بسم الله الرحمن الرحيم *بعد مائة عام من وعد بلفور، ما تزال إسرائيل 'عطاء من لا يملك لمن لا يستحق'. ولن يجدي قرار ترمب بنقل سفارة بلاده إلى مدينة القدس في ضخ آخر جرعة مشروعية مطلوبة بشدة لبقاء الكيان الصهيوني. قرار ترمب لا تسنده مشروعية، ويفضحه ويعريه اعتذار وجهه قريبا سياسيون بريطانيون للشعب الفلسطيني عن وعد بلفور الذي سلب الفلسطينيين أرضهم تحت سياط* *الإمبراطورية المزهوة بقوتها. قرار ترمب لن يضفي مشروعية مفتقدة على الكيان الصهيوني لكنه سينزع من ترمب مشروعية الاستناد إلى القانون الدولي ويلحق تصرفه بزمرة التصرفات والأفعال والقرارات المهددة للإنسانية: برواية أخرى هذا القرار، ومثله من القرارات، كالعدوان على الشعوب، وغزوها، وسرقة تراثها، وتدمير تاريخها، واحتلال أرضها، هو والإرهاب، الذي تشكو منه الولاياتالمتحدة،* *تخرج كلها من عقلية خربة واحدة. ومحاولة ترمب الساذجة للاستناد في قراره على قرار سابق من الكونغرس الأمريكي بنقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس لا يثير سوى السخرية، فمتى أحلّ النظام الدولي وأجاز سلب أرض شعب* *معترف به وبحقه بقرار من برلمان شعب آخر. قرار ترمب اجهاض لكل مشروعات الحلول وكل مبادرات السلام الفلسطينية والعربية والدولية.* *إن الشجب والإدانات لجلاد يتلذذ بتعذيب الضحية سيفهم بأنه دعوة لمزيد من التعذيب. اللحظة لحظة تدبرعميق، وحشد لإرادات محلية ودولية ، وتعاون مع كل الأحرار في العالم لوقف هذا الظلم الصريح للشعب* *الفلسطيني، ولمنع الانهيار المحتوم للنظام الدولي على يد مغامرين أمثال ترمب لا يرون في البشرية سوى ذبائح ينحرونها احتفاءً بصفقاتهم التجارية.* *أولا، يجب دعم المقاومة الفلسطينية في تحرير أرضها وإقامة دولتها.* *ثانيا، يجب تحرك كل الدول والقوى* *السياسية والمنظمات للعمل على إفراغ هذا القرار من أي مضمون عملي إجرائي، وللتأكيد على وجوب إلغاء أية آثار عملية له.* *ثالثا، يجب إعداد قائمة إجراءات عاجلة تتفق حولها الدول* *والمؤسسات ردا على القرار بحيث تطبق فور أي شروع في تنفيذه.* *رابعا، التشاور* *والتخطيط والتعاون على تحديد مسارات عمل بديلة في مواجهة أية قرارات جديدة* *كالتي أصدرها ترمب.* *خامسا، قرار ترمب حدث تاريخي آخر يقرع آذان* *الفلسطينيين وينبههم إلى استحالة نيل حقوقهم في ظل الانقسام. على الفلسطينيين توحيد صفوفهم وراء مطالبهم المشروعة.* *سادسا وأخيرا، فإنه ما من شيء جرّأ ترمب على اتخاذ قراره سوى علمه بضعف الأمة وهشاشتها، والدرس المستفاد من ذلك يتجسد في استرداد عافية الأمة من خلال مشروع سياسي يرسخ أركان الحكم الراشد والتنافس الحر الشريف، ويحمي حرمات الناس ويمنحهم حقوقهم المشروعة.* *د. غازي صلاح الدين العتباني* *رئيس تحالف قوى المستقبل للتغيير* *وحركة الإصلاح الآن* *19 ربيع أول 1439 _ 7 ديسمبر 2017م*