توفي وهو في عنفوان شبابه زميلنا الطبيب الأخ العزيز يحي صالح مكوار منتصف نهار أمس الجمعة السعيدة إلي رحمة مولاه بعد معاناة وصبر شديد من مرض عضال لم يمهله طويلاً. هذا ثالث صديق من جماعة شقيقي وعديل (مولانا الاخ الطاهر) يغادر الفانية خلال أقل من سنة. حزنت علي رحيله الابدي وكان هو يرجي منه كثيراً. اللهم أغفر له وارحمه واجعله في عليين وأعلي جنان الفردوس مع الشهداء والصديقين. لقد كان بحق خلوقاً فاضلاً ممسكاً لسانه عن لغو القول وثرثرة لا تسمن ولا تغني من جوع. وكان متمسكاً بمبادئه السياسية التي يُؤْمِن بهاطيلة عمره لم يخف من سجن قد سجن فيه ولا سجان ولا تشرد في بلاد الشتات قبل عودته النهائية للوطن بل كان يخاف ربه ونظيفاً في كسبه وسلوكه ومهتماً بأسرته ورحمه وهموم وطنه. الحمد لله الذي أكرمه بالرحيل إلي السماء يوم الجمعة ساعة كان فيها الناس يصطفون في المساجد يذكرون الله ويؤدون شعائر صلاة الجمعة. اللهم لا تفتنا بعده ولا تحرمنا أجره . أعزي من القلب أسرته ، فحزننا والله لكبير علي رحيله حيث كان نعم الشاب المستقيم الصالح الخلوق عفيف النفس واللسان وصاحب الوقار الآسر. كان محترماً عند الناس وربّي أسرة علي مستويً عالياً من الرقي. وإن هو غادر إلي دار الخلود وهي إرادة الله ومشيئته المحتومة لكل نفس لتلاقيه فإن الفراغ سيظل حقيقة ملموسة من خلفه لا يسعه شيء ولكن يبقي العزاء أنه قد ترك زوجة ناضجة صالحة ومسؤلة وذرية قد تربت علي مكارم الأخلاق والسلوك الحسن. إن الله سبحانه صاحب الجود والكرم سيتولاهم والحياة بإذن الله ستسير قافلتها لإكمال ما يمكن من إكماله لتلك الرحلة التي ترجٌل والدهم عنها في إحدي محطاتها ( الفانية بدورها) مودعاً إلي غير رجعة ومستودعاً الله الذي لا تضيع ودائعه أبناءاً وبناتاً لا يزالون في طور النمو كان ينتظر أن يري عطاءهم لوطن نذر نفسه له. اللهم أغفر له وارحمه واجعل قبره روضة من رياض الجنة . اللهم أجعل من مرضه وصبره وصبر أهله درجات تعلو به في أعلي جنان الفردوس . اللهم أجعل البركة في ذريته وانزل عليهم رحمتك والسكينة والسلوان وأختم عليهم بخاتمة سعادة الدارين وعمر مديد كله نجاحات وتوفيق في كل الأمور. اللهم لا تفتنا بعده ولا تحرمنا أجره. إنا لله وإنا إليه راجعون عزائي لجميع أهله وأقاربه خاصة أسرته وزوجه الذين تربطني بهم صلة نسب وكل آل ابن عوف أعمام زوجة المرحوم خاصة الاخ د جعفر الذي كان د يحي يعمل معه زمناً طويلاً بمستشفي جعفر بن عوف لحوادث الأطفال بالخرطوم وكان نعم الشاب المتفاني وشعلة تحترق، في توفير الدعم المالي من الخيرين والدواء وخدمة المراجعين. له الرحمة من عند رب رحيم وكريم. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.