بسم الله الرحمن الرحيم الحديث منذ المناورات السياسية المفعمة بالحلم الاكبر استقلال السودان الى حيث التقظ القفاز الراحل الازهرى واعلنه من داخل برلمان الحكومة الوطنية الاولى الى يومنا هذا ,كان الحديث عن ما فعله الحداد الانجليزى المصرى فى بلاد السودان من وضع عراقيل عرقية ونتوءات سياسيةوصولا الى رسم خارطة طريق لسياسة مستقبلها(مظلم)! حتى لو بالفعل استقل السودان ,يكون الاصل هو صراع الهوية السودانية وفتنتها المأساوية التى حققها اصنام الانقاذ خدمة لاجندة اجنبية رسمها الانجليز والمصريين الذين استعمروا بلاد السودان . الحقيقة ان الانفصال هو تحقيق حلم استعمارى وفتنة فى الجنوب نفسه قبل الشمال والفتنة نائمة لعن الله من ايقظها فالانقاذ هى عراب سياسة الكيل بمكيالين لانها لعبت الكثير من ادوار الفتنة المتعمدة بين اكبر المكونات القبلية فى الجنوب ,فأخذت بناصية الكثيرين من ابناء النوير ليكونوا ضحايا يقاتلوا اخوانهم الدينكا والشلك وبقية النخب الجنوبية المستقلة,لاسيما ان هؤلاء وتلكم يجمعهم مصير مشترك وقضية عادلة حملوا السلاح من اجلها ولكن لم يكن الانفصال هو علاجها !!!!هذا على الصعيد الجنوبى !!اما على صعيد الشمال فكانت محرقة الجهاد وما ادراك ما الجهاد هى التى اودت بملايين الصبية والشباب والطلاب من الشمال بدعوى الجهاد فى الله لان تلك القوة الشبابية لاتفكر كثيرا عندما تكون الحجة للتعبئة هى الاسلام ,لان الاسلام فى السودان هو دين الفطرة فى الشمال , ولان الفراغ والفشل السياسى الكبير الذى تركته الاحزاب التقليدية حزب الامة والاتحادى الديمقراطى لاسيما ان حزب الامة يدعى البطولات والمعارك فى غير معترك, اما الاتحادى فهو صانع الاستقلال ولكنه عقر عند هذا الحد واصبح تاريخا يحترمه كل سودانى دون مكابرة, اما الهوة السحيقة فى الهوية وبناء الوطن لقد كان نصيبها الضياع والمشاددة بين الانقلابيين منذ الف وتسعمائة ثمانية وخمسين مرورا بمايو (الغرق) وصولا الى الانقاذ (الهلاك ودمار البلاد بالانفصال والعباد بالفقر وبالجوع والعطش والمرض )!!ولكنها اى الانقاذ عمدت على استغلال السماحة الفطرية والاخلاق السودانية الجميلة التى عاشتها الاجيال المتعاقبة جيلا بعد جيل الى ان اذهبت الاخلاق ورجالها وقبعت الانقاذ(الهلاك) كل هذه السنين الطويلة . الحقيقةبعد ان فشلت الانقاذ فى فتنتها وفى مشروعها الحضارى الكاذب وبعدالخضوع للضغوط الدولية ذهبت الى البحث عن وسيلة تكفيها خطر غزو بوش الامريكى فجاءت نيفاشا والتى بعدها اصبح الحديث هو السلام والاعلام كله السلام والوحدة الجاذبة والكثير المثير للعواطف وللشجون التى تحلم بالحديث عن الوحدة للشعوب السودانيةالتى عاشت خمسة اعوام عجاف تتحدث فيها انقاذ الفجور عن السلام الذى اصم اذان اهل السلام الذين يحبون السلام وخلقوا ليكونوا هم السلام ولكن كانت اجندة الانقاذيين تخبىء الحرب والعداء والسفور والفجور لاهل السلام المحبين للسلام وهم اهل كردفان لاسيما جنوبها ولاهل الجنوب ولاهل الشرق ولاهل الشمال الجغرافى, لان مفهوم الانقاذ للسلام هو تخدير للاعصاب وتنويم مغنطيسى ومن ثم بقاء فى السلطة اطول زمن ,!اما للذين يحلمون بالسلام بالفعل كانت الكارثة الانفصالية التى اختزلت الهوية السودانية والبناء السودانى الوطنى الذى بالرغم من مايشوبه من عيوب الا انه الاصلح والاجدر لاهل السودان لانه البنيان السودانى الوطنى ورتق هويته ومفهومه السياسى الحديث الذى كان يعكس رغبة شعوب السودان التى اجتمع شملها بعد ان كانت دارفور مملكة ثابته عاشت سلطانها وسلطاتها ثلاثة قرون متتالية وايضا كانت دولة الفونج تعيش سلطانها وتقاسمه مناصريها العبدلاب ,اما البجة فكانوا ايضا لهم سطوتهم وقوتهم ما اصطدم بها الا الاسلام الذى امن به البجة, اما الشمال االجغرافى فيكفيه انه السلام والحب والوئام لانه استقبل كل الهجرات التى قصدت ضفاف النيل فى هجرات متتالية عبر التاريخ استقر باهلها المقام وجعلوا من ارض السودان وطنا جديدا واتخذوا لانفسهم ازواجا من نسائه النوبيات فانجبوا هجينا هو اهل السودان الذى نعرفه اليوم , لكن عمدت الانقاذ الى تقسيمه وتشرذمه وتفتيته بعد كل هذه السنوات الطوال بايامها ولياليها الى زمن فاق مئات السنين تأتى الانقاذ (الهلاك) فى عمر فقط خمسة اعوام منذ وعد نيفاشا المأزوم الى يوم التاسع من يوليو الموعود!الذى سيفصل تاريخ السودان الواحد الموحد امة الامجاد والتاريخ الطويل المديد الملىء الحافل والزاخر بالحب وبالسلام وبالود وبالمصاهرة والتزاوج وبالاسلام والمسلمين وبالنصارى وهود وبالذين لايدينون لدين, يؤمن تلكم الرجال المسلمون الصادقون( الفونج ,العبدلاب,النوبة,العنج ,الشايقية, المناصير,البجة ,الفور, الزغاوة, المساليت, فى بلا د السودان بهداية ووصاية كلام الله سبحانه وتعالى لا بوصاية الشيطان الرجيم الذى استمع له الانقاذيون وقسموا البلاد واوجعوا العباد بطشا وعذابا وتنكيلا وتشريدا ووعيدا وتقسيما !!!,بسم الله الرحمن الر حيم ,قال تعالى (فأن اسلموا فقد اهتدوا وان تولوا فأنما عليك البلاغ والله بصير بالعباد )صدق الله العظيم , سورة أل عمران (الاية عشرين). حسن البدرى حسن/المحامى