غالبا ما تتم اعتقالات الامن للمناوئين للنظام في ساعات (بايخة) جدا ، يعني مثلا ما القصد من اعتقال شخص في الثالثة صباحا فلا هو اكمل نومه ولا هو اكمل يقظته .. المقصود طبعا هو تحقيق الاتي: - اكبر صدمة ممكنة للمعتقل واسرته . -عدم حدوث لفت انتباه للناس والجماهير. -افتقاد المعتقل القدرة على التركيز. - عدم وجود حماية قانونية سريعة للمعتقل حيث يكون العالم كله ساكنا. - عدم وجود جهات تعمل ليلا يمكن اللجوء اليها للاستقصاء والتحري. - اشباع العقلية الامنية لشعورها بخطورة ما تقوم به واهميته. نعم الاعتقالات التي تتم غير مشروعة وفقا للقانون .. لأنها ضد الضمانات القانونية وفوق ذلك كله فهي تفتقر لأدنى مستحقات الاعتقال كوجود جريمة وقعت بالفعل أو احتمالية هروب المعتقل وخلافه . هذا اصبح شيئا عاديا عندنا طبعا في ظل هذا النظام الغريب الذي لا يخشى الله بقدر ما يخشى امريكا التي كانت (زمان) قد دنا عذابها... لا بأس من اعتقالات ولكن المرفوض هو التعذيب... الآن هناك اقاويل وشائعات حول اعادة علي عثمان للوجود السلطوي ، وشائعات باعادة الاسلاميين للسلطة بشكل عام حيث يبدو ان البشير يشعر بقلق من استبعادهم او تهميشهم او ربما يشعر بضعفه وعزلته وهم بعيدون عنه بالاضافة الى تحركاتهم المناوئة له بعد فقد الكثيرين منهم لعروشهم التي شيدوها... ما يهمني في عودة الاسلاميين للسلطة هو بالضرورة عودة بيوت الاشباح وعمليات التعذيب ، فالوحشية والجبن واللا اخلاقية هو ديدن الاسلاميين وهو ما يتأصل في عقولهم الخاوية الا منه ... ولذلك اتوقع بعودة علي عثمان تغيير شامل لجهاز الأمن وربما اعادة الامن الاسلاموي الشعبي من جديد ليكون جسدا امنيا موازيا وقادرا على القيام بالمهام القذرة بسهولة. وبعودة الاسلاميين هذه المرة فمن المتوقع أيضا عودة سماعنا لأخبار سقوط الطائرات من جديدة ... فالاعداء زادوا كثيرا ..والصراع محموم حول وليمة السلطة والثروة.. كل ذلك يجب ان نقف له (كقانونيين) وقفة صلبة ، وان نستعد منذ الآن للقيام برقابة دقيقة وعميقة في آن واحد لأي عمليات اختفاء قسري او تعذيب. انني اقترح ان نشكل جسدا قانونيا لمراقبة مدى احترام حقوق وحريات المواطنين ومدى احترام الاجهزة الأمنية من شرطة وامن للضمانات التي كفلها المجتمع الدولي عبر الاتفاقيات والمعاهدات الدولية للافراد المدنيين . لابد من تشكيل جسد قانوني متخصص في مراقبة وملاحظة وتوثيق اي انتهاك للقانون والقانون الدولي والاعراف الدستورية ، وارسال كافة الوقائع المنتهكة للقانون الى المنظمات والاجهزة والوكالات الدولية لمراقبة النظام مراقبة لصيقة . فلولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لانتهكت كل الحقوق والحريات ..ومن هو قوي باطش جبار سخر الله فوقه من هو اقوى واكثر منه بطشا. لابد من تكوين هذا الجسد المستقل عن اي حزب سياسي ، ليكون عمله فنيا وتكنوقراطيا محضا. جسد يراقب بصمت ويعمل بصمت. ان عمليات التعذيب التي قام بها الاسلاميون في الماضي لا يجب ان تدفن تحت التراب ، بجب ان نحيي مأساتها وذكراها كل مرة ، حتى تأتي ساعة الحساب .. وانها اقرب لو تعلمون من حبل الوريد... انني ادعو القانونيين الحادبين على مقدساتنا الحقوقية ادعوهم للتنسيق من اجل انشاء وحدة قانونية لمراقبة ضمانات المتهمين اثناء الاعتقال . نعم قد تكون هناك محاولات شبيهة لكن ما قد يميز هذه الوحدة هو انها تعتمد على المحور الفني وليس السياسي لتحصل على مصداقية وموثوقية اكبر لدى الجهات ذات الصلة.. اذا كنا نعتقد اننا ضعاف امام بطش نظام كامل فهذا الاعتقاد خاطئ تماما ... فنحن لسنا في كوكب معزول ، هذا العالم اليوم صار مفتوحا على مصراعيه ، مع وسائل الاتصال الحديثة ، والسودان نفسه تحت المجهر باستمرار لا ينقطع .. والنظام نفسه تحت الرقابة الدولية شاء ذلك ام أبى .. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.