إجتماع مهم للإتحاد السوداني مع الكاف بخصوص إيقاف الرخص الإفريقية للمدربين السودانيين    وكيل الحكم الاتحادى يشيد بتجربةمحلية بحرى في خدمة المواطنين    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    مليشيا التمرد تواجه نقصاً حاداً في الوقود في مواقعها حول مدينة الفاشر    ضربة موجعة لمليشيا التمرد داخل معسكر كشلنقو جنوب مدينة نيالا    مدير مستشفي الشرطة دنقلا يلتقي وزير الصحة المكلف بالولاية الشمالية    شاهد بالفيديو.. شاعرة سودانية ترد على فتيات الدعم السريع وتقود "تاتشر" للجيش: (سودانا جاري في الوريد وجيشنا صامد جيش حديد دبل ليهو في يوم العيد قول ليهو نقطة سطر جديد)    ضياء الدين بلال يكتب: نحن نزرع الشوك        أقرع: مزايدات و"مطاعنات" ذكورية من نساء    بالصور.. اجتماع الفريق أول ياسر العطا مساعد القائد العام للقوات المسلحة و عضو مجلس السيادة بقيادات القوة المشتركة    وزير خارجية السودان الأسبق: علي ماذا يتفاوض الجيش والدعم السريع    شاهد بالفيديو.. خلال حفل حاشد بجوبا.. الفنانة عشة الجبل تغني لقادة الجيش (البرهان والعطا وكباشي) وتحذر الجمهور الكبير الحاضر: (مافي زول يقول لي أرفعي بلاغ دعم سريع)    شاهد بالفيديو.. سودانيون في فرنسا يحاصرون مريم الصادق المهدي ويهتفون في وجهها بعد خروجها من مؤتمر باريس والقيادية بحزب الأمة ترد عليهم: (والله ما بعتكم)    غوتيريش: الشرق الأوسط على شفير الانزلاق إلى نزاع إقليمي شامل    أنشيلوتي: ريال مدريد لا يموت أبدا.. وهذا ما قاله لي جوارديولا    محاصرة مليوني هاتف في السوق السوداء وخلق 5 آلاف منصب عمل    سوداني أضرم النار بمسلمين في بريطانيا يحتجز لأجل غير مسمى بمستشفى    غوارديولا يعلّق بعد الإقصاء أمام ريال مدريد    امين حكومة غرب كردفان يتفقد سير العمل بديوان الزكاة    نوير يبصم على إنجاز أوروبي غير مسبوق    تسلا تطالب المساهمين بالموافقة على صرف 56 مليار دولار لرئيسها التنفيذي    محافظ بنك إنجلترا : المملكة المتحدة تواجه خطر تضخم أقل من الولايات المتحدة    منتخبنا يواصل تدريباته بنجاح..أسامة والشاعر الى الإمارات ..الأولمبي يبدأ تحضيراته بقوة..باشري يتجاوز الأحزان ويعود للتدريبات    بايرن ميونخ يطيح بآرسنال من الأبطال    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    العين يهزم الهلال في قمة ركلات الجزاء بدوري أبطال آسيا    مباحث المستهلك تضبط 110 الف كرتونة شاي مخالفة للمواصفات    قرار عاجل من النيابة بشأن حريق مول تجاري بأسوان    الرئيس الإيراني: القوات المسلحة جاهزة ومستعدة لأي خطوة للدفاع عن حماية أمن البلاد    بعد سحق برشلونة..مبابي يغرق في السعادة    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    خلال ساعات.. الشرطة المغربية توقع بسارقي مجوهرات    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    وزير الخارجية السعودي: المنطقة لا تحتمل مزيداً من الصراعات    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    أحمد داش: ««محمد رمضان تلقائي وكلامه في المشاهد واقعي»    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    ما بين أهلا ووداعا رمضان    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشيوعيون ومسك الديداب .. بقلم: شوقي بدري
نشر في سودانيل يوم 16 - 11 - 2018

الديداب هو اثر مرور البشر او الدواب على الأرض ومن العادة ان يتابع الانسان ذلك الخط ولا يحيد عنه . وعندما يسأل الغريب عن مسكن قرية او مزرعة يشيرون الى الديدان على الارض ويقول ،، امسك الديداب ده ،، .
