التاريخ: 19/06/2011 حرر الخطاب قبل توقيع اتفاق اديس ابابا بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية سيدي الرئيس بالأمس 18 يونيو 2011 اتخذت الحرب بجبال النوبة منحا جديدا بالغ الخطورة! نظام الخرطوم الذي سعيت أنت بكل ما تملك لإنقاذه من الانهيار ، قد قرر ان يشن هجمات بالاسلحة الكيميائية علي كل من كادوقلي و كاودة ومناطق اخري بجبال النوبة! كنا قد حذرنا العالم قبل ايام من الكارثة الوشيكة ، لم يحرك العالم ساكنا منتظرا ما قد تأتي به من معجزات من عند هؤلاء الاصوليين الاسلاميين. لا بد أنك كنت قد وقفت علي الكارثة التي تسببوا فيها في أبيي. ذلك لم يحدث الا عقب ماكنت قد تفضلت به من ان هناك " أجزاء من أبيي (وطن الجدود) يمكن التنازل عنها للخرطوم" ومن ثم للمسيرية حلا للاشكال ، ومنذ تلك اللجظة بالتحديد تمادت الخرطوم في طغيانها بعد ان ضمنت ثقل تأييد صوتكم الي جانب صوت السيد/ غريشون مما دفع الحكومة الي عدم الإكترث لقرار التحكيم الصادر من لجنة التحكيم الدولية في لاهاي ، ويعني ذلك ان صوتيكما قد كانا اكثر اعتبارا من هيئة التحكيم الدولية. كيف تشعر الآن ويدك لا تزال مغروسة في عملية عديمة الجدوي؟ متي ستتمكن من ايقاف سيل دماء الأبرياء من ضحايا هذه الحرب العنصرية الدينية؟ ماهي التجربة التي اكتسبتها من جنوب افريقيا ، حيث خاضت الانسانية غمار اعظم الحروب في التاريخ ضد نظام التفرقة العنصرية ؟ ما الذي ادي الي ان تضعضع خبرتكم كرجل دولة وقد كان رفيق دربك أعظم ابناء افريقيا ، ماديبو مانديلا أم انها خلافتكم الكارثية له؟ سيادة الرئيس .... أرجوك ان تلقي نظرة فاحصة حولك ، فستجد انك محاط باناس كانوا قد جربوا حظهم من قبل ليقوموا بعدها بإحقام انفسهم مجدداً في مشاكلنا وباسلوب آخر. فقد عانوا ما عانوا ليجدوا ثغرة يتسللون من خلالها الي الشأن السوداني ولكنهم اخفقوا اشد الاخفاق! بعضهم قد حاول التدخل من خلال ما اسموه بتجاوزات حقوق الانسان في جنوب السودان وجبال النوبة ودارفور. بعضهم قد حاول إيقاع المفاصلة بين جبال النوبة والحركة الشعبية/الجيش الشعبي لتحرير السودان ، ولم يحدث ذلك لأن الامر كان قد انكشف في الوقت المناسب، والسبب في حقيقة الامر ان الخرطوم راضية عن إحاطتهم بك ليس لانها تحترمك بل لأن لديها المعرفة التامة بهم وانهم في خدمتها ، إنك محاط بمجموعة من شذاذ الآفاق. سيادة الرئيس .... كان من المفترض ان يجتمع مجلس الامن الدولي في الرابع عشر من الشهر الحالي بشأن أبيي. ولكننا قد تم اخطارنا بان الاجتماع قد تم تأجليه بسبب تدخلك ولترك المجال لك لإتمام اجتماعاتك بأديس أبابا ، والحرب لا تزال مستعرة دون هوادة بين الحكومة ومواطنيها! الآن قد مضي الكثير من الوقت ولم ترسل تقريرك الي مجلس الامن حتي اللحظة! من المؤسف ان أقول لك ان كافة خططك هي في واقع الامر لمصلحة الخرطوم ، وإلا فكيف تعمل علي تأجيل إجتماع مجلس الامن الي أمد قد محدد؟ الخرطوم قد قررت منذ زمن إستغلالك بصورة مثلى وقد قبلت انت الامر طوعاً مفسحاً الطريق للقضاء علي أهلنا بأبيي وجبال النوبة! سيادة الرئيس .... ستكون أنت مسؤولا عن اي قطرة دم تتدفق بأبيي وجبال النوبة بعد 14 يونيو 2011. فعليك أن ترفع تقريرك الي مجلس الامن أو الاستقالة . فيجب ان لا تدع نفسك بان ينظر اليك علي انك الشخص المتعاون في جريمة إبادة يقوم بارتكابها نظام العنصرية الدينية متجاهلاً العالم باسره. نظرية تعضيد الأنظمة الشمولية بأفريقيا في مقابل الإرادة الجماهرية يجب ان لا يسمح لها بالقبول في السودان وهو مقدم علي التشرذم. الأسباب التي ادت الي تشرذم السودان تكمن في تناقضاته الداخلية العميقة. سوف لن تنجح اي مجهودات للمصالحة بين نظام الخرطوم الحالي والجماهير الثائرة ضده الي انقاذه من مصيره المحتوم! وكما قالها الدكتور جون قرنق من قبل فان نظام الجبهة الاسلامية أو المؤتمر "لدية من التشوهات مما يجعل أمر إصلاحه غير ممكناً"! سيادة الرئيس .... هناك العديد من الاقوايل عنك وعن المجموعة التي تحيط بك. ليس ذلك بالمهم. فالمهم هو أنك عندما تقدم علي تأجيل مواعيد ذات أهمية ، فلتتحسب كم من الناس قد يموتون لأنك تصر علي المساوة بين جهة تسعي للدفاع عن نفسها وحكومة تشن الهجمات وتقاتل أناس مدافعين عن أرضهم. مخلصكم إدوارد أبيي لينو