كامل ادريس يلتقي نائب الأمين العام للأمم المتحدة بنيويورك    شاهد بالفيديو.. شباب سودانيون ينقلون معهم عاداتهم في الأعراس إلى مصر.. عريس سوداني يقوم بجلد أصدقائه على أنغام أغنيات فنانة الحفل ميادة قمر الدين    محرز يسجل أسرع هدف في كأس أفريقيا    شاهد بالفيديو.. جنود بالدعم السريع قاموا بقتل زوجة قائد ميداني يتبع لهم و"شفشفوا" أثاث منزله الذي قام بسرقته قبل أن يهلك    شاهد بالصور.. أسطورة ريال مدريد يتابع مباراة المنتخبين السوداني والجزائري.. تعرف على الأسباب!!    شاهد بالفيديو.. الطالب صاحب المقطع الضجة يقدم اعتذاره للشعب السوداني: (ما قمت به يحدث في الكثير من المدارس.. تجمعني علاقة صداقة بأستاذي ولم أقصد إهانته وإدارة المدرسة اتخذت القرار الصحيح بفصلي)    السودان يردّ على جامعة الدول العربية    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    البرهان يزور تركيا بدعوة من أردوغان    المريخ يحقق الرمونتادا أمام موسانزي ويتقدم في الترتيب    سر عن حياته كشفه لامين يامال.. لماذا يستيقظ ليلاً؟    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    تقارير: الميليشيا تحشد مقاتلين في تخوم بلدتين    جنوب إفريقيا ومصر يحققان الفوز    مجلس التسيير يجتمع أمس ويصدر عددا من القرارات    شاهد بالصورة.. الناشط محمد "تروس" يعود لإثارة الجدل ويستعرض "لباسه" الذي ظهر به في الحفل الضجة    شاهد بالصورة والفيديو.. المذيعة تسابيح خاطر تستعرض جمالها بالفستان الأحمر والجمهور يتغزل ويسخر: (أجمل جنجويدية)    سيدة الأعمال رانيا الخضر تجبر بخاطر المعلم الذي تعرض للإهانة من طالبه وتقدم له "عُمرة" هدية شاملة التكاليف (امتناناً لدورك المشهود واعتذارا نيابة عنا جميعا)    شاهد بالصورة والفيديو.. المذيعة تسابيح خاطر تستعرض جمالها بالفستان الأحمر والجمهور يتغزل ويسخر: (أجمل جنجويدية)    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    إسحق أحمد فضل الله يكتب: كسلا 2    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة    احذر من الاستحمام بالماء البارد.. فقد يرفع ضغط الدم لديك فجأة    في افتتاح منافسات كأس الأمم الإفريقية.. المغرب يدشّن مشواره بهدفي جزر القمر    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    مكافحة التهريب بكسلا تضبط 13 ألف حبة مخدرات وذخيرة وسلاح كلاشنكوف    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    4 فواكه مجففة تقوي المناعة في الشتاء    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    ريال مدريد يزيد الضغط على برشلونة.. ومبابي يعادل رقم رونالدو    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    قبور مرعبة وخطيرة!    شاهد بالصورة.. "كنت بضاريهم من الناس خائفة عليهم من العين".. وزيرة القراية السودانية وحسناء الإعلام "تغريد الخواض" تفاجئ متابعيها ببناتها والجمهور: (أول مرة نعرف إنك كنتي متزوجة)    حملة مشتركة ببحري الكبرى تسفر عن توقيف (216) أجنبي وتسليمهم لإدارة مراقبة الأجانب    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    انخفاض أسعار السلع الغذائية بسوق أبو حمامة للبيع المخفض    تونس.. سعيد يصدر عفوا رئاسيا عن 2014 سجينا    ضبط أخطر تجار الحشيش وبحوزته كمية كبيرة من البنقو    البرهان يصل الرياض    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    قوات الجمارك بكسلا تحبط تهريب (10) آلاف حبة كبتاجون    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    حريق سوق شهير يسفر عن خسائر كبيرة للتجار السودانيين    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    محافظ بنك السودان المركزي تزور ولاية الجزيرة وتؤكد دعم البنك لجهود التعافي الاقتصادي    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لستة أشهر النوبة شعب تحت الحصار قصف جوي و حرب بلا هوادة