لقد امسك الشيوعيون السودانيون بكل اقسامهم ديداب الماركسية ، اللينينية ، الاستالينية ، والماوية. تعامل القليل مع التروتسكية ونظرية الثورة الدائمة . الماركسية ليست عقيدة او دين سماوي انها نظريات اقتصادية اجتماعية وسياسية الخ . ومن المفروض ان تتطور وتلحق بالنموء والتقدم . وماركس لم يكن شيوعيا كان من الاشتراكيين ، ولم يكن هو المدرسة الوحيدة . واضطر ماركس للهجرة الى بريطانيا حيث دفن ليتجنب مضايقات بقية الاشتراكيين خاصة ومن اطلق عليهم اسم ،، الفوضويين ،، . وزميله انجلز والذي لولاه لما تمكن كارل ماركس من العيش والتفرغ للكتابة ودراسة المجتمعات وسياسة الدول الاوربية تطور الطبقة العاملة الخ .انجلزكان من يقوم بالصرف على ماركس واسرته ، كان من اثرياء الاوربيين ومن الطبقة البرجوازية بالرغم من انه كان عالما واشتراكيا عظيما . لم يتجه للبس الثياب الرثة وترك شعره ولحيته سوالفه تنمو بدون عناية ليثبت انه ثوري ومناضل . كان الشيوعيون السودانيون يمارسون هذه الاشياء ويتعمدون تربية الشارب الضخم بدون عناية وعدم حلق السوالف تشبها باستالين الذي كانوا يغنون له في قعدات السكر . استالين لم يمت استالين لن يموت ....استالين قد ترك الكرملين ليسكن في قلوبنا قلوب الكادحين .... واستالين من اكبر مجرمي العالم ولقد قام بمذابح في الاتحاد السوفيتي وخارج الاتحاد السوفيتي غير مسبوقة . وهتلر لم يقتل اهله الالمان . وربما كان عند استالين عداء للروس فهو ليس بروسي ، انه جورجي . ولهذا اسمه الحقيقي دوشكافيلي وهذا ليس باسم روسي . والذي مكنه من الحكم هو رجل المخابرات البولندي جيرزنسكي . الذي اغتال منافسه كيروف المحبوب الذي كان يبفوز في الانتخابات . ثم قاما بطرد واغتيال تروتسكي واتبعه بالمفكرين بخارين وزيننوف والقائمة طويلة . يكفي ان استالين قد اعدم 21 الف جندي وضابط بولندي في ظرف ايام معدودة بمحاكم صورية بعد نهاية الحرب . والبولنديين لم يحاربوا الاتحاد السوفيتي . بل كانوا تحت الاحتلال النازي .
ان لينين هو من انحرف بالاشتراكية الى البلشفية بما فيها من قهر تصفيات وتنافس استمر الى عهد قرباتشوف وانهيار كل المنظومة . فبعد فشل ثورة 1905 تغير التفكير الاشتراكي العقلاني والانساني . وعندما طرد المناشفة بقيادة بيليكانوف الذي بكي حقيقة على مصير الاشتراكية ، قال له تروتسكي الذي وصفه لينين بانه احسن منظم ومنظر للعمل البلشفي . وكان يفتخر قائلا اعطوني رجلا مثل تروتسكي . وشتم تروتسكي الرفاق من المناشفة وقال لهم لقد انتهى دوركم فلتذهبوا الى مزبلة التاريخ . وقال لينين انتم لا تصلحون للقيام بثورة انتم تصلحون لتنظيم حفلة شاي . وانتهى لينين معاقا ومشلولا بعد اطلاق الرصاص عليه ولم يطبق افكاره التي هي 48 مجلدا اشاهدها كل يوم في مكتبتي وهذا بعد اربعة سنوات من استلام البلاشفة السلطة . وطرد تروتسكي ولاحقه القتلة واغتالوه في المكسيك . العنف يولد العنف .
