إذا تمادت مثل سياسات الهردبيس هذه وهذا الإنحراف الخطيرفي الفكر والتفكير فالبيئة تقود للثورة والتحرير. والهردبيس هوكثرة تقاطع خطوط عرض سياسات حزب مع خطوط طول أحزاب آخرى. وكأنني كنت أغط في نوم عميق وأنا جاحظ مفتوح العينين وفجأة صحيت ملسوع من نوم خمسة وخمسين سنة منها قرابة ثلاثة وعشرين سنة كبيسة أشد قتامة وتقاطعات وما قبلها أخف قتامة وأقل كباسة وتقاطعات . وإذا تفحصنا كل زواياهذه الخطوط وأركان مجالسها وجدنا فساد ذمم وصراع عمم وهذا هو ما جعل الساحة السياسية في أرض السودان مجرد هردبيس الشعب فيران والحكومة كديس. هذا واكتشفت ويا لهول ما اكتشفت! إن الإنقاذ تعيد سيرتها الأولى بمسمى جديد لنج جمهورية تانية ، إيش يعني بربر!؟ فأجابه السوداني بسؤال: وإيش يعني عرعر.!؟ فالشعب يسأل وإيش يعني جمهورية تانية!؟ وقد عرفنا إنقاذ أولى وإنقاذ ثانية فغرقنا في بحر الكآبة والمحن. ولأن القبائل السودانية سوف تقلب محنها وصمتها الكئيب المحائد إلى كلام فلن يكون بعد الآن إجماعاً سكوتياً بل كلها تريد تغييراً شاملاً للنظام. والعالم الإسلامي يرى غريبة الغرائب حقاً هنا ويستعجب من العجب! فلقد لاحظ المتابعون والمؤرخون وفي معظم إن لم يكن كل الحالات إنه ومنذ جاء الإسلام وفي كل حروباته ومجاهداته وفي أي لحظة يعلن فيه جهاداً إلاوتحدث فتوحات ونصرمبين ورفع علم الإسلام في تلك البلدان ودخلها المسلمون فاتحين غانمين وزادوا رقعة الأراضي ورفعوا فيها راية الحق لاإله إلا الله ولاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فأيدهم الله بنصر عزيزوعم العدل الأرجاء وإنتشر الخير والأخلاق الإسلامية السمحة الكريمة فيها، ودخل الناس أفواجا أفواجا حتى بلاد الغال والهند والجبال وأوربا و الصين إلا هنا في السودان : يعلن الجهاد فتتقلص أراضي المسلمين ويزداد السخط وتشتعل الحروب والحقد والبغضاء ويأتي الدعم لغير المسلمين فيزدادوا قوة ألم تلاحظوا أنتم ذلك وكيف يهرب الناس والحيوان من جحيم الهردبيس!؟ كما قلنا قبل ذلك إنه من فساد الذمم والصراع بتكبيرالعمم وهذا تلخيص للسياسة السودانية.فلايفرق لديهم بعد سنة89م كم عدد الموتى من السودانيين! وكم عدد الجرحى من السودانيين! وكم عدد المفقوديين من السودانيين! وكم عدد المهجريين والمنفيين والهاربين من السودانيين! والمفارقة العظمى المضحكة المبكية أن كل الحروبات التي خاضها ويخوضها السودان هي ضد السودان ! د.جيكل ضد مسترهايد! فالموتى من الجانبين سودانيين.