نشر في حريات يوم 24 - 12 - 2011

هذه الايام تمر ذكري من احداث ستة اشهر تمام بالكمال أي نصف عام من الحرب الاثنية و القتال المستمر في جبال النوبة . اكثرة من مئة و ثمانين يوماً تقدر ساعاتها بأكثر من اربعة الاف و ثلاثمئة و عشرون ساعة . دقائق و ثوان لا تعد و لا تحصي ان حسبت بتوميتر قياس الرعب و الخوف و الارهاب الذي مر علي الشعب في جبال النوبة و عاشوها لحظة بلحظة منذ اندلاع الحرب المشؤومة. فمنذ الخامس من يونيو تموز من هذا العام 2011م اندلعت حرب البسوس او بالاحري حرب الداحس و الغبراء في أرض جبال النوبة . منذ الخامس من يونيو لاتزال رحي الحرب الشرسة تدور برحاها هنالك حرب بلا هواد . انها حرب ستطحن النوبة سحقاً حتي موعد رفع التمام للسيد الرئيس عمر حسن احمد
البشير بأن شعب النوبة قد تم ابادته عن بكر أبية و ان أرض النوبة خلت و تم تطهيرها تماماً من أثنية النوبة . فبعد ان يرفع الجيش السوداني تمامه بأنجاز مهمته الخاصة بأبادة النوبة وتطهير الارض من جنسهم للسيد الرئيس عمر حسن احمد البشير . عندها فقط سيهدأ بال رئيسنا و سترتاح نفسه ليهنيء بنوم ملء الجفون وقتها فقط سينام سيادة رئيسنا الهمام قرير العين هانيها فمنذ الخامس من يونيو حوصر مواطني جبال النوبة بطوق أرضي جوي غير مسبوق في تاريخ حروبات السودان المتواصلة قديمه و حديثه . و لا أظن ابدً ان حرب جنوب السودان و منذ الاستقلال عرف او خبر و حدثت به ما يحدث اليوم في جبال النوبة من حصار أرضي محكم و قصف جوي عنيف استعمل كل انواع الاسلحة يعلم الله وحدة بانواعها مدي حرمتها و مضارها الاني و المستقبلي لأقليم و شعب جبال النوبة وما جاوره من ولايات شمالية اودولة جنوب السودان . فمنذ التاريخ اعلاه زحفت بأتجاه جبال النوبة ارتال و ارتال بل الوية تلوها ألوية متحركات و مجنزرات واراءها ناقلات تتسابق .
مر خريف العام 2011م ممطراً جبال النوبة ببراميل القنابل المسمومة تاركة حفر عميقة ستحكي للأجيال القادمة اثارها من الدمار و الموت السريع العاجل . من تلك الحفر سيستمر انبعاثات السموم المميتة القاتلة التي ستحملها الرياح ناشرة معها جراثيم الموت البطيئ المؤجل . مر خريف 2011م و لم يتمكن السواد الاعظم من سكان من جبال النوبة من زرع جباريكهم الصغيرة فقد باغتتهم الحرب في أوج موسم الزراعة . اما الذين تمكنوا من الزارعة بالرغم من قصف القنابل ووسط هدير اصوات المدافع و ازيز الرصاص المنهمر . أؤلئك المحظوظين الذين اتيحت لهم فرصة الزراعة فات عليهم فرصة نظافة مزارعهم و ان فعلوا فأنهم سوف لن يهنأوا بجمعها و حصادها فأحتمالات حرق المحاصيل في الحقول اكبر كثيرً جداً من حماسة المزارعين المرعوبين . انقضي خريف العام 2011م بعد ان قضي علي ابسط مقومات الأمن و السلام و الاستقرار حلم به النوبة في يوم من الايام ز فقد قضوا كل خريفهم ركضاً و جرياً طلباً لأمن مفقود و سعياً لسلام غير موجود . قضي النوبة خريفهم الاسود و طائرة الانتنوف تطاردهم في الحقول في المزارع و في الاسواق كما يفعل صيادي الغزلان . فأدركتهم حتي عند مضخات المياه فلم يسلم الاطفال و النساء و كبار السن من القصف و القتل و السحل .
