زفرات حرى أدعو القراء الكرام لقراءة تقرير المجلس الإسلامي لجبال النوبة في صفحة «3» من عدد اليوم حول النشاط الكنسي بجبال النوبة وما أحدثه دخول الحركة الشعبية بعد نيفاشا ليعلموا أن تلك الاتفاقية المشؤومة نزلت على بلادنا بالساحق والماحق وأنها حلّت علينا كما يحلُّ الطاعون بل السرطان بالجسد المعافَى فيُرديه قتيلاً!! وهل نتوقع من اتفاقية أبرمها القس دانفورث أن تفعل بجبال النوبة أقل مما يحدث اليوم من فتك بذلك الجزء العزيز من بلادنا؟! عبد العزيز الحلو كما يتضح من اسمه نشأ في بيت مسلم لكن مشكلته أنه اعتنق الشيوعية في شبابه الباكر تماماً كما حدث لياسر عرمان وفاروق أبو عيسى وعبد الواحد محمد نور ولا أقول باقان أموم الذي لم ينشأ في أسرة مسلمة!! ولا غرو أن «تلخبط» على الرجل «الحلو» كيانه وهل يفعل الشيطان غير ذلك وهل من شيطان أكبر من ماركس الملحد المنحدر من أسرة يهودية؟! وأرجو أن تعقدوا المقارنة بين ما يفعله الحلو اليوم بجنوب كردفان التي كانت آمنة مطمئنة قبل أن يعكِّر الرجل وحركتُه الشعبية صفوَها ويغرقها في أتون الحرب وبين ما يفعله الشيوعي الآخر عبد الواحد محمد نور في دارفور التي شرَّد كثيراً من أهلها وجعلهم أحاديث بينما يُقيم هو وحفنة من أتباعه في باريس وإسرائيل وهم يكادون «ينفقعون» بالتخمة وتكاد أوداجُهم المنتفخة بالسحت الحرام أن تنفجر!! أعود لجنوب كردفان التي ما كان ينبغي أن يكون للجيش الشعبي وجود فيها لولا تقاعسنا الذي جعل الحركة الشعبية تطمع في أن تفوز بمنصب والي الولاية وترفض أن تكون في المنصب الثاني «نائب الوالي» بعد أن احتلّت موقع الوالي في النيل الأزرق!! إذن فإن الجيش الشعبي والحركة الشعبية بعد أن انفصلا بجنوبهما لا يكتفيان ولا يشبعان وإنما يعملان على التمدُّد في أرض الشمال من خلال سيطرتهما على ولايتين عزيزتين وإستراتيجيتين.. يحدث هذا ونحن أحياء نُرزق وتضغط أمريكا ومبعوثُها اليهودي من أجل تحقيق هذه الغاية تماماً كما ضغطت من أجل إنفاذ نيفاشا التي أحالت نصرنا العسكري الذي زهّد الجيش الشعبي من مجرد الحلم بالاقتراب من جوبا ومدن الجنوب الأخرى... أحالته إلى هزيمة نكراء حين منحت الحركة كل الجنوب وجزءًا مقدراً من السلطة في الشمال بل مكَّنتها من بسط سيطرتها على مواقع كبرى في الولايتين اللتين نحن بصددهما الآن مما جعل الحركة تفوز بموقع الوالي في النيل الأزرق وتوشك أن تكسب منصب الوالي في جنوب كردفان وها هي تخوض حربها ويقدم الحلو الشروط من أجل وقف إطلاق النار فواحرَّ قلباه!! ما أشبه الليلة بالبارحة فقُبيل توقيع نيفاشا اشتدّت الضغوط الأمريكية على الشمال وها هي أمريكا تمارس ذات الدور قُبيل الإعلان عن انفصال الجنوب وبدلاً من أن تفرح بانفصال الجنوب تأبى إلا أن تزرع شوكة جديدة سامّة في خاصرة الشمال وتسخِّر الحلو المدعوم من أولياء نعمته من أجل فتح جبهة جديدة في جسد السودان النازف. اقرأوا بالله عليكم ما قاله روجر ونتر مستشار حكومة الجنوب وعدو الشمال الذي أشرف على حريق أبيي الذي أشعله نيرون الحركة الشعبية إدوارد لينو فقد قال الرجل خلال جلسة استماع للجنة الفرعية للشؤون الخارجية بالكونغرس الأمريكي حول إفريقيا وحقوق الإنسان يوم الأربعاء الماضي.. قال «إن هناك حاجة إلى عمل عسكري يقوِّي الجيش الشعبي ويعزِّز الحركة الشعبية كرادع ضد الخرطوم ويوقف الاستفزاز والعدوان والهجمات ضد المدنيين»!! تخيلوا هذه الصفاقة التي تجعل هذا الحقير يساند الحركة والجيش الشعبي حتى بعد أن انفصل الجنوب.. يساندهما لاحتلال أرض الشمال!! هذه هي الإستراتيجية الأمريكية التي تحدثت عنها سوزان رايس وغيرُها والتي تتطلب اتخاذ مواقف صارمة من جانب المؤتمر الوطني فإذا كان النيفاشيون قد انخدعوا قديماً وقدموا التنازلات من أجل الوحدة فقد ذهبت الوحدة ولم يبقَ شيءٌ يقدمون في سبيله التنازلات بعد أن أُلجئوا إلى الحائط وما عادوا يملكون ما يبررون به انبطاحهم فهلاّ تخلَّوا عن منطق التثاقل إلى الأرض والقعود حتى لا تنزل بنا قارعة أو طامّة كبرى أخرى أشدّ وأنكى!! لقد تنادى أهل السودان من أجل نجدة أهليهم في جنوب كردفان وها هي قوافل الإغاثة والدعم تترى وها هي الأيدي البيضاء تمتدّ من أجل نصرة المستضعَفين من النساء والولدان ممن فقدوا المأوى ونزحوا وهُجِّروا جراء عدوان الجيش الشعبي وتداعياته الأليمة وإذا كانت قواتُنا المسلحة قد أنزلت هزيمة ساحقة ماحقة بالجيش الشعبي فقد توجّب على الجهدَين الرسمي والشعبي أن ينهضا بدورهما سدّاً للثغرات ومؤازرة ومناصرة لأبطالنا وهم يقدمون أرواحهم فداء وتضحية. لقد تكونت اللجنة الشعبية العُليا لدعم جنوب كردفان وانبثقت عنها لجان فرعية تتولّى جمع الدعم الشعبي من المحسنين في شكل غذاء وكساء ودواء أو في شكل أموال فُتحت لها حسابات معلن عنها اليوم في الصحافة المحلية وأجهزة الإعلام كما ستقوم المساجد باستنفار أهل المروءة وستنظَّم مواقع تجميع الإغاثة ويعلَن عنها في أجهزة الإعلام إن شاء الله. إنا لنرجو من أهل السودان الشمالي أن يُغلقوا الباب أمام المتربصين بهذه البلاد ممّن يريدون أن يفتحوا معسكرات المنظمات الأجنبية ذات الأجندة الشريرة التي رأينا نماذج من الأذى والعار الذي ألحقته بنا في دارفور فهلاّ تنادينا وأنفقنا في سبيل الله وحمينا أرضنا وآزرنا أهلنا كما ظللنا نفعل كلَّما ألمّت بنا جائحة أو نزلت بنا مصيبة!!