تتفق النخب وعامة الشعب النايجيري على نزاهة ونظافة يد الرئيس النايجيري الحالي محمدو بخاري والذي سبق له ان حكم البلاد إثر إنقلاب عسكري على الرئيس المنتخب ديمقراطياً شيخو شقاري في العام 1983 قبل ان يطيح به الرئيس الأسبق ابراهيم بابنجيدا في إنقلاب في العام 1985. ولسيرة بهاري الناصعة في محاربة الفساد والمفسدين خلال فترة حكمة القصيرة عملت مجموعات ضغط عديدة في دوائر السياسة والأعمال على عدم السماح بفوزه في المعارك الإنتخابية (إنتخابات 2003، 2007، 2011) التي خاضها في أعقاب عودة الديمقراطية والحياة الحزبية لنايجريا عقب وفاة الرئيس العسكري ساني أباشا في العام 1998. غير أن جائحة بوكو حرام التي ربما لم تعرف نايجريا مهدداً للأمن القومي مثلها وما شاع عن فساد واسع لحكومة الرئيس السابق GoodLuch Jonathan التي فشلت في تفسير عدم توريد عشرين مليار دولار في حسابات البنك المركزي تمثل قيمة مبيعات نفط خام، قد جعلت قطاعات واسعة من الشعب النايجيري تقتنع بالحاجة إلى رئيس في حزم وعزم محمدو بهاري. وهكذا تمهدت السبل لفوز محمدو بهاري في العام 2015 كأول مرشح للمعارضة يستطيع الفوز على رئيس في سدة الحكم Incumbent President. وقد شهدت سنوات حكم الرئيس السابق جوناثان تولي منصب محافظ البنك المركزي من قبل سنوسي لاميدو سنوسي سليل الأسرة الحاكمة في أمارة كانو والذي تولي الأمارة لاحقاً عقب عزله من منصب محافظ البنك المركزي لإصراره على إثارة موضوع إختفاء العشرين مليار دولار. وقد خاض السيد سنوسي خلال سني شغله موقع محافظ البنك المركزي بين عامي 2009 والعام 2014، حملة واسعة وعميقة من الإصلاحات أفضت إلى إسترداد مبالغ طائلة وتحقيق مقادير عالية من الإنضباط والشفافية والمحاسبية في النظام البنكي وساهم في خفض التضخم إلى رقم آحادي واحد في أكبر الأقتصادات في أفريقيا الأمر الذي آهله للفوز بجائزة Emerging Markets Magazine المرموقة لمحافظي البنوك المركزية لإقليم جنوب الصحراء بواشنطن لثلاث مرات متتالية. ولم يقتصر السيد سنوسي لأميدو على دوره في الحرص على الصحة العامة للنظام النقدي لنايجريا بل طفق يدعو لإصلاحات شاملة في النظام الإقتصادي والإجتماعي للبلاد من خلال المعلومات والدراسات القيمة التي أشرف على تطويرها وأبانت مفارقات خطيرة في الشأن العام كالقطاع الزراعي الي يمثل 30% من إقتصاد البلاد ويحصل فقط على 1% من التمويلات المصرفية، وقطاع الصناعات الصغيرة والمتوسطة والذي يمثل 40% من الإقتصاد ويحصل على 3% فقط من التمويل البنكي، والقطاع الحكومي الذي يستأثر ب80% من الدخل الحكومي. وأمعن في السخرية من أوضاع بلاد تستورد ما تملك كاستيراد معجونات الطماطم والبلاد منتج رئيس للطماطم، وإستيراد المشتقات البترولية والبلاد سادس دول الأوبك تصديراً للنفط، وتصدير الكهرباء للنيجر والبلاد تعاني القطوعات، وتصدير الديمقراطية بواسطة الرئيس العسكري الأسبق ساني أباشا الذي نظم في ليبيريا إنتخابات حرة ونزيهة. ودعا مالم سنوسي لاميدو إلى إصلاحات إجتماعية شاملة في الشمال النايجيري من خلال مخاطبة الأسباب الجزرية التي أدت إلى ظهور حركة بوكو حرام وذلك من خلال إدماج خريجي الخلاوى والمعاهد الدينية في الحياة بتجاوز الهندسة الإجتماعية التي عمد لها الإستعمار بنقل العواصم في غرب أفريقيا إلى السواحل وربطها بأوروبا وعزل مدن الداخل ككانو والتي كانت حواضر مزدهرة وغنية، عن الحراك الإقتصادي والحضاري. وتسآل لماذا لا تكون العربية لغة تدريس لكليات طب بالشمال النايجيري كما في مصر. كما دعا إلى تحديد سن للزواج في الشمال النايجيري والإستيثاق من مقدرة الرجال على الوفاء بإحتياجات الأسر قبل السماح لهم بالتعدد، وغير ذلك من القضايا الإجتماعية التي كان مسكوت عنها خاصة في مجتمع الشمال النايجيري الغارق في التقاليد المتوارثة. بل ما زال السيد سنوسي يوالي دعواته الإصلاحية في خارج البلاد وداخلها رغم ما يمليه عليه موقع أمير لأهم ولايات الشمال النايجيري من تحفظ في تصريحاته وعله بذاك النهج يهدف إلى تثوير المقام الأميري وجعله إماماً للتغيير والتثوير الذي يجب أن تمضى عليه البلاد في بلاد تمثل ربع سكان القارة الأفريقية 170 مليون نسمة. ولاريب أن ثورة مالم سنوسي ستكون لها آثار هامة في مسيرة نهضة كبرى الدول الأفريقية سكاناً وإقتصاداً وتنوعاً وموارداً في مقبل الأيام. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.