أحداث ومؤشرات [email protected] يبدو أن شركة الخطوط الجوية السودانية (سودانير) أكثر انزعاجاً من الخبر الذي نشرته (السوداني) حول دخول سيدة في حالة إغماء، ثم إجهاض حملها بسبب تأخر إقلاع واحدة من رحلاتها المتجهة لمدينة جدة، والتي كانت من بين ركابها الذين ظلوا بصالة المغادرة بمطار الخرطوم منذ العصر الى الساعة الرابعة من صباح اليوم الثاني، دون الالتفات الى احتجاجاتهم، أو ترحيلهم الى أقرب فندق للاستجمام والاستراحة حسب عرف الطيران العالمي، لعل سر القلق أنها قد تدفع دية الجنين الذي سقط، على الرغم من أنها قد تكون سببت في إهدار أموال طائلة، بسسبب تأخر رحلاتها المتكرر. لم أندهش من الخبر، لأن (سودانير) صار تأخير رحلاتها عن مواعيدها المعلنة هي الصفة الملتصقة بها، وقد يكون المدهش أن تقلع سودانير في مواقيتها، وهناك شكاوى واحتجاجات كثيرة في غضون الشهرين الماضين، دون أن يتحسن الوضع بل يسير الى أسوأ، كأن هناك من يقف وراء هذا التأخير المستمر، خاصة وأن الشركة في وضع تنازع بين شركة عارف الكويتية مالك أكبر الأسهم، والحكومة التي تسعى لاستعادة هذه الأسهم. أحكي هنا تجربة شخصية، مع سودانير في رحلة لها الى قاهرة المعز، كان اليوم يوم خميس الموافق السابع من يوليو المنصرم، بحسب المواعيد المكتوبة في التذكرة الحضور الى مطار الخرطوم الدولي الساعة (12) ظهراً، والإقلاع الساعة الثانية، وفي حوالي الساعة الحادية عشرة اتصلت الشركة، وأخطرتنا بتعديل المواعيد الى الساعة السابعة مساءً، والإقلاع الساعة التاسعة، وقبيل تلك المواعيد اتصلت مرة أخرى وعدلت المواعيد، الى الساعة (12) منتصف الليل، والإقلاع الساعة الثانية صباح الجمعة، وحضرنا في المواعيد الأخيرة المعلنة، وبدأت بعدها الإجراءات السلحفائية، وحينها قلت لزملائي إن مواعيد الرحلة تم تأجيلها للمرة الرابعة ولكن إدارة الشركة خجلت من إعلانها، وبدأت تقتل الزمن بهذه الإجراءات. بالفعل صدق حدثي فحتى يكمل الركاب إجراءاتهم ويدخلوا صالة المغادرة كانت الساعة الثانية صباحاً، وبعدها بدأت رحلة الانتظار المملة حتى الساعة الرابعة ونصف حينها فقد الركاب صبرهم، وعلت الأصوات، وكادوا أن يدخلوا في عراك بالأيدي مع أحد موظفي الشركة، حينها فقط بدأت جادة في معالجة المشكلة، واستأجرت طائرة مصرية، وأقلعت بنا حوالي الساعة السادسة صباحاً بعد أن صلينا الصبح بمطار الخرطوم، ونحن في الجو دخلت إحدى السيدات في حالة إغماء، واضطر طاقم الطائرة، الإعلان بمكبر الصوت إن كان هناك طبيب من بين الركاب، وبحمد الله ظهر منا طبيب، وتدارك الحالة ... والغريبة أن رحلة العودة نفسها لم تختلف عن هذه الرحلة كثيرا. ألم أقل لكم الخبر ليس مدهشاً.