كعادتها حكومة الكيزان تحاول إستغلال السانحة التي ظهرت لهم في النيل الأزرق بأن السودان معتدى عليه، ولابد من الدفاع عن الوطن...! فأي وطن وأنتم مضيعوه بل بايعوه بثمن بخس....! وهل المرتزقة والمنتفعين الذين يظهرون في فضائيتكم من عسكر ومواطنين ليصرحون عن إنسلاخهم عن الحركة الشعبية فهم إما متملقون أو مفتقدون لقوت يومهم، فيطبلون ويدجلون ليحصلوا على ما يسد رمقهم..! فهل تعتقدون بأن هذا قد يغير ما بكم، أو ما ظللتم تقترفونه طوال تلكم الفترة...! على الجميع بأن يتدبر الأمر ومن جذوره وليس بمظاهره..!! فإن ما جرى مؤخراً وما ظل يجرى في جنوب كردفان، والنيل الأزرق ليس بشيء غريب، بل هو نتيجة طبيعية لردة فعل كل ثوري ومناضل...! وما تروجه فضائية الكيزان من حملة شعواء، ضد كل من مالك عقار والحلو وعرمان وغيرهم من أبطال، فيجب بأن يُعلم تماماً، بأن هؤلاء هم ثوار في الأصل ورافعي سلاح، وليس هم كأحزاب الحمائم....!!! (حزب الأمة والإتحادي والشيوعي و كل تلكم المهادنيين والنائمين في سبات الإنقاذ..!) فهم رافعي سلاح وليس من اليوم...!! ولا يمكن أن ينعتوا بمعارضيين سياسيين فقط، بل بعسكريين أيضاً. فمن الغباء بأن يدمجوا جيشوهم، وهم لم يحققوا أهداف ثورتهم..!! وطالما هم فصيل لمن هم رئاسة دولة جنوب السودان..!! فمن السفه السياسي أن تعتبرهم حكومة الكيزان بأنهم سيصبحون حزباً سياسياً وبهذه البساطة، بل ويدمجون جيشهم وإن كانت هنالك إتفاقية...! والكيزان يفهمون ذلك تماماً، بأن التنصل عن الإتفاقيات ليس عيباً أحياناً ولا حرجاً...!! فلماذا يتحدثون عنها وكأنهم خرقوا عهداً مع من يعرفون العهود والمواثيق.! فالحركة الشعبية بالشمال لديها الحق لتنوار وتتأطر إستراتيجياً وتكتيكياً وحتى تحافظ على كينوتها خاصة بعد إنفصال الجنوب وحتى لا تذهب أدراج الرياح..! ولتحدد أولوياتها وأهدافها سواء كانت مرحلية أو آنية، ومن حقها بأن تحتفظ بحيشها لكي تضمن بقائها مشاركة وفاعلة في البلاد، ولا سيما هنالك وزراء لديهم ميليشات وفي داخل الخرطوم...! فهل حلال عليكم وحرام عليهم...!!. ومن البديهيات لا يمكن أن يتوقع من حركة بنيت على العسكرية، ومن أهدافها التحرر والكرامة والمشاركة في السلطة. واليوم فقد دعت الضرورة لإسقاط النظام كنتيجة حتمية....! فكيف لكم أنتم وبين عشية وضحاها، تودون بأن يصبحوا حزباً سياساً وفي ظل دولة دكتاتورية تقتل الأبرياء و في جميع أنحاء البلاد ....! فإن لم تكونوا في قمة الجهل والغباء، لا يمكن أن تتوقعوا منهم بأن يشاركوكم إباداتكم وجرمكم الذي إستمر ومنذ عقدين من الزمن..! وأن يصبحوا حمائم وديعة تحت رحمتكم كالآخرين..!! قهل تودون بأن يكرروا ما فعله منى أركو مناوي والذي لعبتم به وبغيره...!! وهذا يطرح بعض الأسئلة البديهية وإن كنتم تستحقون ما تتأملونه..!! فهل شاركتموهم بصورة فعلية في حكم البلاد والثروات...! · هل تنازلتم عن كراسيكم؟ · هل حاكمتم مجرميكم؟ · هل أعدتُم الحقوق لأصحابها؟ · هل جردتُم الجنجويد من أسلحتهم؟ · هل أعدتم الحواكير لأهاليها وعُوض عنها؟ · هل إطلقتم سراح المعتقلين ظلماً؟ · هل أعدتُم ماصادرتم من ممتلكات وأموال ظلماً؟ · هل نفذتُم بنود إتفاقية حركة تحرير السودان وغيرها من إتفاقيات؟ · لماذا خرج عليكم مني أركو مناوي؟ · هل أُعيد من فصل للصالح العام كيداً؟ · هل وهل وهل وهل؟ فماذا كنتم تتوقعون من هؤلاء الثوار....!!!! هل توقعتم الأستكانة..!! أو بأن يتوظفوا لديكم في مناصب ولائية أو قومية (صورية) ويسقطون أهدافهم النبيلة...!!! هل أنتم من أصحاب المصداقية لكي تمنحون فرصة؟ وكم من فرص قد أخذتم يا ترى؟ حقاً أنتم تفتقدون للكثير وستظلون في كبسولة النفاق والكذب على النفس..!! والعمل على إستعاطف الشعب بإسم الوطن والدين...!! والتلويح بلقمة العيش لمن يفتقدونها، وحتى يأتي يومكم المعلوم، والذي لا شك فيه بأنه قد دنا..!! وهنا نود أن نقول لكل متابع أو متشكك في إنتصارات المعارضين، وبمختلف توجهاتهم بأن الأمر جلي وأن الحركة الشعبية قطاع الشمال هم ثوار، ولا يمكن بأن يصحبوا حزباً سياساً، وفي ظل هذا النظام إلا إن كانوا يبحثون وظائف كحركة العدالة والتحرير والتي أطلت برأسها علينا في هذا التوقيت، ولكي تضيفها حكومة الإنتكاس بأنها تعمل على السلام، بينما هنالك من يخربون...! وبخبث كيزاني ودهاء أوردوهم بالأخبار اليوم..!! ولكي يعطون زخماً لما هم صانعوه زوراً وكذباً...! علماً بأن هذه الزمرة التي كونتها حكومة الكيزان برئاسة الدكتور التجاني سيسي والأخ نيام وغيرهم، قد أختفت بعد توقيعها، (لظروف خلافية علمها الكثيرون) وذلك نظراً لعدم جدوى ما هندسوا لها...! ولكن حكومة الكيزان وجدت هذا المولد ليطلوا علينا اليوم....! ولكننا لهم لراصدون، وكما يقول المثل (الني عقبه للنار). وليعلم الجميع بأن الثوار سوف لم ولن يتنازلوا عن أهدافهم السامية إلا بتغير هذا النظام. ولأن الأيام أثبتت بأن العلة في الحكومة، وعليه فقد أصبح إقتلاعها واجب، وشر لابد منه...!! وأسوء الفروض بأن يُسلم أبو جهل عمر البشير وهارون وأمثالهم للعدالة، ومن ثم يُدعى لمؤتمر دستوري، ومن خلاله توضع الأسس لوطن جديد، وبثوب نظيف بعيداً عما دنسه هذا النظام الفاسد...!! وهذا من قد يترائ لأي عاقل ورشيد...!!!