فالموضوع جايط هردبيس. الشعب أسد نائم والحكومة تدوس. قد يكون هذا المفهوم المغلوط قد تم غرسه فينا وبصورة متتالية أوبدأ في جينات بعضنا منذ القدم أوربما قد يكون أتى به غزاة مستبدين فرعونيين أوتتر متزمتين أو ترك إستغلاليين أوأتى مع الإستعمارالحقير الأول أو حقنه فينا الإستعمار الإنجليزي في فترته التي إتسمت بالإذلال والطاعة العمياء والتفتيش الإجتماعي اللصيق وإغلاق المناطق والمنافذ حتى في حاراتنا وودياننا ووهادنا ووحداتنا ونظاراتنا وعمدنا ومشيخاتنا في قرانا ومدنا وطرقنا وأنديتنا وتجمعاتنا. . بل كل هؤلاء الغزاة أتوا لأنهم سمعوا بأرض المعدن ذو البريق أتوا من أجل أنفسهم فقد كان جل مسعاهم جميعاً وأهدافهم مصلحتهم الذاتية والأنانية والنرجسية وحب التسلط وفرض ما يظنون أنه التفوق العرقي والبحث عن الثروات والعبيد من ضمنها الذهب (فلم يكن البترول قد ظهر طبعاً) فبزق من الجينات أخيرا فتم تجنيد العبيد ليقاتلوا نيابة عنهم حرباً بل حروباً أججوها وأشعلوها وزادوا أوارها هكذا كانوا يفكرون ويعتقدون ومازالت هناك جيوب كثيرة متواجدة ومنتشرة في بقاع العالم المتثاقل الخطى ومتبلد الحس الإنساني تعتقد بذلك وتحاول وبكل قوة همد الثورات وتثبيط الهمم وتحقير الشعوب. لهذا ومن أجل ذلك أتوا وتركوا لنا كثير من أفكارهم البالية وممارساتهم المتسلطة الإستحقارية الإقصائية المتعالية المتكبرة المتبجحة وراءهم متسربلة ومتسربة ومترسخة ومنغرسة في عظام هؤلاء ومتغلغلة في نخاعهم وأعماق أنفسنهم بقيت كامنة عند البعض منهم يتم إجترارها عند اللزوم ووقت نهم وسعرلحس الكيعان الشوفونية لقضم لحم الكراسي الطازج. فهل هؤلاء أحفاد أؤلئك المهرطقين .!؟ فالنغير ما بأنفسنا حتى يغير الله ما بنا. وإذا (حكمتم بين الناس أن تحكموابالعدل) ،(أعدلوا هو أقرب للتقوى) وإنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ولإخراج العباد من عبادة العباد لعبادة رب العباد وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت ... فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا في نطاق حريات عامة (وهديناه النجدين إما شاكراً وإما كفورا) ومن شاء فاليؤمن ومن شاء فاليكفر ...وهذا من المفترض أن يقود لتقوية كل المؤسسات العدلية وإستقلاليتها ،إستقلال النيابة العامة و إستقلال القضاءإستقلالاً كاملاً، وقوات مسلحة وطنية وأن تكون الشرطة في خدمة الشعب وخدمةعامة غير مسيسة يعني بإختصار: عدل حرية مؤسسية وهذا ما يفتقده العالم الإسلامي بل معظم دول العالم الثالث المبتلي بديكتاتوريات لاتخشى الله وتركع لغير الله! فعمق مأساة الإنسان السوداني واضحة في مدى مذلته وهوانه على نفسه وعلى الساسة والتي ظل يرزح تحت نير وطأتها الثقيلة. لكن عدم مبالاته ليست إستكانة كما يظن البعض لكنها في كمون وسبات إنفعالي وأيضاً توضح مدى أزمة تفشي الأمية السياسية والجهل المفزع بما يدور حوله ومآلاته المتوقعة من إنتهاكات لحقوقه الإنسانية الطبيعية. لذا يسهل اللعب بفكره وبعواطفه الفطيرة الجياشة،ولهذا يتم دائماً حشره في محيط من الشعارات الرنانة خاصة في ركن ضيق من الشعارات الدينية البراقة وحشره في زاوية الدين التأديبية من الديكتاتوريات المتعطشة المتلهفة للثروة والتسلط والتجبروالتبختر والتكبرالشوفوني السمج. كل هذا للنأي عن المؤسسية القابضة والتنظيم العدلي القانوني الرشيد المتكامل الذي يستطيع ترتيب وترشيد البيت السوداني الكبيروبسط القانون على الجميع خاصة المؤسسات العليا الرئاسية والتنفيذية والتشريعية ذات الحصانة من شرع هو لله مرجعه كما يقولون فكيف يتحصنون منه!؟ لكن لايجب الإساءات الشخصية كما يحدث من فئة قليلة. فلسانك لاتذكر به عورة إمريء ...فكلك عورات وللناس ألسن وقلمك لاتنكأ به عيب شخص....فكلك عيوب وللأشخاص أقلام فجأة صحيت ملسوع وسط هذا الهردبيس وكأنما إنبثقت الحقيقة من حولي وتحتي وفوقي وخلفي وأمامي وتأملت حالنا منذ إستقلالنا فوضحت الصورة بجلاء نوراً ساطعاً تغشي وتبهر النظر وهي التي جاءت في هذه المقدمة المختصرة والتي تدعمها ممارساتنا السلبية الآتية هذه: فمنذ إستقلالنا طفقنا ننقض غزل بعضنا ونعاكس ونخالف توجهات وأفكارالمتنافسين معنا وإن كانت هي الأفضل ، ونضيق معيشتنا ونشيل حالنا في العالمين لذا سمي السودان رجل إفريقيا المريض ومازلنا نبحت بأظافرنا الثرى لنجد أنفسنا فنزيد غرقاً في الوحل ودائماً نعشق الماضي ونحن إليه فالحاضر سيء والمستقبل إرهاصاته تنبيء بالأسوأ إن لم نصحومن غفوتنا الطويلة هذه. . لتكالبنا وليس تنافسنا على القصعة ولضحالة تفكيرنا وقصر نظرنا السياسي والإبداعي الخلاق ولعقم تربية وطنيتنا وضياع هويتنا وإزدادت وتيرة التشاكس الحزبي على الكراسي والمناصب وتشتيت الشمل في تصاعد مستمرملحوظ ،وخاصة في العقدين الأخرين عندما تم أنقاذ الشعب بالطرد والفصل وتأجيج الحروب من أجل الكنكشة والتمكين وليس التنافس الحر الشريف الداعم لوطنيتنا وهويتنا وتقدمنا وإستقرارنا ولنخطو نحو الإبداع والتطوروالنمو ،فتفرق بيتنا وتاهت وتشعبت بيننا السبل والمسالك وحمل الكل السلاح لنحر بعضنا وقطعنا بأيدينا أيادينا،فهل هؤلاء من نسل أؤلئك. هذا الطريق الوعرالآحادي التوجه هوالطريق الشائك الذي يؤدي للإحتكاك الخشن وتوالي الإحتكاكات يولد النيران.ويقود حتماً للدماء فالنار تأكل نفسها إن لم تجد ما تأكله. وزاد هول مرض الرجل الإفريقي ومصيبته بتحطيمها (الإنقاذ) كل ما وجدته من نجاح أمامها ولو قليل فعطلته ودمرته وسحقته : مصانع النسيج والزيوت والإطارات والسكة حديد والخطوط: بحرية وجوية ومصانع الدقيق والمؤسسات الزراعية ومشروع الجزيرة ....وغيرها بدلاً من الدعم والصيانة ( ...كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا). فكأنما يزداد هاجسهم وخوفهم من المباني وتلك الصروح الضخمة التي لم يشييدوها وتذكرهم بالآخر فيهدوها ولا يراعوا لمن يعمل فيها من بشروهكذا يتراكم الظلم والغبن طبقات فوق بعضها البعض جبالا ويزداد الحقد ضد بعضنا البعض فيستمرمسلسل التهميش والإقصاء والظلم مثله كمسلسل الكذب والذي بدأ منذ الوهلة الأولى ولاولن يتوقفا.فهل خمائر المستعمرالشريرة تلك كامنة فينا.