ستة اشهر من الحصار الجائر لشعب كتب له الابادة الجماعية بكل انواع الاسلحة .حرب استغل فيه الطعام كأحدث انواع الاسلحة و انجعها في تحقيق الاهداف السياسية تجويعاً و افقاراً و اذلال . كل ذلك ليتم تحقيق الاهداف السياسية بسلطان القهر و جبروت القوة تركيعاً و استغلالاً و من ثم التسخير و الاستعباد . و الا فما الهدف الاول من حرمان شعب جبال النوبة من الغذاء و الطعام و ملاحقته في الوجود و الحياة كبشر ، او حرمانه من التعبير عن ذاتهم و اختيارهم ان يكونوا ذاتاً اخراً قادراً علي العيش و البقاء في بوتقة و منظومة دولة السودان بأطيافة . في كل الحروب و في شتي بقاع العالم يسمحون بممرات أمنة لآيصال الطعام و الغذاء الي المواطنين الابرياء من السكان العاديين او من الغير المجندين المعنين بالحرب . لكن في حالة المواطنين النوبة في جنوب كردفان تم استثناء النوبة من بين كل السكان ووضعوا رغماً عنهم في سلة الحركة الشعبية لتحرير السودان . و بهذه الصفة التي اللحقت بهم صنفوا في خانة الاعداء و الخصوم توجب علي الدولة محاربتهم حفاظاً لأمنها و صوناً لسيادتها . الحكومة السودانية في حربها ضد أثنية النوبة لم تستثني احداً حتي المولين لقائمة المؤتمر الوطني من النوبة لم يستثنوا من من القتل والابادة . فعندما يكون الطعام و الغذاء سلاحاً حكومياً ضد جزء من شعبها ساعتها لا يمكن التمييز بين الموالي من المناوي . و من جانب اخر يتم افقار النوبة علي ما عليهم من فقر مدقع
يفقرون اكثر بطرق كثيرة مدروسة و ممنهج ليظلوا عبيد مأمورين طاعيين . لكن النوبة لا يدرون او يدرون كأنهم لا يدرونهم ينفذون تلك الاجندة بحذافيرها في طاعة عمياء وبغباء يحسدون عليه . و تذكرون جيداً ما اصطلح عليه بحرب
العملات بين دولة السودان و دولة جنوب السودان الوليدة . في ذاك السباق المحموم بين دولتي السودان في الشمال و الجنوب حاول كل طرف استباق الطرف الاخر في تغير عملته و مقلبة الطرف الاخر . في حرب العملات تضرر الكثيرين
من المواطنين العاديين في كلا الدولتين اذ لم يتمكنوا لضيق الوقت من استبدال العملة السودانية بحوزته . فتضرر المواطنين من حكومتي البلدين في حربعملات غير مبرر ابداً الا في مفهوم الكيديات . اذ لا يمكن ان تكون حرب
العملات نهجاً و سياسة في اعراف الدول الناضجة . في حرب العملات الاخيرة و دائماً في كل حروب السودان يبقي الخاسر و المتضرر الاكبر هم النوبة فالعملات السودانية بأيادي النوبة المحاصرين في الجبال لم يتم استبدالها
و لا تزال ورق بلا قيمة يتداولونها بيينهم في عالمهم الخاص وهم قابعون في الكهوف و الكراكير . لكن يا تري الي متي و ما مصير تلك العملات ان كتب لشعب جبال النوبة كتاب في سفر الحياة و كتب لهذه الحرب اللعينة نهاية و
أذن مؤذن بتهدئة و سلام في جبال النوبة او قرعت اجرساً تنادي بالسلام .