يتكلم الناس دائما عن اطاحة لينين بالقيصرية . وهذه كذبة كبيرة مثل ان الطاغية عبد الناصر هو اول رئيس لمصر ، والحقيقة ان محمد نجيب الذي تعرض للبطش الاحتقار والاهانة وتصفية ابنيه من نظام ناصر هو اول رئيس لمصر . وعند سقوط القيصر كان لينين في المانيا . ولقد تعاون مع اعداء بلده ومن كانوا يقتلون الجنود الروس . واعطاه الالمان 10 مليون روبل وسمحوا له بالدخول لروسيا لسحب الجبش الروسي من الحرب لتسهيل الضغط على المانيا لكي تتجه للجبهة الغربية .
لقد استلم صديق وزميل لينين الاكسندر كيرنسكي وابن استاذ لينين في المدرسة السلطة . وهو رئبس الحزب الثوري الاجتماعي المتحالف مع حزب العمل الاشتراكي . وتكون مجلس الدوما وتكون نظام ديمقراطي . وتكونت حكومة جديدة وكانت لها طوابع بريد تحمل صورة رأس الدولة كيرنسكي .عند محاولة انقلاب الجنرال لاقار كورنيلوف لاعادة القيصر تحالفت كل القوى الاشتراكية وهزموه . وسار الامر بطريقة معقولة . ولكن استلام البلاشفة للسلطة اتي بالبطش وعدم المعقولية وكان اغتيال اسرة القيصر المبعد . انتزاع الاراضي وتقسيمها بين المزارعين بطريقة عشوائية وهذا ما مارسه موقابي في زمبابوي وانهار الاقتصاد . وتمت مصادرة املاك الكنيسة وحورب الدين وبطش برجال الدين . والآن عندما تعود المسيحية بطريقة اقوي في روسيا بولندة كرواتيا . يحس الانسان بغلطة البلاشفة . هذه الاشياء لا تاتي بقرارات سريعة .فدور الكنيسة قد تلاشى في اوربا الغربية . وليس بالخبز وحده يحيى الانسان . ان للجميع الحق في العبادة والايمان بما يريدون . انها ابسط حقوق الانسان التي صادرها البلاشفة . كما صادر البلاشفة الحسابات المصرفية . لماذا نلوم الكيزان ؟ رفضوا الاعتراف بالديون الخارجية . هذا ما قام به عبد الناصر وادى لتخلف مصر وحصارها . تم تأميم كل المصانع ووضعوا على رأسها محاربين وبلاشفة ليس لهم معرفة بالادارة والتصنيع . وهذا يشبه حالة الكيزان عندما يصير امثال فضل جندي الجيش والسائق مسيطرا على بنك الخرطوم باركليز سابقا . ويصير دبابا مثل شريف مسيطرا على الخطوط البحرية السودانية لأن بن لادن قد وكله على حقوقه . ويتصرف فكي في مؤسسة اقتصادية ضخمة . سنعيش كاشتراكيين نطبق الاشتراكية في حياتنا اليومية وسنموت كاشتراكيين عقلانيين . وسننتقد الخطأ حتى اذا ارتكبناه نحن .
