عمود " رؤية مشاهد " [email protected] تكاد الصحف المحليّة لا تخلو يوماً من إشارة إلى الأخطاء الطبية التي يقترفها بعض الأطباء في المستشفيات الحكومية والخاصة على حدٍّ سواء، وبات الأمر وكأنه شيء مألوف لكثرة هذه الأخطاء والتجاوزات، رغم أنها تنتهي في الأغلب بنتائج ربّما تودي بحياة المرضى أو إصابتهم بإعاقات دائمة الأخطاء الطبية هي عبارة عن أفعال يتم ارتكابها نتيجة انعدام الخبرة والكفاءة أو نتيجة ممارسة عملية أو طريقة حديثة وتجريبية في العلاج من الطبيب الممارس .. أو نتيجة حالة طارئة مسرعة على حساب الدقة أو بسبب العلاج المعقد... و الخطأ البشري والآلي وارد في كل عمل ولكن حساسية الوضع في القطاع الطبي الذي يتعامل مع حياة وصحة الإنسان تدفعنا إلى القول أن الأخطاء الطبية غير مقبولة إنسانيا واجتماعيا فغياب وموت الضمير وانعدام الأخلاق هو السبب الرئيسي في هذه الأخطاء و إهمال إدارة المستشفيات ووزارة الصحة تساهم في الجريمة بالأمس ألقت السلطات القبض علي طالب يدرس بكلية الهندسة ويمارس مهنة الطب في عيادة خاصة , الطب مهنة إنسانية يحكمها الخوف من الله بالدرجة الأولى ثم الضمير الحي .. الطب من أشرف وأنبل المهن لكونه يتعامل مع أشرف وأنبل مخلوق كرمه الله وسخر له الكون بما فيه الأخطاء الطبية أصبحت منتشرة في اغلب المستشفيات وبشكل واضح وملحوظ ومثير للقلق دون تحرك رسمي لمكافحة هذه الجريمة ومعاقبة المتسببين فيها , يذهب الشخص بابنه أو أخيه أو والديه المريض إلي اقرب طبيب وقد تكون الحالة حرجة أو عادية يسرع الطبيب بحقن المريض حقنة تودي بحياته أو تسبب له إعاقة كاملة أين عقل الطبيب وهو يجازف بحياة المرضي المساكين ؟ أين الضمير الإيماني والطبيب يقتل المريض الذي وثق به وسلمه نفسه وهو علي يقين تام بأن الطبيب لن يؤذيه ثم يبرر الموقف بمنتهي البساطة " خطا طبي " يذهب المريض إلي الطبيب طالباً العلاج وراجيا الشفاء فيعود إما معاقاً أو جثة هامدة , انعدمت الإنسانية ومات الضمير عند بعض الأطباء التجار أين يجد المريض علاجه ؟ والي من يأمن ؟ وهو يسمع بضحايا الأخطاء الطبية وكل يوم في ازدياد , أخطاء فادحة ونظام غائب ومهنة محايدة أساءوا استخدامها وضحايا تتزايد وخشيتنا علي مهنة نبيلة كالطب إن تصبح ذات يوم مهنة من لا مهنة له ؟ طالب في السنة الأولي طب يمارس المهنة بغرض التعلم وكمان يجري عملية جراحية ؟ طالب بكلية التربية يفتح معمل يمارس المهنة ؟ إليكم بعض القصص الواقعية التي حدثت نتيجة أخطاء طبية بمستشفيات الفاشر ؟ حامد شاب يبلغ من العمر 29 عاما أصيب بطلقة نارية في رأسه نقل علي أثرها إلي حوادث مستشفي الفاشر الأطباء قرروا إجراء عملية جراحية وأجريت العملية مكث بالمستشفي حوالي شهر وخرج منها وبعد فترة ظل يعاني من الألم من الرأس يذهب للطبيب يعطيه علاج الصرعة وظل علي الدوام يتناول هذا العلاج إلي إن استفحل الأمر وتم تحويله للخرطوم والأطباء في الخرطوم قرروا تحويله للأردن لإعادة إجراء العملية هناك بسبب " خطاء طبي " في العملية السابقة جزومر مدرس بمداس الفاشر أصيب بهبوط مفاجي نقل إلي مستشفي حوادث الفاشر ودون إن يعرف الطبيب انه مصاب مرض السكري أعطوه ضربات السكر مما أدي إلي ارتفاع نسبة السكري بدرجة عالية جداً أودي بحياته صدام يبلغ من العمر حوالي 22 عاماً تاجر موبايلات في سوق الفاشر الكبير يعاني من إمراض ضيق التنفس نقل إلي المستشفي ومكث فيها أسبوعا وخرج من المستشفي وبعد ثلاث أيام يكتشف إن في وريد يده اليمني يوجد " إبرة الفرشة " رجع للمستشفي وبعد إجراء فحوصات وصور أشعة اتضح بالفعل بأن خطاء طبي قد حدث وقرر الأطباء إجراء عملية جراحية لاستخراج " الإبرة " في الأسبوع القادم والأمثلة كثيرة ومن هنا أنادي بصوت هؤلاء ونقول حسبنا ونعم الوكيل في كل طبيب نحر ضميره وقتل إنسانيته وحول المريض الآدمي إلي حقل تجارب .. أين دور وزارة الصحة والمجلس الطبي في مثل هذه الأخطاء ؟ البني ادم يجب إن لا يكون حقل تجارب لسنة أولي طب ويجب إبعاد الطلاب من المستشفيات فجل الأخطاء الطبية هم السبب فيها