي هذا الدور، وأن يملأ الفراغ الذي تركه في الخارجية المصرية شخص قادر ومتميز مثلما كان العربي، حتى تتقدم مصر، وننتقل بالأمة العربية إلى الأمام.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.