ان استراتيجية العلاج بالصدمة هي من اشهر الفلسفات التي عرفها المشهد الاقتصادي العالمي في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية ، يعتبر الاقتصادي الامريكي #ميلتون فريدمان البروفيسور في جامعة شيكاغو من اشهر منظري هذة الفلسفة النيوليبرالية ، وتقوم هذه الاستراتيجية على استغلال الاحداث الخطيرة مثل: الانقلابات العسكرية ،الهجمات الارهابية ،الكوارث الطبيعية والانهيار في الاسواق الاقتصادية ، وتنطوي على فرض سياسات اقتصادية قاسية عادة ما يرفضها المجتمع . وتشمل هذة السياسات : خفض قيمة العملة المحلية وزيادة الضرائب ورفع الدعم عن اسعار السلع والخدمات الاساسية وتركها لسيادة منطق السوق . جوهر هذه الفلسفة استنبط من تجارب اجراها علماء النفس في خمسينيات القرن الماضي وكان هذة التجارب النفسية تشمل استخدام الصدمات الكهربائية او (التعذيب المجازي ) كما تسمية الCIA وذلك بهدف تحويل ادمغة المرضى الي صفحة بيضاء كي تقبل ما كانت ترفضه في السابق . ويعتقد #فريدمان ان سرعة هذه التحولات الاقتصادية ستثير ردود افعال نفسية في اوساط المجتمعات وبالتالي ستسهل عملية التكيف استنادا الي مقولة ميكافيلي (ان الاصابات التي تقع دفعة واحدة يكون وقوعها اقل ايلاما وبالتالي اقل ايذاء . ان فلسفات مدرسة شيكاغو التي يتخذها البنك الدولي WB وصندوق النقد الدولي IBRD كوصفات علاجية قاسية قد تجرعتها بعض دول افريقيا و امريكا اللاتينية مثل تشيلي في عهد الديكتاتور اوغستو بينوشيه حينما كان فريدمان مستشارا له في سانتياغو 1974 بالاضافة الي الارجنتين والسلفادور ولم تسلم القارة الصفراء مثل اندونيسيا سوهارتو وعراق صدام حسين عن طريق المبعوث #بول بريمر ، فقد تمت عملية خصخصة كبيرة وتقليص دراماتيكي لدور الدولة. وعلى هذا الاساس فقد وضعت مؤسسات بريتون ووذ الاقطار الاقل نموا بين مطرقة الخصخصة والتسليع وسندان الموت وهذا بالضرورة حتمي بسبب استخدام الديون كورقة ضغط لتجرع هذا الترياق المر . #اما السودان فهو الان في مرحلة الاستجواب القسري لهكذا سياسات ،وبالتالي ستتلاشى المسؤلية المجتمعية للدولة ويضمحل دورها وتظل مكتوفة الايدي ويحل محلها السوق الذي ينظم نفسه بنفسه كما يعتقد منظري الليبرالية الكلاسيكيين والنيوليبرايين على حد سوا .وهو مايمكن ان نسميه بعولمة النصاب السياسي في القرن الحادي والعشرون . #السؤال : هل طبقت استراتيجية العلاج بالصدمة الاقتصادية في امريكا وبريطانيا اللتين تعتبران مهد النيوليبرالية التاتشرية والريغانية ؟ ؟؟ علما بأن هذة البلاد ما زالت محتفظة بنظام الرعاية الاجتماعية والضمان الاجتماعي والمدارس الرسمية ...الخ . #وكيف نصنف اقتصاد بلد كفرنسا ، اذ ان الدولة تسيطر علي 80% من حجم الاقتصاد والاستثمارت ؟؟؟ وهي كذلك محتفظة بنظام المسؤلية الاجتماعة . خلاصة القول ان اقتصادا هش ورخو كحالة السودان لايمكن ان يتعافى بهذا النوع من العلاج جرعة واحدة وانما يحتاج الي قاعدة اساسية واستقرار معقول نسبيا ومعالجة المشكلات الهيكلية الملازمة للأقتصاد السوداني منذ ميلاد الدولة الوطنية وتفاقمها الأن اكثر من اي وقت مضى ،وذلك قبل الاقدام علي مرحلة الخصخصة والتسليع والتفسخ من المسؤلية الاجتماعية . وفي اغلب الاحوال فان النتيجة بلا شك تفاقم الفقر واختلال التوازنات الطبقية ومن ثم اهتراء النسيج الاجتماعي وانفجاره . عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.