بسم الله الرحمن الرحيم سئل فيلسوف: كيف تختار شريكة حياتك؟.. فقال :لا أريدها بالسمينة فتسد علي منافذ النسيم.. ولا بالنحيفة فأحسبها خيالي.. ولا بيضاء مثل الشمع.. ولا سوداء مثل الفحم.. فقالوا كيف هي إذن.. قال: أريدها حوراء وسطاء، فخير الأمور أوساطها ولكن عزيزي القارئ دعنا نتعرف على شريكة الحياة السودانية وكيف يختارها شباب اليوم وغداً وما هي الصفات المحببة والمفضلة عند الرجل السوداني.. هل هي طويلة أم نحيفة، سوداء أم بيضاء، متعلمة أم جاهلة هادئة أم سليطة اللسان.. قالوا بإجماع: نفضلها هادئة، لبيبة، أريبة، رزينة، تكرم الضيف وتعز الأهل، فقيرة، بسيطة، إذا كثر خيرها حمدت وشكرت، وإذا ذهب عنها احتملت وصبرت.. ودودة، ولودة، تصلي خمسها وتحب بعلها.. أما أنا عزيزي القارئ العبد الضعيف الفقير لله سبحانه وتعالى المتواضع أريدها كالآتي: ليست بالجملية ولا بالقبيحة.. أن ترتدي الثوب السوداني دائماً وأبداً.. لا تستعمل الكريمات والمبيضات، خاصة (ديانا) لا تقشر وجهها.. أن لا يكون لون وجها عكس يدها.. تستعمل دهن (الكركار) لشعرها.. أن يكون ماء النيل عطرها.. لا تذهب للكوفير، لكنها تذهب للمشاطة.. لا تأكل سندوتشات الهمبرغور ولا تركب الرقشات.. تجيد صنع الأطعمة البلدية مثل أم بقبق، أم تكشو ملاح أم شعيفة، والعصيدة بملاح أم دقوقة والقراصة بالتركين.. أن لا تحرق (الشوربة) والبيض المسلوق.. أن لا تستعمل كتاب (أبلة نظيرة) في الطبخ.. أن ترعى الغنم.. لا تستعمل الموبايل خير شر.. أن تقبل العيش في الراكوبة.. أن تجيد فن ذبح الخراف والنعاج والأبل والدجاج.. أن تشرب من القلة والزير وليس الثلاجة.. أن تعلق حلل المطبخ في المشلعيب.. أن تجلس مع أمي لمدة شهر كامل قبل الزواج لتكنس وتطبخ وتلبي أوامر والدتي بالبسمة والهمسة واللمزة.. أن تسمع أغاني السيرة والدلوكة والحماسة ولا تسمع الأغاني الهابطة.. أن لا تعلق في الحائط صورة المخشلع (مايكل جاكسون) و(مادياً) وإذا قلت لها : أن الفيل يطير، تقول : يطير ونص وعشرة وأن الأعمى ينضم الإبرة ويعمل ساعاتي وأن (حبوبتي) التي عاشت مائة عام توفت بتعثر في الولادة بمستشفى الراهبات.. هكذا أريدها وهكذا أعشقها وابجلها وافخمها حتى الثمالة ولكن عزيزي القارئ أطرف ما واجهت في شروطي الآنفة الذكر أن فتاة (مايكلية) تحرشت بي ذات يوم وكانت قبيحة لأبعد الحدود.. سألتني وبسمتها في أذنيها:.. شنو يا فردة ما نعرس.. ممكن بس أنا مفلس وعاطل وساكن في بيت ايجار وكل يوم متشعلق في دفار.. خلاص .. نخت في رصيدك مليار.. واشغلك في شركتي في وراء البحار.. ونسكنك في فيلا ونريحك من بيت الايجار.. ونركبك عربية ونريحك من شعلقة الدفار.. قلت لها باكياً.. بس في طلب واحد وبس..؟ قالت أنت تأمر بكل اقتدار.. قلت يعني ما بتزعلي مني.. قالت: أبداً.. أبداً.. قلت بصراحة وصراحة ولا شي غير الصراحة؟.. قالت: الصراحة راحة والدنيا ماشة براحة.. قلت أنا عايز (اقرأ).. قالت لي بعد أن أزاحت عن جيدها عقد الدوم المقشر (يلا لز) قلت لها بسرعة شديدة.. أنسي بس.. هذا كله مع حبي وأشواقي.. جمال السراج