بالطبع سوف لن يعرف اطفال النوبة طريقهم الي المدراس في ظل الحصار المحكم و اجواء الخوف وعدم و سماح الحكومة السودانية بدخول المنظمات الطوعية لتدارك مستقبل الاطفال قبل ان يصيروا فاقد تربوي .
قبل نحو من اسابيع كنت اتحدث الي أخواني و اصدقائي المحاصرين في منطقتنا في جبال النوبة و علي فكرة يعد هؤلاء الاصدقاء من المحسوبين للمؤتمر الوطني بل من المتحمسين المتعصبين له . كان بين هؤلاء الاخوة الاحباب
مسيحين و مسلمين من المؤتمر الوطني .
سألت احدهم عن حال و احوال أخي و صديقي سعد الدين سعد كومي اليتيم فبادرني بان سعد الدين موجود معنا الان في المكان فطلبت محادثته . كان سعد الدين مشغول بمكالمة مهمة و طويلة و كنت متلهف مشتاق جداً لسماع صوته
و بالكاد تمكنت من الوصول اليه .
سألته عن عامة ظروفهم و احوالهم فقال لي بالحرف الواحد : نحن من شهر سته محاصرين و مقطوعين تماماً . و في عجالة من أمره سرد لي ما يثبت و يبرهن الحصار و الانقطاع تالياً في ايجاز قائمة اسعار السلع الضرورة الشبه
معدومة .
سعر ملوة الذره ب عشرة جنيهات
سعر رطل السكر ب خمسة عشر جنيهاً
كباية الملح ب خمسه جنيهات
كروسة الكبريت ب خمسه جنيهات
جوز حجارة البطارية ب سبع جنيهات
لوحة صابونة الغسيل ب ثمان جنيهات …
الخ ذيل قائمة الاسعار السعرانة التي تعض بأنيابها جسد المواطن المضطهد في جبال النوبة .
و علي ذكر اسم الاستاذ سعد الدين سعد يأتي ذكر والده كأحد استاتذ الاجيال في السودان .
الاستاذ سعد كومي اليتيم الذي عمل شأنه شأن كل المدرسين السودانيين في عهودهم الذهبية . عمل سعد كومي في كل و شتي بقاع السودان من أقصي الشمال الي ادني أدغال الجنوب . و لا يأتي ذكر الاستاذ سعد كومي الا و يحتم لي
ان أتذكر بأنه كان رئيساً لحزب المؤتمر الوطني في منطقة هيبان يشهد له الجميع بأن كان احد المتحمسين المتعصبين لحزب المؤتمر الوطني . و برهاناً و صدقاً لهذا الحديث هو ان الاستاذ سعد كومي اليتيم سقط مغشياً عليه فاقداً لوعية وسط حلبة صراع المؤتمر الوطني و الحركة الشعبية في اتخابات عام 2010م .وهذه الانتخابات كانت جزئية في ولاية جنوب كردفان لأنتخاب رئيس الجمهورية و انتخاب اعضاء المجلس الوطني . سقط الاستاذ سعد كومي بسب
مشادة كلامية و ملاسنة في دائرة الانتخابات متحمساً في تعصب للمؤتمر الوطني .و كانت سقطته تلك هي السقطة الاخيرة التي لم يعرف بعدها العافية الي ان تولاه رب العالمين بفائق رحمته . لست علي يقين ان احداً من المؤتمر الوطني عاود الاستاذ سعد كومي اليتيم في سريره الابيض او حتي ان احدهم سمع بوفاة ليترحم عليه بعد فراقه لهذه الفانية .