فلماذا لانجعلها قوانين ومؤسسات للحكم الرشيد لتحكم بيننا بالعدل والإنصاف بدلاً من أن يزداد الغليان والفوران والهزيان والهردبيس، ويزداد التراشق والإستفزازوالإختلاف ويصير ديدناً ودينا ، ديل دايرين قومية وهؤلاء حكومة عريضة وأؤلئك جديدة ، ديل مدنية وهؤلاء شمولية والشعب لايستفتى ولا يشاورمغيب تماماً مهمش والشباب غيرمعدود في الحسبان وعلى نياته وإن قال بغم يا ويله والشريعة راجياه بأسياط طوال كأذيال البقر وهذه أغرب مفارقة في التاريخ البشري أن يهدد الناس بشرع الله الحنيفية السمحة قطع الأيدي للبسطاء والفقراء وجلدهم وقتلالمستضعفين في الأرض الواثق وإعدام محمود محمد طه وجرجس ومجدي وآخرين فلقد تم بعد تحييد الجنوب القتل بشراسة وبدم بارد في الشرق والغرب والشمال ولايساءل ولا يحاكم أحد ولايرعوي أحد بأن مثل هذا الإحتقار للشعب والتعدي عليه قد يصل لحمامات من الدماء وصوملة لاتنتهي وتمزق وأستقطاب حاد وشر مستطير والكل خاسر فهل الشريعة قاصرة على أن تقتص من القتلة الإنقاذيين أو هؤلاء المختلسين أو أن تنفذ في هؤلاء الذين ساموا آخرين العسف والعذاب أوالذين طعنواالعاملين في الظهروشردوهم سنين عددا ومازالو في غيهم يعمهون. فإن لم تك ديكتاتورية إذن فاليحاسب هؤلاء بشرع الله فشرعه لايتبدل حسب المسميات الجمهورية. فالهردبيس يملأ الأفق ويسد عين الشمس في المحور السياسي فأنظرالنواب والأحزاب جميعها فما أكثر العمم وأقل الفكروالعمل فليس لحزب إذاعة أو قناة تلفزيونية ينشر فيها فكره وأهدافه وتكثرالصحف ولكن الصالحات قليل ولاتجد صحيفة فيها كلها صارت صورة طبق الأصل ،إختفت في كل المدن الصحف العربية اخباراليوم الإهرام الشرق الأوسط المدينة الوطن والمجلات المختلفة وكذلك لاتجد الأجنبية نيويوك تايمزاللومند الواشنطن بوست بل منعت حتى السودانية الستة الإنجليزية وأجراس الحرية ثقافة وفكر سخيف هردبيس. وليحمي الشرع والعدل الحكومة وليس الأمن والعسس والجيش وهذا ما ستأتي به الثورة قريباً جدا فالبيئة تدعوها أن هلمي.فالشرر يحيط بكل جانب دارفورمازالت وأبيي مستمرة وزاد عليها لهيب كردفان وفاض النيل الأزرق وأغرق التعلية و الدمازين والكرمك وقيسان والشباب يتحفز والنيران تزحف وستاكل نفسها إن لم تجد ماتأكله. وأخيراً ينبري وزير العدل بأنه سوف يحيل بلاغات المال العام للمحاكم، ولماذا هذا التطويل وتكلفة البلاغات ومن الذي يقدم البلاغات !؟ وكشوفات إختلاسات المال العام من المراجع العام بين يديك وغيرها فالتكن كالتقاوي وتحال مباشرة للنيابات كما يمكن أن نبدأ تحقيقات بسيطة معروفة هنا وهناك عن أمور كبيرة ومعروفة مثلاً لماذا تم نقض غزل مشروع إيفاد وبعثرت طاقاته وأمواله ومعيناته ولحق أمات طه وبمؤسسة الشمالية للزراعة والنيلين الأبيض والأزرق وتشريد العاملين فيها فالفساد يزكم الأنوف وهوبيئة دافعة ثورية لإجتثاثه من جذوره. ألم أقل لكم نحن كالضباع شراسة على بعضنا وكالحملان وداعة مع الأجانب في بلدنا. فكأننا أجانب في موطننا والأجنبي مواطن في