قاد المؤتمر الوطني منذ قدومه إلى الحكم في السودان, ثلاثة حروب فاشلة ولم ينجح في إحداها أبدا . فقد كان الجهاد الأول مع جنوب السودان تحت شعار ديني مزيف وأحلام بدخول جنة لم يدخلها حتي الآن أحد من شهدائهم بينهم الزبير محمد صالح والذي كان يتمني ان يستشهد في الجنوب كي يتزوج من بنات الحور اللواتي لم يرهن اي احد من شهدائهم في جنوبنا العزيز . والسيد الزبير محمد صالح فشل في هذا الجهاد لأنه لم يكن جهادا أصيلا, بل كان إبادة, تحت غطاء الإنقاذ, لأبناء السودان و بطرق مختلفة وغير معروفة لدى شعبنا مسكيين. وعندما فشل العدوان جنوبا ،قاد ما يسمى بالمجاهدين حرباً إلى غرب السودان أملا منهم كسب مودة الشماليين . لكن الثوار في دارفور كانوا صامدين في كل المواقع الثورية، فقدموا في ميدان القتال أرواحهم، ولم يغريهم المال في الدوحة أو تنبض قلوبهم لفقدان أكثر من مليوني شهيد ؛بل كان همهم الوحيد تحرير الشعب الدارفوري من هيمنة المركز، ووقف استغلال ضعاف النفوس من أبنائه وإعادة الحقوق المسلوبة إلى أهاليه. فشلت المحاولة ولم ينجح المؤتمر في السيطرة على دارفور سوى لمدة قصيرة لم تتوج حلما؛ بالسيطرة على ربوع السودان ؛طال عشرين عاما . انتقل الطغيان شرقا في محاولة لتخويف شعوب الشرق والسيطرة على الموارد الإقتصادية و خصوصا منياء بورتسودان .فتم تشريد أبنائه وإخضاعهم للقبول بأهداف المؤتمرالوطني غير الوطنية . ولكن المقاومة الشديدة من قبل الشعب الشرقي كانت لها كلمتها،فانضم الأحرار بالأفواج إلى قوات الشرق ليلقنوا الحزب الضال الظالم دروسا ستظل راسخة في ذاكرة قياداته. أما الآن وبعد فشل جزار البشرية وقائد الفتوحات الإسلامية في السودان ؛السيد محمد هارون؛ في إبادة أبناء دارفور، تم نقله الى جبال النوبة لكي يمارس مهنته المفضلة على الوطنيين النوبيين. وقد فرض المؤتمر الوطني هارون على أبناء النوبة حاكما بقوة الجهاد وأكاذيب أخرى مصطنعة.و رغم وجود عدد لا يستهان به من الكوادر، وصل هارون إلى الجبال في السنوات الماضية فارضا أسلوب المؤتمر التي يكرهها الشعب السوداني . فنجح في شق صفوف أبناء النوبة عن طريق الإغراء بالمال ووظائف لا وظيفة لها على أرض الواقع ،و من بينها مستشار الشؤون الراعية الإجتماعية والشؤون الصحية وغيرها من الألقاب التي لم تعد بالفائدة سوى على أصحابها. كذلك بدا السيد هارون يخط خطواته نحو السيطرة على إرادة أبناء الجبال الصامدة الذين رفضوا هاته الممارسات الشيطانية فقالوا كلمتهم في الإنتخابات الولائية التي سيطر عليها المؤتمر الوطني عن طريق الخداع والألاعيب السياسية الرخيصة التي فجرت الوضع وأخرجت الأمور من تحت سيطرتهم بعد أن اصطدمت أحلامهم بجبال الكادوقلي . النوبة التي خرجت بشعار النجمة أوالهجمة سحبت البساط من تحت هارون فلم ينجح في ممارسة أنشطة الإبادة الجماعية بسكانها كما فعل في غرب السودان. بل ان السيد الحاكم المستبد هرب من الكادوقلي للخرطوم قبل أن يتم القضاء عليه وراح يعلن حكومته اللامشروعة والغير معترف بها من قبل النوبيين . الكادوقلي أصبحت تحت سيطرت أبناء النوبة الأوفياء وتحت إدارتهم الخالصة ، برغم دعاية المؤتمر التي تحاول تبسيط الأمور، ولكن الواقع فرض نفسه على حزب البشير وجعل نهايته وشيكة . والدليل على ذلك هي عدم دخولهم ولاية النيل الأزرق بقوة السلاح وجمع السلاح فيها عن طريق القوة كما فعلوا في جبال النوبة ،كما أنهم عجزوا عن طرد أبنائها إلى ما بعد حدود ستة وخمسين. أما أبيي فلم تسر الأمور بها كما كان يتوقعها المؤتمر . لقد أصبحت قوات جنوده تعيش في أوكار مع الفئران والضعفادع خوفا من هجوم الجيش الشعبي المتوقع في أي وقت ممكن . ولقد أصيب الكثير منهم بالملاريا وطالب آخرون بالعلاج في أحد مستشفيات الخرطوم وخصوصا الضباط والذين لهم صلة مع الكبار في المؤتمر الوطني .كما طلبوا من القوات الأثيوبية الإستيلاء على أبيي قبل أن تقضي عليهم الحركة الشعبية والتي ستكمل سيطرتها التامة على أبيي بعد التاسع من يوليو .فهل أصبح المؤتمر الوطني على نهاية عهد حكمه بالسودان؟