عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. في هذه الزاوية قبل ايام تطرقنا لتأخير ولاية غرب كردفان عن رصيفاتها من الولايات الاخرى،التي كونت حكومة الوفاق الوطني مبكرا، كإستحقاق مخرجات الحوار، وقد ركزنا على زيارة نائب رئيس الجمهورية حسبو في اواخر اغسطس الماضي، والتي خصصت لانزال برنامج حملة جمع السلاح الى ارض الواقع، وما صاحب تلك الزيارة من مشاهد وشواهد،!!اشرنا يومها الى ان الاهتمام بإنفاذ مخرجات الحوار في مثل هذه الزيارة، يمثل ضرورة حتى لا تغرد الولاية خارج السرب،مع ذلك لم يحدث شئ يذكر؟؟ عاد نائب الرئيس هذه المرة للولاية في زيارة،لحضور توقيع إتفاق و صلح بين قبيلتي (حمر والمسيرية) في النزاع الذي نشب مؤخرا بقرية( ام چال) وكذلك متابعة امر الديات المتأخرة في النزاع بين (الزيود واولاد عمران). زيارة نائب الرئيس لم تخلو هذه المرة من اهتمامه بعملية (جمع السلاح) إلا ان حكومة الوفاق الوطني قد وجدت حظها من التشاور بين الوالي ونائب الرئيس، على هامش الزيارة. وقد شهدت إحدى جلسات الزيارة المخصصة للإطمئنان على سير عملية جمع السلاح، مشادات كلامية بين نائب الرئيس واحد المعتمدين بالولاية، في إجتماع تقيمي لعملية جمع السلاح التي شابها البطء حسب رؤية نائب الرئيس ،وقد ارجع المعتمد هذا البطء الى عدم الوفاء بإلتزامات نائب الرئيس من دعم (لوجستي) للحملة، الامر الذي اثار حفيظة النائب وهيج غصبه!!؟ بينما خرج المعتمد مغاضباً من الاجتماع حسب ما اوردته الاخبار؟؟!! المشادة الكلامية اعقبها حل حكومه (بركة)وتكوين الحكومة الجديدة في اقل من 24 ساعة، وادت (حكومة جمع السلاح الوطني) القسم مباشرة صباح الثلاثاء بعاصمة الولاية الفولة؟؟ المجتمع المحلي بالولاية ابدى امتعاضه، من عملية (التدوير) و(لعبة الكراسي) التي ظلت تمارس لاكثر من خمس سنوات في هذه الولاية، في وقت كان الجميع يتفاءل بان تأتي رياح التغيير بتجديد في الولاية مع بداية عهد حكومة الوفاق الوطني، بداية من (راسها) والذي بدأ الرهان على نجاحه والتفاؤل به ضئيل جدا، إلا ان ما ادلى به الريئس البشير في زيارته الاخيرة لولايات دار فور، جاء كطوق نجاة لولاة غضب الشارع عليهم وبغضهم !! الرئيس قطع الشك باليقين حينما قال(انا البعين) !!؟؟ذلك يعني ان امر تعيين الولاة يرجع له وحده؟؟!! وانه راضي عن الولاة الذين يعاونونه وهم محل ثقة له, بهذا القول يكون السيد الرئيس قد ضرب حزبه في مقتل،و من هنا وجدت غرب كردفان وواليها،الدعم الرئاسي الكبير الذي شكل سياجا منيعا وطوق نجاة، يحول بين الجماهير وإرادتها، في من احق بالجلوس على كرسي الرجل الاول في الولاية!! هذه الحصانة (الفوقية) جعلت الولاية وحكومتها (ملطشة) بين يدي حزب شائخ يفتقر للتجديد في قيادته، لا يحرك ساكنا، وان الآ مر و الناهي فيها هو الرجل الاول، وهذه حالة من حالات (الدكتاتورية الحديثة) التي تغيب معها الاسس والمعايير، وتصبح الشورى سمعا وطاعة، أي نفذ ثم (لا) تناقش!!؟ التردي الذي شهدته الولاية بسبب الصراعات والتفلت الامني،وضعف الخدمات فيها، شكل رايا عاما بان الذين يقودون (دفة)الحكم في هذه الولاية،اقل من ان يتحقق على ايديهم الطموح المنشود، من استقرار وامن وتنمية، متمثلة في ابسط مقومات الحياة، وهي في الاصل حقوق واجبة و مستحقة، وليست منحة تتصدق بها الحكومة على المواطن!! فعندما يصبح الحديث عن الامن من الخوف،والاطعام من الجوع، فالمسألة أكبر من ان يحتملها انسان غرب كردفان الذي صبر كثيرا، على (رقاع الشطرنج) التي عجزت ان تقدم للمواطن ما يجعلها محل تقدير وإحترام طيلة السنوات الخمس الماضية؟؟ ولم تشهد الولاية منذ عهد احمد خميس،اي تطور يذكر، ولا برنامج طموح يمكن قياسه بمؤشرات و نسب توضح بالضبط تقدم المشروع او تخلفه، فالطرق مثلا، ظلت عبارة عن ردميات يتكرر (جرفها) او (ردمها) كل عام ،بل اصبح الطريق يفتتح اكثر من مرة، ترمى على جوانبه الآليات ايذاناً ببدء المشروع،ولكن سرعان ما تختفى عن الانظار في لمح البصر، ويكون الحال، عودة (حليمة لقديمها)؟؟!! مياه الشرب حدث ولا حرج،ففي بعض المدن يصل سعر برميل (الموية) الى اكثر من (خمسة وعشرين) جنيها الكهرباء قد صارت حلما لدى الكثير من مدن هذه الولاية، على الرغم من مرور الخط القومي الناقل للكهرباء عبرها، متجهاً نحو ولايات دار فور والدول المجاورة، والتي نخشى ان تكتمل حاجتها من الكهرباء قريبا، بينما تتمتع غرب كردفان (بسماح الوصف)؟؟ كل هذا التخبط، لعدم وجود برنامج واضح لحكومة الولاية، ورؤية شاملة لها، فهي عودتنا دائما ان تغرق في شعارات، تتوهم انها انجازات ،ففي دورتها الاولى كانت حكومة ما عرف بإعادة هيكلة (الادارة الاهلية)وما ادراك ما الادارة الاهلية ,ثم جاءت الحكومة في دورتها الثانية وبرنامجها هو (النزاعات والتصالحات القبلية)، لتأتي هذه المرة الحكومة الثالثة بعنوان عريض، وهو حكومة(جمع السلاح الوطني)...نواصل الوان