() ينعقد اليوم الاثنين بالخرطوم مؤتمر دارفور الدولي للمياه، والذي تنظمه وزارة الري والموارد المائية والبعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي (اليوناميد) ووكالات الأممالمتحدة الأخرى، تحت شعار (المياه من أجل سلام مستدام) يجيء المؤتمر ضمن المؤتمرات، والندوات، والمفاوضات المتواصلة والمتلاحقة التي تستهدف إحداث استقرار في تلك البقعة العزيزة من السودان (الفضل)، وإن كانت معظم المؤتمرات السابقة كانت بمثابة (طق حنك، وسلسلة طويلة من التوصيات، والتعهدات التي لم تجد طريقها للتنفيذ) فيما يعد هذا المؤتمر والذي يهدف إلى استقطاب اكثر من(4.1) مليار دولار لانفاذ (65) مشروعاً متكامل الدراسة ، بارقة أمل جديدة لأهل دارفور بأن تذهب الأموال التي تحصل باسمهم إليهم ويستفيد منها المزارع في الحقل والراعي في مرعاه الطبيعي، لأن الأمر متعلق بالماء الذي خلق الله منه كل شيء حي. والعشم الذي يرفع نسبة الأمل لأهل دارفور هو توقعاتهم بأن الجهات المنظمة استفادت من التجارب المتراكمة للمؤتمرات المثيلة، والتي استهدفت مشروعات شبيهة، كما أن المانحين أنفسهم قد أصبحوا على دراية كاملة بما يجري في السودان، والطرق التي تذهب فيها الأموال التي يتبرعون بها ولذلك نقول لهم (دفرة يا مانحين من أجل انسان دارفور)، كما أن المؤتمر يأتي بعد سبع سنوات من العمل الإسعافي والذي يتوجب أن يتحول إلى مشاريع تؤدي إلى استقرار المواطنين. بدارفور مصادر كثيرة للمياه الا أن توزيعها، وامكانية استغلالها بالصورة المثلى كان ضعيفاً، وأن جميع الحكومات في الفترة السابقة لم تولِ هذه القضية الاهتمام اللازم، وكانت قضية المياه تعد واحدة من العوامل التي أسهمت في اشتعال الصراع الدائر في دارفور لأكثر من ثماني سنوات، راح خلالها أرواح كثيرة، وثروات وأموال أكثر. ومعلوم أن الزحف الصحراوي ، أصبح يتمدد بصورة كبيرة بولايات دارفور فيما هناك تزايد واضح في عدد السكان على الرغم من الصراعات والنزاعات الدائرة الأمر الذي فاقم مشاكل المياه والتي تحتاج إلى معالجة من العيار الثقيل، كالذي يسعى لتحقيقه المؤتمر، فخالص تمنياتنا، أن يجد المؤتمر الاستجابة المطلوبة، ويحقق أهدافه المطلوبة على ارض الواقع وليس على الأوراق وحجم من حضروا المؤتمر.