لماذا يتم استعداء وتحطيم الرفاق الذين يختلفون في تحديد المسار او الوسيلة للوصول الى الهدف . وهذا ما مارسه الحزب الشيوعي السوداني . واغتيال شخصية اول سكرتير للحزب عوض عبد الرازق ليس ببعيد . سألت الزعيم التجاني الطيب بابكر في منزله في القاهرة لماذا يحارب خالد الكد والخاتم عدلان بتلك الشراسة .... رده كان ....ديل طلعوا من الحزب ..... هل هنالك حدود وقطع رؤوس في العمل الجماهيري داخل الحزب ؟
لقد قلنا ونحن ندرس الفلسفة الماركسية ورأس المال في الجامعة .... اذا عاد ماركس اليوم الى الحياة فيجب ان يجلس في الفصل لكي يجتهد في دراسة الماركسية لانها تطورت كثيرا . ونظرية القيمة الفائضة او الزائدة بكل انواعها من بسيطة مركبة ومطلقة الخ قد عفي عليها الزمن , فالانتاج اليوم لا ينحصر في الصناعة الزراعة التي تشمل الصيد والاسماك ، التعدين المناجم والتجارة المباشرة الخ ان المعلومات اليوم من اهم فروع الانتاج والسياحة مثلا تعني 50 % من دخل بعض الدول . الترفيه الرياضة المسرح السينما قد لا تكون من فروع الانتاج المباشر الذي يعني الانتاج ولكن صار لها اليوم نفوذا كبيرا لم يعرف في عهد ماركس . والعمال اليوم لا يعنون من يحمل المطرقة ويرتدي الملابس القاتمة . فاصحاب الياقات البيضاء هم اليوم من العمال او العاملين وليسوا هم البرجوازية الصغيرة التي مثلت عنوان كتاب على المك وصلاح احمد ابراهيم الخ وطبقة الكومبرادور المتعاملة مع الراسمالية لا وجود لها باختفاء الاستعمار . الرأسماليون اليوم لا يسيطرون على كل وسائل الانتاج ان الشركات الصغيرة او ملك لافراد تشكل قطاعا كبيرا . لقد اختلفت الامورلا كثيرا . وشعار الاستعمار آخر مراحل الرأسمالية الذي مثل قسما كاملا من كتابات ماركس ولينين قد اثبت عدم نجاعته فالاستعمار قد انتهى والشيوعية لم تسيطر على العالم . ولكن الاشتراكية التي مثلها بيليكانوف الذي طرد وشتم ووصف بكل قبيح لا تزال تحكم الكثير من دول اوربا وغير اوربا . اين هى الأحزاب الشيوعية ؟ واين هى ضرائح الزعماء المحنطين وعبادة الفرد ؟ والمؤلم ان البعض قد تعامل مع عبد الخالق كقائد لا يحاسب . ولقد قال لى الخال والصديق محجوب عثمان عضو اللجنة الكركزية ورئيس تحرير الايام لفترة .... انه فكر جديا في الانتحار عند موت عبد الخالق ، لانه احس ان الحياة لا معنى لها . ولقد مات وانتحر 1200 شخص عند اعلان موت الطاغية استالين في 1953 . فعبد الخالق قد اخنزل الحزب في شخصه . وكما عمل الصادق المهدي مع اتفاقية قارانق الميرغني . رفض عبد الخالق بعد عودته من الخارج القرار بتغيير اسم الحزب وفتحه ليصير حزبا جماهيريا مفتوحا بدلا من منظمة سرية منغلقة . وقال مشيرا لجك الماء ... ده جل ما ممكن يكون كباية . وانتهى كل شئ . وبعدنا بعد ان كنا نمني النفس يالانضمام . وانقلاب هاشم العطا كان مقامرة سيئة خارج السياق الماركسي الذي يقول الثورة عملية تفاعلية طويلة وليست حدثا مثل الانقلابات . ودفع الحزب ، واعدم الشفيع وآخرين ليس عندهم صلة بالانقلاب ولم يعرفوا به .
انه عهد الشركات عابرة القارات التي تستغل الجميع حتى في الدول المتقدمة . ونظريات فريدمان تدعوا الى ترك امر السيطرة على العالم للشركات الكبيرة لأدارة العالم . هذه اشياء لم يكن ماركس او لينين يستطيع التكهن بها .
