٭.. الخامسة مساء الجمعة أمس الأول لما كانت القوات المسلحة تدخل مقر قيادة عبد العزيز الحلو جنوب كردفان كان قائد الهجوم يستقبل «التمام» بعد نهاية العملية العسكرية وهو يقف بحذائه على علم الحركة الشعبية. ٭ القائد كان يرد على المشهد كله فالمبنى الذي كان الحلو يجعله مركزاً لقيادته ويرفع عليه علم الحركة الشعبية كان مبنى لمدرسة قرآنية أقامها الشهيد عبد السلام سليمان. ٭ .. لكن المشهد = وطحن الحلو = كان إجابة لشيء آخر يجري بعيداً. ٭ يجري في أديس أبابا. ٭ .. ففي أديس أبابا .. الحركة حين تجد أنه لم يبق عندها ما تتشبث به في الشمال تتقدم = عبر أمبيكي = بأن تصبح الحركة الشعبية وسيطاً بين الخرطوم والحلو.. ٭.. ومندوب الأممالمتحدة وأمبيكي ومندوب الحركة كلهم يسارع إلى بيان يعلن توقف الحركة عن العمل في جنوب كردفان و.. ٭ وكل شيء «يبدو» بهيجاً.. لكن جهنم السياسة محفوفة بالشهوات والظن الحسن. ٭ والخرطوم تنظر وتجد أن الأمر كله ليس إلا شراكاً لاصطياد الخرطوم. ٭ وأن البيان يعطي الحركة في جنوب كردفان صفة الشريك الذي له حقوق.. حقوق!! ٭ و.. ٭ الخرطوم قالت .. لا. ٭ والخرطوم جعلت الجيش يمسح كل وجود للحلو حتى لا يبقى هناك من تلوِّح به جوبا. ٭ ومصيدة «الاعتراف» كان لقاء أديس أبابا ينصبها تحت أقدام المفاوضين وهو يقترح «نقاش وضع قطاع الشمال في السودان الشمالي» وضرورة الحديث معه. ٭ والخرطوم تقول: الحديث «مع» قطاع الشمال يعني اعترافاً ضمنياً به.. ونحن لا نعترف بحزب في السودان ينتمي لدولة أخرى.. ٭.. في الساعات ذاتها كان «التفاوض» يمضي في منطقة أخرى. ٭ وفي المقينص كانت القوات المسلحة تنظر إلى طائرة أجنبية تهبط ومنها يطل اثنان من البيض. ٭ بعض الضباط يعرف أن «الخواجات» هؤلاء أحدهم هو قنصل بريطانيا والآخر أمريكي. ٭ لكن الجيش يتجاهل المعرفة.. ويسأل عمن أذن لهم بالهبوط هنا.. ويعتقل الرجلين لعشرين ساعة.. ٭ والدولة صباح أمس تشيع الرجلين إلى مطار الخرطوم.. مطرودين. (2) ٭ .. والداخلية كانت في الساعات الماضية ذاتها تخوض حربها الخاصة.. والداخلية تضبط كميات هائلة من المخدرات. ٭ وملفات الداخلية والأمن كلاهما تقول إن خليل ومنذ سنوات كان يجعل الضابط صديق يؤسس قاعدة في «دقاق» ويسكب عنده عدداً ضخماً من السيارات القوية الحديثة، ويجعل مشروعه الضخم هو زراعة مزارع واسعة من المخدرات في مناطق جنوب دارفور، ومن هناك ينطلق تهريب المخدرات إلى مصر وليبيا والخليج والسعودية و.. ٭ والعائدات الهائلة تدير الرؤوس. ٭ لكن الدراسة تجد أن خليل يتخلى الآن عن العائدات الهائلة هذه ويسكب المخدرات في السودان/ كل مدن السودان/ لأن هدف بعض الجهات الآن هو.. تدمير المجتمع السوداني. ٭.. والأسابيع الماضية نكتب عن بعض الأرياف التي تغرق في المخدرات. ٭.. ولما كان السيد أسامة عبد الله أمس يفتتح مرحلة أخرى من تعلية خزان الروصيرص، كان عقار يرسل من يتفقد قواته التي يعدها لضرب الخزان ذاته. ٭ فالحركة الشعبية التي تهرس القوات المسلحة عظامها غرباً.. تتجه شرقاً. ٭ والحركة تخطط لوثبة على جنوب النيل إن فشلت المشورة الشعبية في ضم النيل الأزرق للجنوب. ٭ وسيل من الأسلحة والمعدات تتدفق الآن إلى هناك. ٭ وقوة من الحركة الشعبية تضرب معسكرها في جبل سالي بمحلية الكرمك. ٭ وحكومة عقار تشرع في تجنيد طلاب المدارس في الدمازين وملكن والروصيرص والسلك.. وتجعلهم جنوداً في الجيش الشعبي. ٭ والحديث يدور حول زعيم الحزب العجوز الذي يدفع مالك عقار لقتال الدولة ويعده بدعمه عسكرياً. ٭ وعقار يزعمون أنه حدث الزعيم العجوز بأنه قد أكمل استعداده لاحتلال الدمازين وخزان الروصيرص.. وقطع الإمداد الكهربائي عن السودان كله. ٭.. الزعيم العجوز .. وكأنه يوجعه أن يكون حليفه بهذه السذاجة يحدق أمامه ساعة ثم يسأله بصوت خافت: لكن الجماعة ديل عندهم دلوقت كهربة خزان مروي وغيرو.. ٭ معارك ومعارك.. لكن الخرطوم لا تكتفي بالدفاع. ٭ ولعل أغرب معركة «معركة هامسة جداً» وهجومية كانت تجري في الخرطوم نهار الأحد الماضي. ٭.. وفي الخرطوم.. محكمة عليا جداً حين تطلق حكماً يستعيد «مليارات» الجنيهات للدولة.. مليارات ظلت تنهب كل عام وتمر من تحت أنف الدولة.. قاضي المحكمة في حيثياته يقول: لا أحد يعرف متى بدأت إجراءات هذه القضية.. ولا أحد يعلم متى بدأت عملية النهب المنظم هذه. ٭.. ربما منذ أيام الانجليز.. ٭ ونقص الحكاية. ٭٭٭ بريد: أستاذ.. من كتاباتك وآخرين نجد الدولة تكتفي بكشف مخططات الآخرين.. لماذا «تكتفي»؟ ٭ أستاذ «ع».. الدولة «تسعل» في الظلام حتى يعيد اللص فوق الحائط حساباته.. فإن قفز بعدها إلى الداخل وجد نفسه مضطراً إلى الجملة الشهيرة: سنة يا الحيطة!!