و يأتي ذكر المؤتمر الوطني المشحون بالشئونو الشجون فأتذكر احدي جلساتي القليلة و انا في هيبان . في تلك الجلسة اليتيمة و علي وجه الخصوص شرفنا بكرم الحضوراستاذي علي كوكو كندة . و الاستاذ على كوكو كندة لمن لا
يعرفونه كان وزير الثقافة والاعلام والشباب والرياضة و في وقت من الاوقات كان الناطق الرسمى باسم حكومة ولاية جنوب كردفان . وفيما بعد شغل منصب مستشار الوالي احمد هارون و من بعدها زهد العمل السياسي قانعاً بأن يكون
محاصراً مع أهله في جبال النوبة ليشهد شهادة فيما بعد عن كم صنع المؤتمر الوطني به و بأهله النوبة الابرياءفي خريف 2011م . في ذاك المجلس حدثنا الاستاذ الجليل عن المكانةالتي كان يحظي به في وقت من الاوقات و هو في
أوج تفتح زهرة عضويته في المؤتمر الوطني . حيث كان الاساذ علي كوكو قريباً جداً من الخمس الرجال الاوائل او اقرب بكثير من دوائر صنع القرار في السودان حيث كان بحسب زعمه الساعد الايمن لمساعد رئيس الجمهورية
الدكتور نافع علي نافع . ما اتذكره جيداً من كلام الاستاذ علي بأن الدكتور نافع علي نافع طلب من قادة الحزب القومي السوداني الذي كان في حوار مع الحكومة بغية استيعابهم فيها . طلب منهم الدكتور نافع أي من الحزب القومي السوداني طلب تشكيل لجنة الحوار من جانب الحزب القومي السوداني لصياغة بنود اجندتهم و تصورهم الخاص بالحوار و الذي يريدون مناقشته مع الحكومة . من جانب الحكومة كلف الدكتور نافع علي نافع الاستاذ علي كوكو بترأس الجانب الحكومي في مناقشة اجندة الحزب القومي السوداني و دراسة مطالبهم و تقديمها له . لم يقتنع اعضاء الحزب القومي السوداني
بأختيار نافع للاستاذ علي كوكو كندة و رأسته للجنة المحاور الحكومي عاد رئيس الحزب القومي الي الدكتور نافع علي نافع محتاً علي اختياره للأستاذ علي كوكو لمحاورتهم و في نفسه شي من تقليل نافع لشأنهم و استخفافه بحزبهم
.
قال رئيس الحزب القومي السوداني للدكتور نافع علي نافع هل تم اختيارك للأستاذ علي كوكو لمحاورتنا لانه نوباوي و يسكن معنا في أمبدة .
فقال لهم الدكتور نافع علي نافع بالحرف كما جاء علي لسان الاستاذ علي كوكو قال نافع علي نافع لأعضاء الحزب القومي السوداني .ليكن في علمك اذا طلب مني الاستاذ علي كوكو اليوم ضرب أمبدة بالطائرات و مسحها فأنني في ساعة
سأجعل أمبدة كومة من الرماد . ساعتها فقط اقتنع وفد الحزب القومي السوداني بالمحاور الحكومي الاستاذ علي كوكو كندة . في مخيلتي لا يوجد كثير من فرق بين أمبدة و جبال النوبة المهم اليوم انهم يجعلون من جبال
النوبة وأهلها كوم رمارد ولا يهم ان الاستاذ علي كوكو كندة جزء من كومة الرماد تلك .
من عجائب و غرائب افرازات الحرب الدائرة في جبال النوبة اتابع عن كثب حراك الحرب في جنوب كردفان و تدعياتها علي النوبة . لم استغرب حديث الرئيس عمر البشير في الكرمك عقب صلاة الشكر في عيد الفطر شكراً و حمداً لله باستعادتها من فلول قوات جيش الحركة الشعبية لتحرير السودان . لكنني اندهشت و لا زلت من تصريحات أخي العميد مبار كوتي وانا اسمعه يصرح قائلاً بأنهم تمكنوا اخيراً من تطهير الارض من النجاسة بعد دحروا النجسين فاقول بأن كل اناء بما فيه ينضح . يا أخي مبارك قد نفهم دورك و مسئوليتك كجندي مأمور تقضي واجباتك مهامك العسكرية و الوطنية
المطلوبة منك بالضبط و الربط و علي أكمل وجه . لكننا من جهة كمواطنين قد لا نتفهم و ربما نستهجن تصريحاتك السياسية و انت لست بالناطق الرسمي لقوات الشعب المسلحة . فالقاصي و الداني يشهد بأن شعب الا نقسنا المظلوم
قد تم طردهم الي خارج حدود أرضهم بل الي ما وراء وطنهم . شعب الانقسنا الان صاروا لاجيئين مشردين في اثيوبيا بعد ان تم تطهير أرضهم بحسب تصريحك . و لعلمك انها هي نفس السيناريوهات التي تمت و لا تزال مستمرة لنحو من
نصف عام في جبال النوبة . فالنوبة يفرون هاربين من أوطانهم تاركين وراء بحسرة قلوب منكسرة تاركين أرض اجدادهم مفزوعين مطرودين بأتجاه المجهول في دولة الجنوب الوليدة طلباً للآمن و السلام و هرباً من رعب أرهاب القصف
الجوي الغشيم الذي لا يميز بينهم من هو طفل و كهل او أمرأة مسنة .