بلدنا. فنحن أحفاد العنج والسلاطين والنوبة والهمج وإخناتون وبعنخي والبجا والهمباتة والمشائخ والعمد والنظارات نهمش بل أجانب في ديارنا وكل حكومة تأتي بنظريات تجريبية على رؤسنا وتمحونظرية السابقين وإجتهاداتهم بجرة قلم بل وكنس آثارهم وحتى آثار الدول الأخرى وتحطم وتمزق وتشرد على هواها وتطلب من الشعب أن ينكتم و يقلب صفحة جديدة بيضاء من غير سوء بل هو نفسه هذا الإنسان الصبور لايسلم من الكنس كمجرد أشياء هاملة يلقى بها في الشارع وقارعة الطريق بكل بساطة ودون وجه حق. لهذا ظل الوطن جريح في عزته وكرامته كرجل إفريقيا المريض لايتقدم ولايتطور ولايزدهروبقي ملازماً الطيش في كل مناحي الحياة الإنسانية والإجتماعية والزراعية والصناعية وطبعاً السياسية أس الداء. فيصير التطهير (واجب وطني) والفصل والتشريد والتسلط (صالح عام) واجب على من وصالح من!؟ لاندري.! إن لم يكن لواجب اللهف ولصالح اللقف ومثل هذه البيئة تدعو لإصلاح شامل وخاصة للمؤسسات العدلية وإستقلال القضاء. أليس تشعرون بأن هناك جينات خبيثة منغرسة مخبوءة في أعماق الذوات الفانية لهؤلاء تؤدي لكل هذا الإنحراف في الفكر والتفكيرالمتبلد وهم يرون كل هذا الحراك الدولي والعالمي حولهم!؟ فلابد من بسط الحريات وبسط العدل وبسط الوحدة وبسط الأمن الشامل الحقيقي بتكوين قوات مسلحة قومية تشكيل هيئة قضائية مستقلة وتكوين خدمة مدنية متطورة إعادة البنيات التحتية لإقامة الدولة الحديثة بتكسير النظم الإقتصادية والقانونية والإجتماعية المتزمتة لنظم متحضرة تفتح أبواب التقدم والإزدهار. فكما رأينا ونرى حولنا الشعوب تريد : تونس ومصر .... إسقاط النظام ليبيا واليمن ..... إسقاط النظام السعودية والأمارات.. إصلاح النظام المغرب والجزائر .. إصلاح النظام العراق وسوريا .. تغيير النظام البحرين والأردن.. تغيير النظام موريتانيا وعمان.. تصفيف النظام قطر ولبنان .. تصفيف النظام فلسطين .. إنهاء الإنقسام السودان .. إصلاح وتصفيف وإنهاء التقسيم وتغيرالنظام ملحوظة: إصلاح النظام أي تركيب مؤسسات وترميمه تغيير النظام بمعنى تبديل شيخوخته وتجديد بنيته بالفياغرا الثورية تصفيف النظام أي تمشيطه وتنقيته وترتيب مكونات طوائفه إنهاء الإنقسام دمج وتوحيد مكوناته وفصائله إنهاء التقسيم أي منع حروب تقسيم أراضيه وسلطاته وثرواته وتوحيد كل مكوناته. المتساقطون الديكتاتوريات المتساقطة مهما كانت وإدعت ولبست فهي إستحقار وإهانة وإستعباد للشعوب وإنحطاط في الفعل المتواصل بإستخدام القوة والكبت الأمني التراكمي الذي يؤدي للثورات الشعبية فيحدث انهيارنفسي للمتكبر المستبد فيهوي ساقطاً وبطانته الفاسدة فيتخبط في ردة فعله العشوائي الإنهزامي(فيسرق ويضرب ويقتل شعبه) وهذا أكبر عيب تاريخي وعارحقيقي يلصق ويلحق به مدى الحياة ويغادربه السلطة والجاه والهيلمانة والجوخ والسلطان كما يحدث اليوم من الرؤساء الطاغوت (القذافي، علي صالح…..