بسم الله الرحمن الرحيم -يقول المؤرخ والفيلسوف الفرنسي (جوستاف لوبون) في كتابه (حضارة العرب) متحدثاً عن عدل الفاتحين المسلمين وسماحتهم. كان يمكن أن تعمي فتوحات العرب الأولى أبصارهم وأن يقترفوا من المظالم ما يقترفه الفاتحون عادة ويسيئوا معاملة المغلوبين ويكرهوهم على إعتناق دينهم الذي يرغبون في نشره في العالم... ولكن العرب إجتنبوا ذلك، فقد أدرك الخلفاء السابقون الذين كان عندهم من العبقرية السياسية ما ندر وجوده من دعاة الديانات الجديدة، أن النظم والديانات ليست مما يفرض قسراً، فعاملوا كما رأينا أهل سوريا ومصر وأسبانيا وكل قطر أستولوا عليه بلطف عظيم تاركين لهم قوانينهم ونظمهم ومعتقداتهم.. غير فارضين عليهم سوى جزية زهيدة في الغالب إذا ما قيست بما كانوا يدفعونه سابقاً في مقابل حفظ الأمن بينهم، فالحق أن الأمم لم تعرف فاتحين متسامحين مثل العرب.. ولا ديناً سمحاً مثل دينهم.. وأن الفاتحين العرب كانوا في غاية الفضيلة السمحة التي لم تكن تتوقع من أناس يحملون جديداً أن يعاملوا به.. والنقيض تماماً لما يحدث الآن في دول العالم الثالث المسلوبة الحقوق من قبل الولايات المتحدةالأمريكية حيث نجد القتل والتنكيل والخراب دون رحمة ورأفة للحياة الإنسانية. وهنا يكمن سؤال في قلوب المسلمين والعرب وهو هل بدأت أمريكيا في السقوط؟ أو بمعنى آخر هل سقطت فعلاً؟ أو كيف ستسقط؟..... المتتبع لأحداث 1/سبتمبر، يجد ان مدينة مانهاتن تمثل نقطة ارتكاز عظيمة لليهود وراس المال الأمريكي الذي يسيطر عليه اليهود سيطرة تامة ومطلقة حيث سخروا هذا المال لدعم معتقداتهم الدينية وأيدولوجياتهم المتخبطة في بحور الظلمات... ولكن بعد الغزوة على مدينة نيويورك نجد أن الهلع والخوف وانفلات الأمن وعدم الثقة قد انتاب الشعب الأمريكي خاصة مدينة اليهود "مانهاتن" والتي بدأت تتساقط كأوراق الشجر في فصل الشتاء.. هذا إضافة إلى ما أعلن مؤخراً عن كساد الإقتصاد الأمريكي والذي جاء بعد إعلان الحرب على الإرهاب والتي كلفت الخزانة الأمريكية أكثر مما اعلن عنه وهو مبلغ "40" مليار دولار أمريكي التي أقرها الكونغرس الأمريكي للرئيس بوش في بداية الغزوة.. فإذا سيطر العرب والمسلمين على هذه المدينة اقتصادياً وهم قادرون على ذلك نضمن تماماً