انتقد حزب المؤتمر السوداني التعديلات الوزارية التي أقرها الحزب الحاكم وقال المهندس عمر الدقير رئيس الحزب ل(الجريدة): شهدت البلاد خلال فترة حكم الإنقاذ تشكيل العديد من الحكومات أو تعديلها، بينما تزداد الأزمات صغثاً على إبالة، وذلك لأن التغيير لا يطال المنهج والسياسات التي أنتجت الأزمات، بل هو أشبه بتحريك القطع على سطح طاولة الشطرنج، وأضاف: ظلَّ أفراد المؤتمر الوطني يتبادلون المواقع والمنافع منذ عام 89 في مسيرٍ عبثي مأساوي لا زاد لهم فيه سوى شهوة السلطة وفقر الخيال وانعدام الرؤية. وأوضح الدقير أن المفارقة في التعديل الوزاري الأخير أنه لم يشمل الطاقم الاقتصادي، بينما معالم الفشل الحكومي تتبدى حالياً في الأزمة الاقتصادية والمعاناة الحياتية التي تطحن السودانيين، ما يعني أنهم موعودون بمزيدٍ من المعاناة. ووصف رئيس المؤتمر السوداني الواقع السُّوداني بأنه أصبح مُثقلاً بتراكم الأزمات لدرجةٍ تعيد للأذهان سؤال الكينونة الشكسبيري وتهدِّد بانهيار الدولة، مشدداً على أنَّ أية حكومة تخرج من رحم المؤتمر الوطني وبذات النهج الذي لا يعرف النقد والمراجعة والمحاسبة، لن تكون إلَّا كسابقاتها في الفشل وحصاد الهشيم، وقال: "ليس هناك ما يحمل الشعب السوداني على التفاؤل بالتعديل الوزاري الأخير ما دام تداول مفاصل السلطة الرئيسيّة محصوراً في أهل المؤتمر الوطني الذين جرَّبهم أكثر من مرة وتلوَّثت أياديهم بإحداث كلِّ هذا الخراب والدمار، اللهم إلّا إذا كان من الشروط الجديدة للوزارة أن يذهب شاغلها للاغتسال في بحيرة أخيلوس التي تعيد كلَّ من يغتسل فيها إلى الرُّشد والطهرانية كما تقول الأسطورة الإغريقية"، وأضاف: لقد جاوز سيل المعاناة التي تعصف بالسودانيين كل الزبى ولم يعُد التدهور الاقتصادي والاحتقان السياسي والاجتماعي يحتملان المزيد من اضطراب عقل السِّياسة وأردف أن بركان الغضب الشعبي الذي يغلي تحت ضغوط الأزمة الاقتصادية، لا بدَّ أن يصل درجةً يقذف فيها بحممه إلى الشوارع بحثاً عن التغيير والخلاص من كل هذا العناء والشقاء.