الشيوعيون والكثيرون ينادون في اعادة النظر في قوانين الشريعة الاسلامية التي هى امتداد لما جاء في اليهودية والمسيحية لان العصر قد تقدم وصارت غير صالحة . لماذا الكلام عن الماركسية والقسم بالشرف الماركسي والتحدث عن اللينيتية وقد انهارت اللينية الاستالينية . وتماثيل استالين العملاقة قد حطمت ولم يعد له ذكر في تاريخ الاتحاد السوفيتي ؟
ان حال الجمهوريات الشرقية وجمهوريات البلطيق الثلاثة لا تشابه بقية اروبا الغربية وهن جارات اسكندنافية وكن على قدر كبير من التقدم قديما . وبالرغم من ان الاتحاد السوفيتي فقط يساوي سدس مساحة العالم بدون دول شرق اوربا الا ان مجموعتهم الاقتصادية الكوميكون لم تمثل الا 13 % من اقتصاد العالم . وكانت تنعدم ابسط متطلبات الحياة في بعض الاحيان . فتشيكوسلوفاكية من اكبر مصدري الكبريت مثل ابومفتاح الذي عرفناه في السودان ينعدم في الاسواق التشيكية . ينعدم ورق التواليت في دولة تنتج الخشب والورق وتصدره . وتنعدم البشاكير وبعض انواع الاحذية .وشركة باتا العالمية التي هربت
الى الارجنتين تشيكيبة وكانت تزود كل امبراطورية الهابسبيرق بالاحذية العسكرية والمدنية والاسلحة . فالمدفع الرشاش البرين اخترع في مدينة برنو عاصمة مورافيا . وكانوا من منتجي النسيج . التنظير والديماقوقية وعبارات . ... وفي الحتة دي ومن المنطلق ده وبالخلفية المادية الديالكتيكية والنظر الى الموضوع من منطلق ماركسي موضوعي الخ لا يحقق الكثير .
كنا ندرس الاقتصاد وبكل عنجهية وعقائية متشددة لا تقبل النقاش ، والاختام جاهزة ، نسمع ان الاتحاد السوفيتي سيتفوق اقتصاديا على امريكا في ظرف 10 الى 15 عشر سنة . واكثر من كان يروج لهذه الافكار الخاطئة هم الشيوعيون السودانيون . والجزء الشرقي من روسيا كان ولا يزال يعيش بعض اهله وكأنهم في القرون الوسطى ، بدون كهرباء وماء داخل مساكنهم . والسفر من غرب روسيا لشرقها يحتاج ل9 ساعات من الطيران . وكل هذه الثروة الطبيعية من ذهب الماس غاز بترول الخ من المفروض ان تجعل من روسيا جنة الله في الارض . عندما اصدر الكاتب الروسي سولتشانتسي كتابه القولاك والكلمة تعني معتقلات الاتحاد السوفيتي قبل اربعة عقود لم نصدق في البداية كل ما اورده ولكن بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ظهر كل شئ . وقابلنا بشر من الكافكاس طاجيكستان والقرقيز وحتى الفولقا الغنية وعرفنا ببشاعة الظروف التي عاشوها .
