السودان وهبه الله الجمال فى ارضه ونيله والكرم والطيبة فى شعبه والتنوع الثقافى فى مجتمعة والمعادن النفيسه فى صحاريه تنظر له كثيرا من الدول العالمية بأن له مستقبل كبير اذا استقرت احواله وإتفق اهله وعمت فيهم الحرية والديمقراطية ، لقد مر هذا القطر بكثير من المشاكل الداخلية والخارجية حتى كاد ان يلفظ انفاسه الاخيرة وتحمل شعبه من المشاكل والحروب المكتوبه عليهم سوى مفتعله ام عابره . بالامس جاءتنا الاخبار التى مرت مثلها ومثل غيرها رغم اهميتها وخطورتها ولكن بما انها اخبار داخلية وليس لدول العالم مصلحة خاصه ام عامة فيها لم تعيرها اهتمام لانها مشغول بعد ايام قليلة بأنجاز هدفهم وبداية تنفيذ مخططهم وهو تقسيم هذا البلد الى دويلات وتركة فى حروب وتنازعات . ارقام الاموات التى نشرت بالنسبة لحجم السودان ووضعة الاجتماعى والاقتصادى تعتبر مخيفة وكبيرة حيث لقى اكثر من 40 شخصا مصرعهم وهم ليس لهم بيتا يأويهم وليس لهم عملا يسترزقوا منه وليس لهم اهلا يسألون عنهم وليس لهم دارتحتضنهم وليس لهم دولة ترعاهم وتوعيهم . هؤلاء الموتى هم شباب يحتاج لهم السودان ليعلوا من شأنه ويرفعوا من اقتصاده ولكن هناك ميئات الاموات التى لم تعرف وهناك عشرات الميئات التى تأثرات بالمخدرات وفقدت عقلها ودينها وعملها ومجتمعها وهى تعيش على الفتات والأفات والتشرد . قبل اكثر من عشرون عاما كنا نعرف بأن الحشيش او البنقو والخمر هى المسكرات والمخدرات واحيانا نضيف عليها الدخان والتنباك وهى كلها تسبب السرطان وتهدر الوقت والمال وتفسد الاخلاق وتدعو لرذيلة وتفتح باب الجريمة والانحراف . واليوم قد وصل بنا الحال لنعرف اخطر انواع السموم ولها عصابات منظمة وجهات تصرفها وضحايا تخضع بها وتدر الملايين لمروجيها ولم نسمع يوما المجتمع وقف ضدها وحاربها ولا العلماء حذروا من خطرها وانتشارها ولا الدولة وقفت بحزم لمحاربتها بالصورة المطلوبة وخطورتها الكبيره . لقد عرف الشباب اليوم الافيون والكوكاوين وسليسيون والاسبرتو وغيرها من انواع المخدرات واكثر الفيئات التى تتعاطها هم فئة الشباب وخاصة طلاب وطالبات الجامعات . هذا الحدث الكبير والخطير يجب ان لا يمر مرورا عاديا ولا يجب الاهتمام به يكون وقت وقوعه فقط هذا الحدث اكبر من انفصال الجنوب واكبر من اتفاقية دارفور واكبر من مشاكل السودان كلها لانه يمس شباب المستقبل وله أثار كبيرة فى زيادة معدل الجريمة والزنا والسرقة والقتل والانحراف ومفسده للاخلاق وضياع جيل ثم وطن كامل. هذا واجب المواطن والاسرة والمجتمع والدولة والمعارضة . يجب ان تخصص ميزانيات كبيرة لمكافحة هذه الآفه التى دخلت حدود وطننا ووجدت لها مكانا بيننا وارضا خصبه لها . مهما كان عدد الموت ومكانتهم الاجتماعية لابد من دراسة اوضاعهم والاسباب التى جعلتهم يتعاطون هذه المخدرات والتحرك للحلول لها مستقبلا قبل ان يصاب المجتمع باكملة وتتفاقم المشكلة وتصبح كارثة داخلية وخارجية . على المجتمع تكريس كل منظماته وفيئاته باللقاءات والمحاضرات ومحاربتها بكل شىء مشروع وعلى الجامعات والمدارس توضيح خطورتها ومراقبة طلابها وفصلهم اذا وصل الامر لعدم التحكم فيهم لان البصلة الفاسدة اذا كانت داخل كيس البصل لفسدته بعد فترة وعلى الحكومة تكثيف حملاتها ومداهماتها لتلك الاوكار والمروجين واصدار القوانين الرادعة حتى يتغظ غيرهم وعلى المنظمات الانسانية والخيرية إيواء هؤلاء المشردين والمتعاطين ومعالجتهم وفتح المستقبل امامهم وعلى قواتنا الباسلة الحفاظ على سلامة الوطن والمواطن ومراقبة الحدود وإعدام كل مهرب ومروج وعلى وزارة الزراعة بث جنودها لتأكد بعد زراعة تلك السموم فى بلادنا وحرق تلك المزارع ومحاكمة اصحابها حتى لا نكون افغانستان اخرى . مرور الخبر والتحدث فيه اسابيع ثم السكوت عليه بدون حلول مستقبلية ليستمر كما كان هذا من ابشع الاخطاء واخطرها من انفصال ارض او محاربة متمرد لان هذه السموم خطرها يمس المجتمع كاملا وخطرها اكبر من الحروب التى يكون دمارها محدود ولكن هذه السموم دمارها يدخل كل بيت ويصبح المجتمع مدمن وتعم الفوضى ويُفقد الامن وينتشر الزنا والسرقة والجنون والقتل ويفسد الشباب . يجب تكوين جمعيات لمكافحة هذه الأفات والحد منها ويشارك فيها الطلاب بمراقبة زملائهم ونصحهم والتبليغ عنهم وكذلك سكان الاحياء بالمدن والقرى بطرد من يروج او يستعمل داخل حيهم بعد نصحة وارشاده والتبليغ عنه السلطات الرسمية وعلى الحكومة اصدار القوانين الرادعة حتى لو وصلت الاعدام للمروجين وعلى المدارس والجامعات تهديد طلابها بالفصل اذا ثبت استعماله او ترويجه لهذه السموم بين زملائه. [email protected]