هذا من جانب من الجانب الاخر يذهب دانيال كودي الي القصر الجمهوري مهنئاً السيد الرئيس بعيد الفطر المبارك ومباركاً لة استعادة مدينة الكرمك من براثن ايادي المجرم المارق مالك عقار . و اليوم هو ذات الوقت الذي يخاطب فيه الدكتور نافع علي نافع حشد بمدينة الدلنج شاتماً قيادات الحركة الشعبية لتحرير السودان مسمياً اياهم بالسكاري الحياري . و لعمري فأن
الجنرال كودي لم لن يكون خارجاً من زمرة و عباءة قيادات الحركة الشعبية و ان تمسح بمسوح المؤتمر الوطني او اغتسل ما بقي له عمر بمياه تطهيرهم فدانيال باق باق ضمن قائمة نافع محسوباً من السكاري الحياري . لن تشفع للجنرل تغيره الاسم الحركة الشعبية لتحرير السودان الي الحركة الشعبية الوطنية او الحركة الشعبية للعدالة و السلام و التنمية . ففي النهاية كلها تعطي معني واحد لمفهوم الحشرة الشعبية بحسب قولة الرئيس عمر احمد
البشير الشهيرة في خطبة صلاة الشكر في مدينة الكرمك .
انضمام حسن كندة من الموتمر الوطني لحركة الشعبية لتحرير السودان الشمالي
بسم الله الرحمن الرحيم
لا عدوان الا علي الظالمين
بيان هام الي الشعب السوداني
الي جماهير شعب جبال النوبة بصفة خاصة
ليعلم الجميع أن أكثر من عشرون عاماً كنت عضواً بالمؤتمر الوطني وعضواً بالامانة العامة للحزب في خلال تلك الفترة قد تم بناء نظاماً سياسياً لإستيعاب كل أهل السودان وفي تلك الحقبة عملنا بإخلاصنا وتفاني وإجتهاد ليلاً ونهاراً من أجل أستقرار وبناء هذا الوطن العزيز , وتخطينا مرحلة تأسيس النظام حتي وصلنا مرحلة تأسيس الحزب , وعملنا في مجالات شتي كان علي رأسها بناء السلام من الداخل , وقد كان عملنا مع بعض الاخوة من أبناء الولايات الجنوبية سابقاً لإرساء دعائم الوحدة والسلام حتي وصلنا لمرحلة توقيع اتفاقية الخرطوم للسلام .التي كانت في إعتقادنا هي واحدة من
الوسائل لتحقيق السلام العادل الشامل في البلاد في إطار السودان الجديد “سودان المستقبل .
(ب) اعلان مبادئ لحل قضية جبال النوبة بنيروبي وبعض الاتفاقيات التي مهدت
الطريق الي توقيع اتفاقية السلام الشامل بنيفاشا , وبروتوكولات المناطق الثلاثة في عام 2005م . ولكن كعادة الانظمة الحاكمة في بلادنا منذ الاستقلال , سار نظام الانقاذ الذي دفع اتفاقية السلام الشامل عام 2005م عمل علي نقد العهد اذا لم يتم الاحترام العهود والمواثيق التي أبرمت خلال الفترات الماضية .للاسف حتي قضية دارفور تدحرجت ووصلت الي الدرك الأسفل في معايير التعامل بشفافية وأحترام وعدم تقدير لمصائر الشعوب والسلام والتعايش بينها .
