الكاتب / محمد غيث . أتوجه بمقالتي هذه إلي السيد المشير/ طنطاوي أبن مصر وأسدها البار ووزير دفاعها الموقر ، ولكي أفضفض إليه بما يجول في وجداني وخاطري وأنا الجازم المتيقن بأن شعوري ومقصدي هذا أنما يترجم الشعور الوطني لجميع مواطني مصر المحروسة بلا أستثناء ، فالسيد المشير أبن الجنوب الأصيل ربما وحتي هذه اللحظة والتي أخط فيها كلماتي هذه ، أراه لايدري ولايشعر تماماً بهذا الكم الهائل والمقدر بعشرات الملايين من الشعب المصري ومئات الملايين من الشعب العربي الحر والتي تتعلق بشخص هذا الرجل ، نعم باتت كل القلوب والأفئدة تتعلق بالرجل وباتت كل العيون شاخصة وناظرة إليه وهي المقتنعة بأنه الوحيد الذي يملك إعادة الروح والشرف والكرامة لأبناء مصر ، وأنه ومن حيث لايدري فقد كتب الله له فرصة نادرة لحفر أسمه بأزاميل من الزمرد والياقوت ليس فقط في ذاكرة التاريخ البشري والأنساني المجرد ، وليس فقط في ضمير ووجدان جميع الأجيال القادمة من الأمة المصرية والعربية ، وأنما وهو الأهم حفر أسمه علي أبواب جنة عرضها السموات والأرض ولدن رب كريم ، فلم يعد سراً خافياً علي أحد أن طنطاوي المشير ووزير الدفاع المصري البار بأبناء شعبه وجلدته وبربه ودينه قد رفض الأنسياق من وراء مخطط وأوامر شيطانية لهدر دم أبناء شعبه ودك وتسوية ميدان التحرير بل وكل ميادين الثورة بما عليها من بشر وحجر ، ولم يعد خافياً علي أحد الجزء الأكبر والأخطر والذي تم من خلف الكواليس إبان الأيام الأخيرة والعصيبة من الثورة المصرية المباركة وماتخلله من صدور قرار فعلي من الرئيس المخلوع والفاسد بإقالة طنطاوي من منصبه ، وهو القرار الذي ضرب به المشير عرض الحائط ولم يمتثل لتنفيذه وحتي لايعطي الفرصة السانحة لشياطين مبارك وأبالسته لأغراق مصر في حمامات كانت لن تنتهي من الدم ، وعند هذه النقطة تحديداً يجب أن نتوقف ونتفحصها بعناية ذوي الألباب ، وهي أنما توضح لنا أننا كنا بصدد رئيس فاسد ومعتوه وعلي عينة وشاكلة هتلر وموسوليني ، وأنه وكما أتضح من تصرفه الغير مسئول في أتخاذه قراراً بإقالة أهم رجالات الدولة والذي يليه في المسئولية والتضحية بكل علاقات وعشرة الماضي الطويل معه ، وفقط من أجل ديكتاتوريته وتفرده بالقرار وحتي ولو كان هذا القرار يمثل كارثة كبري ماحقة ثمنها حياة ودماء مئات الألوف من الأرواح البريئة والدماء الذكية والتي خيب الله ومن بعده طنطاوي ورجاله الأوفياء رجاؤه في تنفيذ مخططه الشيطاني هذا ، وأعقب تنحية المشير وحضور السيد الفريق عنان من أمريكا وقطع زيارته لها ، وماتلاه من محاولة لأغتيال عمر سليمان والذي أتخذه مبارك الفاسد نائباً له ؟ ومن ثم أعقب هذا كله خلع هذا المجنون السفيه عن منصبه وتنحيته بالقوة والأكراه ، وهي جميعاً أمور وأحداث كانت متسارعة الوتيرة وقرأناها جميعاً في الصحف أو حتي شاهدنا المئات من التحليلات السياسية والعسكرية في شأنها بجميع قنوات التلفزة وعلي أفواه وتحليلات من خبراء عسكريين وغيرهم ، إلا أن المحصلة النهائية لتلك الأحداث والأراء قد ترجمت جميعها وصاغت لنا عبارة واحدة ، وهي أننا كنا بصدد رئيس فاسد يفتقد للحس الآدمي والرؤية الأنسانية وفقد ماتبقي له من عقل شيطاني في سبيل التعلق بالعرش ، وتم أجباره بالقوة والأكراه علي التنحي بعدما بدأ يضحي بكل شيء وأي شيء مقابل عرشه الخاوي ولو وصل به الأمر بالتضحية بوزير دفاعه الأمين وساعده الأول المفترض ؟ أو حتي بمليون روح من أرواح المصريين ، ولو حتي وصولاً إن ضحي بأرواح ودماء الشعب كله والذي سبق له قتله فعلاً ولو معنوياً وأقتصادياً وأجتماعياً وثقافياً وصحياً وسياسياً وأمنياً للجلوس علي عرشه الخاوي والفاسد؟ إذن أنتصرت الثورة بأنتصار طنطاوي ورجاله ورموزه الأوفياء والشرفاء ، وتم خلع مبارك بأرادة الشعب ولكن بيد طنطاوي ورموزه الأوفياء ، ومن هنا يتضح لنا مدي تلك العلاقة الأنسانية المجردة عن الهوي والتي أتضحت في أجمل وأبهي صورها وتلاقت تلقائياً بين شعب ثائر علي الظلم ووزير دفاع عاقل ومتزن ورشيد ومعه رجاله الشرفاء والذين صدقوا ماعاهدوا الله عليه ، فلم ينجرفوا وينقادوا بشعبهم ووطنهم لمخططات الشيطان وأتباعه من اللآهين وإلي جرف هائل وهاوية سحيقة بلا قاع ؟ كان يخطط أن يدفع كلاهما إليها ؟! ومن هنا وعند هذه النقطة تحديداً أتجهت وتعلقت القلوب والأنظار والوجدان والخواطر بشخص السيد المشير ورجاله الشرفاء ، وناهينا عن هؤلاء الذين تم قرص أذنهم وتحجيمهم في حينه؟ ومن هنا بدأت علاقة عنوانها الجيش والشعب أيد واحدة ، وهي عبارة لم تكن لتنبع من فراغ عقلي أو من وجدان شعب ثائر كسر حاجز الخوف بل والموت نفسه ، وأنما نبعت من وجدان وضمير وشفاة شعب مثقف وواع ، شعب وثوار قرأوا وحللوا وترجموا وضربوا تعظيم سلام لرجل عاقل رشيد صان الدم والعرض والوطن ، وأبطل كيد الشيطان وأبالسته وزبانيته ، ووأد فتنته وفتنة من والاه ، ومن هنا كان هذا الحب الجارف لشعب ثائر أصيل لقواته المسلحة وأن تمثل وتجسد هذا الحب والود في شخص السيد المشير طنطاوي ورجاله الشرفاء ، وهو وللأسف الشديد وحتي تاريخه ربما لايشعر سيادته والبعض من رموزه بمدي هذا التعلق أو الشعور بالجميل وحتي وأن صادف ذلك بعض السقطات أو الذلات لقيادات المجلس العسكري الموقر ، والذي لفظها الشعب وثواره في حينه وحتي ولو كانت مازالت محلاً للفظ وحتي تاريخه ، ولكنها أبداً لم تبدد هذا الود والأمل الغير محدود والذي بتنا جميعاً نعقده علي شخص المشير طنطاوي كرمز لقواتنا المسلحة الباسلة ، والذي ننظر إليه جميعاً أنه بات رمزاً وطنياً شريفاً ، بل بات للجميع بمثابة ( المخلصْ والمنقذ ) والفارس الفعلي والوحيد والذي بيده السيف البتار لقطع هذا الخيط البالي والذي بات رفيعاً بعد تضحيات الثوار والذي مازال يربطنا بكآبة وفظاعة وقبح وجرم الماضي البائد برموزه وأبطاله الفجرة ، نعم بتنا جميعاً ننظر وننتظر من المشير طنطاوي وبما يملك من صلاحيات وقدرات علي أرض الواقع الحي أن يسقط سيفه البتار ويقطع هذا الخيط الرفيع الواهي والواهن والقذر والأسود ، والذي بات حائلاً كالسد بين ظلام دامس بخفافيشه وكلابه ونعاجه ولصوصه وبين وصباح واعد بشبابه وزهوه وزهوره ورياحينه ، هذا هو مطلب الشعب والثورة والثوار من المشير طنطاوي ، وهكذا نثمن جميعاً الرجل ، وهذا هو مطلبنا الوحيد منه وهو الحرية الحقيقية وقطع عنق ودابر الفساد برموزه ومهما كانت أو علت ، نحن هنا نمنحه فرصة لن تتكرر وربما لن تتاح لمخلوق علي ظهر البسيطة ، نحن هنا نعرض عليه مفتاح جنة عرضها السموات والأرض ، نحن هنا نناشده يارجل فلتحفر أسمك ورسمك في وجدان وذاكرة التاريخ البشري ، ولتدخل هذا التاريخ من أوسع أبوابه وبحروف من نور ، فبالله لن يغنيك عن هذا كنوز الدنيا ولازخرفها الذائل ، فما بالك يارجل وأنت تعيد صياغة وتشكيل أمة وشعب وأجيال من جديد ؟ وما بالك يارجل وأنت تعتق وتنقذ أكثر من 80 مليون روح تتطلع إلي الحرية والشرف والكرامة وتريد أن تتنفس هواءً نظيفاً نقياً وعبيراً صافياً عنوانه العدل والحرية والمساواة ؟ ومابالك يارجل وأنت تعيد الروح والكرامة الأسلامية والنخوة والرجولة إلي أمة محمد صلي الله عليه وسلم ، ياسيادة المشير أستل سيفك البتار وأبتر به وبلا هوادة ولارحمة وأقطع به هذا الخيط الواهن الكئيب والأسود والماثل والمحفور في ذاكرة ووجدان كل مصري بحبر أسود كئيب ظالم وفاجر ولعصر من الفساد الحالك ، يارجل خذ بأيادينا وأنقلنا إلي عالم الأحياء والرقي والتقدم ، يارجل فلتسدل بيدك الستار علي هذا الماضي البغيض وتلك المومياءات الكئيبة الفاسدة والمتفسخة ، فكم من ممالك أندثرت وطواها تاريخ النسيان وباتت من الغابرين ، ولكن يبقي دائماً وليوم الحشر العظيم سيرة الأبطال والمنقذين وصناع الشعوب ، ولكم في أحمس موحد القطرين لآية ؟ ولكم في قارون أيضاً لآية ، فهل ستشفع عندكم مقالتي هذه ولكي تظهر علينا وعلي العالمين بآيتك المنتظرة ، ولكي تعقلها يارجل وتتوكل علي خالقك ؟! ولكن يبقي الرد رهينتكم وإرادتكم .