ومن سبقهم ولف لفهم واللاحقون بهم).ولحق بهم بشار......والبقية تأتي وهي أقرب. تقلب كل الموازين والمثل والمعاييروالقيم الإنسانية الطبيعية النقية رأساً على عقب وحتى أخلاق الشعب الكريمة السمحة تضيع وينتفخ البالون غضبا رويداً رويداً ويزداد المرجل غلياناً ويحتارالمواطن في سياسييه وسياستهم الرعناء الظالمة ويكتم في حلقه الغصة. ولنسمع قصيدة حزينة تختصر الوضع المتأزم : دعني وجرحي فقد خابت أمانينا هل من زمان يعيد النبض يحيينا يا ساقي الحزن لا تعجب في وطني نهر من الحزن يجري في روابينا كم من زمان كئيب الوجه فرقنا واليوم عدنا ونفس الجرح يدمينا جرحي عميق خدعنا في المداوينا لاالجرح يشفي ولاالشكوى تعزينا كان الدواء سموماً في ضمائرنا فكيف جئنا بداء كي يداوينا هل من طبيب يداوي جرح أمته هل من إمام لدرب الحق يهدينا كان الحنين على الماضي يؤرقنا واليوم نبكي على الماضي ويبكينا من يرجع العمر منكم من يبادلني يوماً بعمري ويحيي طيف ماضينا إنا نموت فمن بالحق يبعثنا لم يبق شيء سوى صمت يواسينا صرنا عرايا أمام الناس يفزعنا ليل تخفى طويلا في مآقينا صرنا عرايا وكل الناس قد شهدت إنا قطعنا أيادينا بأيدينا لكن وسط كل هذا الهردبيس فالذرات تسخن وتتمدد وتتصادم وتتصارع جوفياً ولحظتها يكون الفوران والغليان . وعندما يغلي المرجل في مثل هذه البيئة الفاسدة الهردبيس ويزداد الضغط حتماً سينفجرالبالون وما هذه الثورات إلاعبارة عن تنفيس. يقولون التغيير آت وهو فعلاً آت لاريب فيه فإذا لم يأتي على هوى الشعب المتحفزومناه ويتغير كل ما ذكرأعلاه من أساليب شوفونية أنانية تسلطية وتعاد للمواطن هيبته وحقوقه الإنسانية وعزته وكرامته المهدورة ليعمل وينتج بحرية وطيب خاطروبمساواة إنسانية وبكافة حقوقه الأصيلة وليس منحة من أحد بل بالحقوق الإنسانية الطبيعية التي تحرر العبد من مذلة الخوف و التسلط وتحرر الحكم من جور الظلم وتحرر البلد من نير المستعبد المستعمر. بسط الحرية وبسط العدل وبسط الوحدة وبسط الأمن الشامل الحقيقي بتكوين قوات مسلحة قومية تشكيل هيئة قضائية مستقلة وتكوين خدمة مدنية متطورة إعادة البنيات التحتية لإقامة الدولة الحديثة بتكسير النظم الإقتصادية والقانونية والإجتماعية المتزمتة لنظم متحضرة تفتح أبواب التقدم والإزدهار. أي أن تخضع الدولة لحكم المواطنة حكم مدني ديموقراطي حر متحضرليزدهروليعود للمواطن حقه وكرامته وللوطن عزته وللدين مجده إن لم يحدث هذا فالتذهب الحكومة وشكر الله سعيكم ومسعاكم و صنيعكم وقد تكون هذه السنة آخر جولة قبل أن يكون للشعب ولشباب الغد أعظم صولة وسط هذا الهردبيس والذي سوف ينقلب ويكون فيه الحكام فيراناً والشعب كديس بل هم كلاب والشعب أسود. فلا تأسفنّ على غدر الزمان لطالما - رقصت على جثث الأسود كلابُ لا تحسبنّ برقصها تعلو على أسيادها - فالاسدُ أسدٌ والكلابُ كلابُ تبقى الأسود مخيفةً في أسرها - حتى وإن نبحتْ عليها كلابُ