إذ نجد اتفاقية أبوجا والتي كان يمكن ان تمهد الي توقيع سلام في دارفور يقود البلاد الي بر الامان وتفادي شر ويلات الحروب والبدء في عمليات التنمية والإعمار ووضع أسس للتعايش والسلام بين ابناء الوطن الواحد .
ولكن علي الاسف صارت تلك الاتفاقية حبرا علي ورق وذهبت هباء منثوراً وكانها لم تكن حتي اتفاقية نيفاشا والتي تم توقيعها وسط شهادة من المجتمع الدولي لم يتم أحترامها حيث بقيت بنود هامة لم يتم تطبيقها حتي الان وصارت تسمي بالقضايا العالقة وهي قضايا مهمة وعلي رأسها الحدود قضية ابيي اضافة الي الترتيبات الامنية والمشورة الشعبية في منطقتي جبال النوبة والنيل الازرق . وللاسف كانت النتيجة الحتمية النهائية واضحة للشعب السوداني والمجتمع الدولي ,فان النتائج الكارثية التي حدثت في مناطق جبال النوبة والنيل الازرق وأبيي .
أن المؤتمر الوطني والنظام الحاكم في الخرطوم لابد من أن يتحمل كل
النتائج المترتبة من ذلك في التصفية , والتطهير العرقي والنهب والتدمير
.للبنية التحتية في تلك المناطق فعلي المجتمع الدولي وبصفة خاصة أصدقاء
النوبة واجب عليه محاسبة النظام للاعمال العدوانية البربرية التي ينفذها
النظام بالسودان .
أيها الشعب السوداني العظيم ان الاوضاع اصبحت جلية وواضحة كالشمس وحانت
الان لحظة الحرية والانعتاق من الاوهام والاستعمار فهيا بنا لننطلق الي
آفاق أرحب نحو تحرر و استقلال لاننا في الحقيقة نعيش أوضاع مأساوية في ظل
عدم أحترام رئيس الجمهورية.
لحقوق الانسان في البلاد وخاصة في مناطق الهامش التي عانت وما زالت تعاني
من النظرة الاستعلائية والعنصرية التي تميز بين أبناء الوطن الواحد وتجلي
ذلك بوضوح في خطابه ابان الحملة الانتخابية الاخيرة في جنوب كردفان في
شهر ابريل الماضي قبل انفجار الاوضاع في الولاية .فان تداعيات وانعكاسات.
ذلك الخطاب الانتخابي الغير مسئول وعدم احترام عضوية ابناء جبال النوبة
في الحزب فان رئيس الجمهورية في النداء الذي تبناه المدعو احمد الهارب من
العدالة الدولية بانهم فائزون في تلك الانتخابات لا مجالة سواء كان ذلك
عبر صناديق الانتخابات او صناديق الذخيرة وكانت تلك هي بوادر اعلان الحرب
علي شعب النوبة قد تم بطريقة محكمة.
لتصفيات العرقية و قد تم مباشرة بعد اعلان نتائج تلك الانتخابات المزورة
وتم استهداف , تصفية قيادات وكوادر الحركة الشعبية من ابناء النوبة وعلي
رأسهم القائد / الفريق عبد العزيز ادم الحلو .كما تم تصفية شعب دارفور من
قبل .
اهلي وعشيرتي في سوداننا الحبيب, هذا هو واقع الحال الذي فرض علينا
بواسطة القوي البغي والعدوان والإرهاب في الجزء المتبقي من السودان.ومن
خلال هذه المعطيات.
للمسئولية التاريخية ونسبة للمنعطف التاريخي الخطيرة التي تواجه بلادنا
في ظل الاعمال البربرية التي يقوم بها النظام في الخرطوم كان لابد لي
اتخاذ قرارا بكل إرادتي وعزيمة الحرة ومن منطلق وطني أعلن انسلاخي من
المؤتمر الوطني وفي نفس الوقت أعلن انضمامي الي الحركة الشعبية لتحرير
السودان .
