ظل غراب الشؤم هذا ينعق ليل نهار، مستنهضآ لخيول الشر ومستلهمآ لقيم الجهل والنعرات بعنصريتها ووجهها الكالح. ما هدأ يومآ ولا نام لياليه مستغفرآ لله الواحد الأحد من شر النفوس وظلمات الحقد والتشفي. لم يخطر بباله الحالك الظلمة، صورة أطفال الشوراع يتوسدون الجوع، ويستأنسون بالقطط والكلاب عند ققم زبالة ماتبقي من فضلات ترف شجرة الزقوم. لم يخدش شعوره الثلجي، أصوات النساء الضائعات في ليالي الخرطوم القمريه، وهن في حزنهن العميق ، البعيد فقدن الولد والزوج والدنيا. كم من بلاد سالت دموعها علي الأحبة، وكم من رفاق ما ودعوهن حبيبات العمر العنيد. تاني جانا الغراب ينعق لصوت الرصاص. أنظر معي الي هذا النعيق: قال الطيب مصطفي مستنهضآ لجوقة محاربي الغفلة، دببابي الأرض الخراب، ضاربآ للخدود وشاقآ للجيوب لما فعلت هند بنت عتبه قديمآ: " الآن وقد حدث كل ذلك لم يبقَ من خيار أمام المؤتمر الوطني سوى أن يتحمَّل مسؤوليته التاريخية المتمثلة في عدم التفريط في ذرَّة واحدة من تراب السودان الشمالي وهذا يقتضي أن يغيِّر جلده ويُبدِّل القلم بالسيف والابتسام بالتكشيرة ويُرسل حمائم نيفاشا في إجازة طويلة فقد انتهى أوانُهم وآن أوانُ الدبّابين الذين ينبغي أن يُستنفروا ليُعيدوا إلى هذه البلاد عزّتها التي لطالما افتقدتها وكرامتها التي لطالما مرَّغها الانبطاحُ وحسنُ الظن بالوحوش الضارية . نقطة مهمة أرجو أن يوليها المشير البشير وقد كشّر عن أنيابه مؤخراً أن يوليها اهتماماً خاصاً وهي أن مبدأ المعاملة بالمثل الذي لطالما رفعه يقتضي أن يزلزل الأرض من تحت أقدام الحركة الشعبية وذلك بقطع الرأس في جوبا وهل يعيش الذنب عندما يُقطع الرأس؟! أقول إن ذلك لا يكلِّف غير أن يدعم الثوار وبالباب وليس بالشباك تماماً كما تفعل الحركة وهي تعتدي على أرضنا ووالله إن الأمر يستدعي أن تدخل قواتُنا ودبابونا جنوب السودان كما دخلت الحركة الشعبية وجيشُها أرض الشمال والبادئ أظلم" أئ تراب وأي ارض التي تتباكي عليها؟ لقد حمدت الله صباح مساء علي "أن أخرج منك الأذاء وعافاك" بدعاء المستراح المستفز ونحرت الزبائح لا للفقراء والمحتاجين أنما لذهاب ثلث أرض السودان وتاريخه المدفون في صلب النيل الجاري. لماذا لم تزرف دموع التماسيح هذه! أنها الفتنة! والفتنة أشد من القتل. لا يوجد عاقل، نور الله له فأبصر، أن يضرب علي طبول الحرب كما تفعل. فالحرب لمن خبرها من الهامش المظلم هي قتل ودموع وفقر، هي تشرد ومزلة وضياع، هي دمار للذكري والإنسان، هي مستنقع الهوان والضعف والإزلال، هي التسول للعالمين بشاشات العالم الواسعة حيث يزيح أطفالنا وجوههم خجلآ من إسم السودان. أنها الفتنة يا هذا. الحرب خراب ودمار، إكتوي بنارها أهل الريف بالهامش البعيد، فقد قامت من أجلهم لكنهم دفعوا ثمنها قتلآ وتشريدآ وجوعآ وقبض ثمنها فئة ظالمة ، حاكمة ونائمة علي جماجم البسطاء من شعبي. شردوهم بالحرب، وبالحرب كنسوا السوق، وحللوا ما حرم الله، مالآ سهلآ باردآ علي قلوبهم وهجيرآ ،ظلامآ دامسآ للفقراء من ضحايا حروب الهامش الهزيل. الحرب لن تكونخيارآ عاقلآ مهما كانت الدوافع والغبائن،أنها ككورة الثلج تنداح دون توقف، وفي طريقها تحصد الأخضر واليابس. وبهذا المقام، والوضع متأزم جدآ بجنوب كردفان، أطلق دعوة الي كل من يهمه الأمر، أن ننخرط جميعنا بحملة واسعة عنوانها وروحها : لا للحرب....لا للحرب. علي أن توقف جريدة كل من يكتب محرضآ ومأججآ لنيران الفتنة والحرب. لا للحرب لاللحرب نعم للسلام والحوار