بالرغم من كل هذا ،امسك الشيوعيون السودانيون ديداب لينين ثم ديداب استالين بالرغم ان ذلك الديداب كان يؤدي الى موسكو ثم بكين الخ ونحن في السودان لنا ظروفنا معاركنا المختلفة . تلك النظريات لا تناسبنا كل الوقت . فمن اسباب هزيمة الاتحاد السوفيتي في افغانستان انهم طبقوا خطط القتال في الحرب العالمية التي جعلت زيزكوف بطل الحرب . وهذه افكار قديمة تصلح في حروب يشترك فيها ملايين الجنود الا انها خارج الواقع في حرب انصار . نعم للاشتراكية الانسانية ، ولا للقهر والارهاب الذي عشناه في شرق اوربا . ويعيشه الكوريون الشماليون اليوم وحتى في الصين . ان الحرية لا تستبدل . لقد ارتكب الرفاق الصينيون اكبر الغلطات التي سببت
اكبر مجاعة في تاريخ البشرية راح ضحيتها 40 مليونا من البشر في الصين وفي ايام ماوتسي تونق الذي كنا نهلل له ووجد تقبلا كبيرا من الافارقة . ولقد اتبع خوجا الرئيس الالباني الخط الصيني وبعد انهيار نظامه وضح انه قد قام بتأخير وطنه بطريقة بشعة . السبب هو انعدام الديمقراطية والمعارضة . وعانى الكوريون الشماليون من المجاعات حتى في التسعينات وبلدهم تعتبر دولة ذرية . ولا يزال المسؤولون في كوريا الشمالية ينفجرون في بكاء هستيري في ذكرى موت الرئيس كيم آلسونق . وكان الدبلوماسيون الكوريون في السودان ودول اخرى يبيعون الخمرتحت الطاولة لدفع ثمن مقالات عبارة عن صفحة كاملة في الصحف تعظم الرئيس والقائد المفدى . وهذا لكي يحصلوا على رضاء حكومتهم .فالعقاب كان ولا يزال فظيعا في الدولة الشيوعية . يكفي ان اخ الريس اغتيل خارج كوريا . وزوج عمة الرئيس اعدم لانه تسائب او نام اثناء خطبة الرئيس . وقد يكون السبب الارهاق او ضغط الدم او مرض آخر . وهؤلاء يعتنقون الماركسية .
من الاشياء التي لا لزوم لها والتي تبعد الناس عن الشيوعيين ، القسم يالشرف الماركسي في بلد اغلب اهله مسلمين ، التعالى والنظر للآخرين كمساكين مغيبين لم يفتح الله عليهم بنعمة الماركسية الجدلية المادية والفهم الصحيح .
قام الاستاذ تاج السر عثمان بكتابة موضوع تحت عنوان
عبد الخالق وخليل فرح وكنه الاستعمار .. بقلم: تاج السر عثمان
نشر بتاريخ: 08 تشرين2/نوفمبر 2018
اقتباس
في دفاعه أمام محكمة ديكتاتورية عبود أوضح الشهيد عبد الخالق محجوب كيف توصل إلي فهم ظاهرة الاستعمار والماركسية بقوله :
"كنت سعيدا حينما عثرت على كتاب عند صديق ، كتاب بسيط في طباعه متواضعة اسمه " المشكلة الوطنية ومشكلة المستعمرات " بقلم جوزيف ستالين . هنا لمحت الحل ووصل إلى رد حاسم لتساؤلي ، فعرفت كنه الاستعمار، وأنه لا يعني فقط احتلال الجنود لبلادنا ، بل يعني سيطرة رأس المال الأجنبي على مقدرات وطننا ، وأن هذا الأخطبوط من شأنه أن يحيط نفسه بطبقات من داخل البلاد بوساطة بنوكه وشركاته ، طبقات تشمل الإقطاعيين وكبار الرأسماليين ، وأن هذه المصالح هي التي تحرك تلك الطبقات وتقتلع جذورها من أرض الوطن .