واوجه ندائي الي شباب وشابات قوي الريف السوداني وكل الطلائع من قوي
الريف من المثقفين والعسكريين والنقابات والمزارعين وبصفة خاصة المراة
الريفية والقوي السياسية الوطنية ندائي (خاصة لاولاد ريتا ان يقوموا
بدورهم عمارة عمارة… شقة شقة…. فيلا فيلا .. حفرة حفرة ومن هذا
المنطلق عليكم بانضمامكم الي جبهة التحرير والتغيير التي تقودها الحركة
الشعبية لتحرير السودان حتي نتمكن من مواجهة النظام العنصري و لمواصلة
النضال العمل السياسي من أجل الديمقراطية والسلام العادل ورفاهية الشعب
السوداني.
وختاما : عاش كفاح الشعب السوداني
وعاش شعب قوي الريف السوداني المنتج
والنصر من عند الله قريب
حسن كندة تربة
امين عام تضامن
قوي الريف السوداني
قيادي في حزب المؤتمر الوطني “سابقا
دانيال كودي وتابيتا بطرس الحركة الشعبية.. انشقاق المنشقين
أحمد حمدان: الأحداث
أبان تفجر الأوضاع في ولاية جنوب كردفان واحتدام الصراع المسلح بين
الحكومة والحركة الشعبية هناك، فوجئ البعض بجنرالات من الجيش يدخلون الى
قاعة وكالة سونا للأنباء حيث المؤتمر الصحفي المخصص للإعلان عن عزل قادة
الحركة الشعبية قطاع الشمال الثلاث (عقار، الحلو، عرمان) والإعلان عن
آخرين مكانهم بعد تغيير مسمى الحركة الشعبية لتحرير السودان الى الحركة
الشعبية القيادة الجماعية، برئاسة الجنرال دانيال كودي والفريق محمد
عرديب الى جانب عدد من قيادات الحركة الشعبية المعروفة بالشمال بينهم
تابيتا بطرس وكمندان جودة، بيد أن المنشقين ذاتهم قد انشقوا على أنفسهم
وأعلن البعض عزمهم تسجيل حزب سياسي يحمل ذات مسمى (الحركة الشعبية لتحرير
السودان) عقب تقدمهم الى مجلس الأحزاب بلستة تضم عدد (1068) مواطناً
بينهم قيادات بارزة على رأسها الدكتورة تابيتا بطرس وعباس جمعة عبيد
الله، وكمندان جودة، بطلب لمجلس شؤون الأحزاب السياسية لتأسيس حزب باسم
الحركة الشعبية لتحرير السودان، وقالت المجموعة إن من بين أهداف الحزب
المعتزم إنشاؤه، بناء السودان الجديد على أساس الحرية والعدالة وأن يكون
نظام الحاكمية ديمقراطياً، بجانب الحفاظ على وحدة السودان والدفاع عن
حدوده، علاوة على العمل لبناء وعي قومي وهدف مشترك من خلال تحرير الفرد
والمجتمع من كل أشكال القيود السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وأشاروا
الى أن وسائلهم لتحقيق الأهداف هو الالتزام بالدستور والقانون وعقد
الندوات والورش بجانب إنشاء المنظمات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية
والتداول السلمي للسلطة وترقية حقوق الإنسان.
يقبي خلاصة القول ان النوبة هم وقود كل الحروب في السودان منذ بدءالتاريخ
انهم شموع تذوب لتضيئ لغير
انهم جنود الحروب يقاتلون و يموتون ليحيا غيرهم
و هذه الحرب الاخيرة يتم تصفية النوبة يتم ابادتهم في كلا الجانبين وفق
حسابات في متوالية سيكون نهايتها السعيد ان النوبة قد تم تطهيرهم من سطح
الارض و تم دفنهم تحتها ليغنم خيرها و يسعد فوقها غيرهم . النوبة يدركون
او لا يدركون فالحرب هي حرب لأبادة النوبة .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.