الم اقل لكم ان الاجازة بالنسبة للصحفي انما هي اجازة ادارية يرتاح فيها بعض الوقت من الاعباء الادارية ولكنه لا يستطيع مهما حاول النأى بنفسه عن الهموم العامة فانه لا يستطيع لانه يحملهامعه اينما كان وفي اي وقت من اوقات اليوم غبت عن اعينكم التي طال شوقي اليها خلال الاسبوعين الماضيين كما ارتحت من رنات الهاتف السيارالذي ارتاح هو ايضا من ملاحقات الاعزاء الكتاب والقراء ولكن ظل الراصد الذاتي يعمل دون توقف بحمد الله وتوفيقه وتلك نعمة نحمد الله عليها ونساله بفضله وتوفيقه ان ان نحسن توظيفها لصلح الوطن والمواطنين ولصالح ترسيخ وتعزيز قيم العدل والخير والسلام وا والتعيش الاجتماعي السلمي مع الاخرين وقبول الاخر الملي وغير الملي انه نعم المولى ونعم النصير اعود اليكم اليوم لاحكي لكم حكاية ما كنت لاصدقها لولا انني كنت شاهدا على احداثها وسط مجموعة طيبة من ركاب الطائرة المتجهة الى اسمراعلى متن الخطوط الجوية السودانيةفجر الاربعاءالموافق السابع من سبتمبر الجاري طلب منا الحضور في الرابعة صباحا ولسوء الحظ ام لحسنه لاادري وجدت عند بوابة المغادرة من يحسن استقبالي والترحيب بي وادخالي الى صالة المغادرة لاتوجه مباشرة الى الميزان لشحن حقيبتي ولكن الموظفة الجالسة على الكاونتر قالت لي ان الميزان سيبدأفي الثامنة والتحرك في الحادية عشر صبرت مع الذين صبروا في المطار لان ابني عاد بعد ان اطمأن علي دخولي الى صالة المغادرة ولم اشأ اقلاقه بعد ان اقلقت منامه معي ولكن المفاجات لم تتوقف بعد ذلك بصورة درامية حيث فوجئنانحن ركاب هذه السفرية بتمديد وقت وصول طائرتنا اكثر من مرةلاسباب لانعلمها ولم يحاول اي مسؤول توضيها لنا بعد ان اكملنا كل اجراءات المغادرة من استلام العفش واعتماد تاشيرة الخروج وختمها وادخالنا الى صالة المغادرة الاخيرةحيث امضينا حوالي الساعة وسط تعليقاتنا وتندرنا على مايجري لنا ونحن ننتظر بص الترحيل الذي يوصلنا الى الطائرة فوجئنا بمن ياتي الينا معتذرا وانه مضطر لاخذنا للفندق لنرتاح هناك حتى التاسعة مساء موعد اقلاع الطائرة وكنا بالطبع من ناحية قانونية خارج البلاد رغم اننا عمليا لم نغادرها لذلك لم يكن هناك مفر من اتباع اجراءات المسؤولين بسودانير الذين لم يقصروا معنا منذ ان بدأ توترنا يصل الى اسماعهم وقبل ترحيلنا الى الفندق حدثت احتجاجات مبررة من كل الركاب سودانيين وارتريين وبيننا عرسان في طريقهم لقضاء شهر العسل في ارتريا واطفال وكبار السن ومن هو مرتبط بسفرية اخرى من اسمرا بمواعيدمحددة انتهى بنا الامر للامتثال والتوجه للفندق بعد ان جمعوا جوازات السفر واركبونا حافلةتعبانة لا ندري من اي اتوا بها لتقلنا الى الفندق لم تنته حكايتنا العجيبة مع سودانير فبعد ان عادوا بنا في التاسعة مساء للمطار اخبرونابانه لابد من العودة مرة اخرى الى الفندق كانت الساعة وقتها الواحدة من صباح يوم الخميس وكانت الحجة هذه المرة ان الكابتن رفض قيادة الطائرة لان الساعات القانونية المقررة لطيرانه قد اكملها مرة اخرى اضطررنا الى العودة الى الفندق وسط تساؤلات مشروعة عن الكابتن البديل في مثل هذه الحالات عدنا الى فندق الحرمين الذي تفاجأ ت ادارته مرتين بهذا الفوج من العملاء لتشرع في اعداد وجبة لهم وسط نوم متقطع لليوم التالي على التوالي اتصلوا بنا في الرابعة والنصف فجرا ليستعجلوا ذهابنا للمطار للحاق بالطائرة التي من المقرر ان تقلع بنا الى اسمرا اخيرا اقلعت بنا الطائرةبعد تاخير استمر اكثر من عشرين ساعة ساعتها تذكرت لماذا اطلق اهلنا المصريون على ناقلنا الجوي اسم ستهم لانها كما حدث لنا عمليا تجيئ على كيفها وتقوم على كيفها نورالدين مدني جريدة السوداني الخرطوم 0912354222