وكانت تلك الأفكار النيرة فاتحة لنافذة كبرى نطل بها على العالم ونتبصر بها طريق حركتنا الوطنية ، وقد تداول هذا الكتاب وقتها عشرات من الطلبة كل يتطلع لإيجاد حل لمشاكل الحركة الوطنية السودانية ويتلمس فيه أنجع الطرق لحرب المستعمرين وتحقيق الحرية والاستقلال . ومنذ ذلك التاريخ وأنا أتطلع كل صباح لمعرفة المزيد من النظرية الماركسية اللينينية التي اتخذتها منهجا لحياتي محاولا تطبيقها على ظروف بلادنا وفق تقاليدنا السودانية وما تتطلبه مصالح شعبنا الحقيقية إن تاريخ حياتي يؤكد بما لا يدع مجالا للشك إنني لم أطرق باب الماركسية جريا وراء نفع شخصي أو غرض زائل بل وراء البحث المخلص الأمين لوسائل تحرير الوطن من نير المستعمرين والمساهمة في بناء جمهورية سودانية مستقلة حقا ينعم فيها أبناء الشعب بخيرات بلادهم .
واليوم عندما أنظر من وراء هذه السنوات الطويلة أشعر بالسعادة والفخر بفكر تقبلته مختارا وبمنهج سلكته عن اقتناع تام وأرتاع لمجرد التفكير في أنني لو لم أكن شيوعيا ماذا كنت أصبح ؟
نهاية اقتباس
هذا الدفاع مأخوذ من دفاع الرئيس البلغاري ديمتروف الذي بدأة امام المحكمة قدبما بقوله ..... انا لست هنا لكي ادافع عن نفسي ولكنلكي ادافع عن الشرف الماركسي والشيوعيي الخ . ولكن عندما اراد عبد الخالق طيب الله ثراه السفر للعلاج في المعسكر الاشتراكي ، ذهب للجنرال عبود وبعد زيارته سمع له بالسفر . بل لقد اعجب عبود كثيرا بشخصية عبد الخالق وله كل الحق . وكان يقول عن عبد الخالق الذي لم يعرفه من قرب من قبل ..... ده ولد ناس مؤدب .
بعد زيارة برزنيف للسودان وطوافه مع عبود في كثير من اطراف السودان والجزيرة المروية . صرح بأن عبود رجل شريف وان النظام الموجود في السودان هو نظام وطني واشتراكي . فاغلب وسائل الانتاج في يد الدولة . وحتى مشروع الجزيرة الذي هو اكبر مزرعة في العالم تحت ادارة واحدة كان ملكا للحكومة والمزارع والمزارع كان يمتلك منزله وله حواشة لانتاج قوت اسرته وهو مشارك بالنصف في انتاج القطن . واشاد بمجانية التعليم والعلاج . ورفض الشيوعيون . وقال معاوية سورج والذي درس مدرسة الكادر في موسكو لممثل الاتحاد السوفيتي عندما طلب منهم التعامل مع نظام عبود بشتم الروسي بوصف امه بكلمات بذيئة .
الشيوعية التي دافع عنها ديمتروف اوردت بلغاريا مورد الهلاك . فاليوم تعتبر بلغاريا بالرغم من موقعها الاستراتيجي ،اراضيها الخصبة جوها المعتدل وشواطئها الرائعة الصالحة لاستقطاب السياحة الخ ، من افقر دول اوربا وهى بدون قاعدة صناعية بعد نصف قرن من الحكم الشيوعي . واليوم يكاد يوجد متسول بلغاري او روماني امام كل متجر كبير في اسكندنافية ، حتى في شتاء اسكندنافيا القاسي .
لقد كان جورجس ديمتروف رئيسا لسنة واحدة .وكانت بلغاريا الاكثر تمسكا بديداب السوفيت . وتمكن الاستاليني تيودور جيفكوف الحكم ل 35 سنة . وكرم ديمتروف بتحنيط جثمانه مثل لينين ثم استالين . وكان الناس تقف في طوابير طويلة لزيارة جثة ديمتروفي ضريحه . ووقف الناس بالساعات الطوال كل يوم حتى في البرد لزيارة ضريح لينين . وهنالك صورة جميلة تمثل الزعيم محمد نقد ود ملين بقامته القصيرة وهو على يسار الزعيم العمالي قاسم امين بقامته المديدة ، والاثنان يرتديان ملابس جميلة وهم وقوف في انتظار الدخول لزيارة ضريح ديمتروف .
