تسوق الحكومة ممثلة فى وزارة الصحة الولائية بالبحر الاحمر لحملة التوعية بمخاطر مرض الايدز عبر لوحات كبيرة تطالعك فى شوارع المدينة تقول ( نحن نثق فى سلوكك وحفاظك على أسرتك ) اضافة الى اعلانات الفحص المجانى للراغبين والشعار يذكرنا بالشعارات التى تبخرت مع الايام مثل ( نأكل مما نزرع ونلبس مم نصنع ) بالنسبة للشق الاول من الشعار كيف يمكن لحكومة أن تثق فى سلوك شعب يقع 90% منه تحت خط الفقر ومعلوم أن الفقر هو مصدر الفقر هو مصدر الشرور والاثام والخوف هو الاب الشرعى لكل أفات السلوك وأن أهم ما يحتاجه الانسان ليعيش حياة طبيعية هوضمان أمنه ورزقه قال تعالى ( الذى أطعمهم من جوع وأمنهم من خوف ) ونحن شعب نعانى متلازمة الجهل والفقر والمرض فالحكومة بدلا من العمل الجاد للتخلص من هذا الثالوث وضمان الحد الادنى من الحياة الكريمة للمواطنين تطلق الشعارات الجوفاء وتسلك كل ما من شأنه زيادة الفقراء فقرا والاغنياء غنى ففقد الالاف وظائفهم بأسم الضالح العام والخصخصة واعادة الهيكلة ودخل الالاف من المزارعين السجن بسبب الاعسار وفقدت الاف الاسر عائلها فى حرب الجنوب وحرب دارفور وتمدد الفقر شرقا وغربا وجنوبا وشمالا وأصبحت البيئة مهيأة تماما للفساد بكل أنواعه فزادت معدلات الاعتداء على المال العام والرشوة والاحتيال والنصب والتزوير وأنتشرت جرائم القتل بدافع السرقة وجرائم اغتصام الاطفال والنساء بسبب تساهل القانون الجنائى وأرتفعت معدلات الحمل سفاحا حتى أن طبيبا تم القبض عليه مؤخرا بالخرطوم اعترف بانه أجرى (15) الف عملية اجهاض غير مشروع فى عيادته الخاصة مبررا ذلك بالعامل الانسانى بانقاذ حياتهن وسترهن ورغم ذلك امتلا مركز المايقوما للاطفال مجهولى الابوين حيث أعلن المركز عن استلام (50) طفل شهريا واخيرا أصبح الطلاب يقتلون بعضهم بعضا حتى فى مرحلة الاساس كما ظهرت أخيرا جريمة شاذة وغريبة لاتشبه هذا الشعب ولم يسمع بها من قبل حتى فى أكثر شعوب العالم اجراما وهى الانتقام باستعمال ماء النار لحرق الوجوه وتشويه خلق الله الذى سواه وعدله ( الذى خلقك فسواك فعدلك ) ووصلت هذه الجريمة درجة أن يقوم طالب جامعى بحرق وجه مدير جامعته ؟؟؟ فالحكومة ترمى الناس فى بئر الفقر وتقول لهم أياكم أياكم أن تبتلوا فى الانحرافات ونحن نثق فى سلوككم وحفاظكم على أسركم فأنت لا تجنى من الشوك العنب فمن أين للحكومة هذه الثقة ؟؟ لقد ضاق المواطنون ذرعا وهاجر الكثير منهم لدول الخليج ومصر بحثا عن لقمة العيش لكن لم يجدوها بالحلال فسعوا لها بالحرام ليبقوا على قيد الحياة وامتهنت بناتهم الدعارة حتى أن الاخبار الواردة من المملكة السعودية تتحدث ان معظم المقبوض عليهن فى بيوت الدعارة من السودانيات أما فى مصر فقد وصل الامر بالسودانيين لبيع كلياتهم من أجل البقاء أما الذين رفضوا التكسب من أجساد بناتهم ونسائهم فقد لجأووا الى السرقة والنهب وأمتلات بهم سجون دول الخليج ومصر والسعودية أما الاعلان عن الفحص المجانى لمرض الايدز للراغبين فالمقصود منه الذين لا يثقون فى سلوكهم الجنسى وهولاء لايمكن أن يفضحوا أنفسهم ويتعرضون للعزلة من المجتمع لان المرض أرتبط بالسلوك الجنسى الخاطى ولن يصدقك أحد اذا قلت أنك اصبت به بسبب نقل دم أو موس حلاقة أو قلامة أظافر أو كوافير أو ما شابه ذلك لإن الشخص الذى تخرج من مستشفى للامراض النفسية والعصبية لا يمكن أن يصدقه أحد اذا قال بأنه شفى من المرض ولن يحاول أحد أن يفضح نفسه مجانا وعلى الحكومة أن تعالج المرض الحقيقى وهو الفقر حينها ستزول جميع أعراضه لو كان الفقر رجلا لقتلته ESAM ELGEZOOLY [[email protected]]