كلام الناس *عندما قامت الانتفاضة الشعبية عام 1985 كنت أعمل في صحيفة الصحافة وقتها حاول بعض الصحفيين الشباب الانتفاضة على إدارة التحرير رغم أنهم كانوا يعملون في صحافة مايو ذاتها؛ لكن في اجتماعت التحرير حدثت مكاشفة ومواجهة أقنعنا فيها شباب الصحفيين بأنه من الظلم الحكم على الآخرين بإسقاط تاريخهم المهني ومواقفهم بمجرد تغيير النظام السياسي. *تذكرت هذا إبان حوار دار بيني وبين رمز من رموز المعارضة في زمن سابق أيضا استنكر فيه متسائلا كيف أكتب في صحيفة (القوات المسلحة) في أوائل أيام الإنقاذ؟ دون أي اعتبار لما كتبته؛ وأنني ما زلت حتى الآن أعتز وأفتخر بكتاباتي تلك؛ وفي رأيي ليس المهم أين نكتب، وإنما الأهم هو ماذا نكتب، وينبغي أن يكون التقييم لطبيعة الكتابة وليس أين كتبت ولا في أي عهد كتبت. *نقول هذا بمناسبة ثورة شباب الأحزاب على قياداتهم وعلى مجمل الأداء الحزبي، وهذه ظاهرة صحية نحتاجها تماما من أجل دفع الحراك الحزبي وتعزير البناء المؤسسي والديقراطية داخل الأحزاب الأهم للمعافاة السياسية، لذلك نحن نشجع الحراك الشبابي داخل الأحزاب ونرى ضرورة دعمه من أجل ضخ الدماء الحارة في شرايين الأحزاب حتى لا تتكلس. *إلا أننا نقول للشباب أيضا إنه من المهم التعامل مع قيادات الأحزاب بموضوعية بعيدا عن محاولات اغتيال شخصياتهم وهدم تاريخهم بدعوى التغيير المنشود؛ ولأنه لا يمكن تعميم الأحكام خاصة وأن الحراك الحزبي يختلف من حزب لآخر، ساركز على الحراك الحزبي داخل حزب الأمة القومي برئاسة الإمام الصادق المهدي على سبيل المثال لا الحصر. *إن حزب الأمة القومي يحتاج مثله مثل غيره من الأحزاب إلى تعزيز الديمقراطية والمؤسسية في بنائه الداخلي ولكن لا يمكن القول بأنه: (خلال أربعين عاما لم ينتج أدبا سياسيا يحتاجه الواقع السياسي الآن) كما قال بذلك صديقنا الأستاذ حسن إسماعيل في (السوداني) عدد الأحد الموافق 18سبتمبر الجاري، فهذه مغالطة ظاهرة لكل مراقب محايد لأن الأدب السياسي لحزب الأمة القومي مطروح ومتداول إعلاميا أكثر من غيره من الأحزاب. *كما لا يمكن وصف كيان الأنصار بأنه كيان ديني معبأ جهاديا لأنه والحق يقال طور نفسه بقيادة الأمير عبد المحمود أبو، الأمين العام لهيئة شؤون الأنصار برعاية وتوجيه إمام الأنصار الصادق المهدي، واستطاع عمليا مواكبة مستلزمات الصحوة الدينية والحراك السياسي، وظل متفاعلا بصورة إيجابية مع كل المستجدات المحلية والاقليمية والدولية ليس فقط بالرأي وإنما بالمشاركة الفاعلة. *لذلك فالمطلوب من الشباب وهم يسعون لإحداث الإصلاح والتجديد والتغيير المنشود داخل أحزابهم أن يعدلوا في حكمهم على قياداتهم وتنظيماتهم حتى يتم الإصلاح السياسي على أسس سليمة معافاة.