لقد كانت الدول تحت السيطرة السوفيتية تصف بالجمهوريات الشيوعية . ولكن لم تخرج الى انهيار كل المنظومة من كونها .... ليدوفا ريبوبليكا . او جمهوريات شعبية .لم تصل لمرحلة الاشتراكية بعد نصف قرن . فيما عدي تشيكوسلوفاكية في البداية لانها كانت دولة صناعية متطورة جدا قبل الشيوعية . وكانت براغ تعرف بباريس الشرق ، والمانيا الشرقية في نهاية الحقبة اعتبرت دولة اشتراكية . فاقتصاد تلك الدول كان متخلفا ولم تتكون قاعدة صناعية او طبقة عمالية . واليوم هنالك فرق كبير بين الجزء الشرقي في المانيا من الجزء الغربي بعد الاتحاد وسقوط سور برلين قبل ما يقارب الثلاثة عقود . وتحس بهذا الاختلاف السيارات قبل الانسان عندما تبدا في الاهتزاز . ويحس به الانسان بمظهر المباني وتصرف اهل الشرقية الفظ والعنصري . فالانغلاق قد اضر بتفكيرهم . وقديما عندما كنا نعبر المانيا الشرقية من اسكندنافية نحس ان الحرب لم تنتهي فلا تزال بعض المساكن شبه مهدمة والظلام يحيط بالقرى ويبدو البشر عدائيين وغير سعداء . ومنظر الشرطة بجعل البشر ينكمشون .
في المؤتمر العشرين طرح مشروع تقسيم العمل داخل المعسكر الشيوعي . وكانت روسيا تعاني من انعدام الخضروات والفاكهة في الشتاء بطريقة مخجلة . واقترح تركيز البلغار وبعض الدول على انتاج المنتجات الزراعية واضطر البلغار للاحتجاج وهددوا بالخروج من المؤتمر .
يطوح عبد الخالق بكلمة الامبريالية والاستعمار ببساطة وبطريقة ليست علمية . نحن لم نكن ابدا مستعمرة ز لقد كنا تحت الادارة البريطانية ولم نتبع لوزارة المستعمرات . ولقد كان أغلب ال 800 مسؤول بريطاني في السودان من الاوكس بريدج او خريجي اكسفورد وكيمبريدج . وكانوا من الاشتراكيين الاحتماعيين والاشتراكيين الفابيين الذين يؤمنون بالوصول الى السلطة بدون قتال ودماء . ولقد نجحوا في الوصول الى السلطة وطرد المحافظين ودعوا لاستقلال الشعوب . ويتحدث عبد الخالق عن تصدير الاقمشة للسودان . ولكن الحكومة الاشتراكية في لندن قد بنت مشروع ومصنع انزارا للنسيج في الجنوب بفلوس تعويضات الحرب . واقامت بنفس الفلوس مشاريع في الشسمال . من الذي حطم هذه المشاريع واضاع النظام الاشتراكي الذي تركه الاشتراكيون البريطانيون . عبد الخالق والكثير من الشيوعيين يستخدمون الشعارات البعيدة عن الواقع . ليس كل الاوربيين استعماريون . لقد عانى الشغيلة في بريطانيا في بعض الاحيان اكثر من اهل المستعمرات والمحميات .
منظمة الكوميكون كانت المنظمة الاقتصادية للدول الشيوعية الاوربية . فبعد 1956 وتخلص خروتشوف من بيرية مجرم الامن الكي جي بي وساعد استالين الايمن . بدأ الخلاف الروسي الصيني .وظهر الانقساك الكبير داخل الحزب الشيوعي السوداني . والغريب ان الحزب الشيوعي لم يناصب السودانيين الصينيين العداء ووجد يوسف عبد المجيد واحمد شامي الاحترام ولم يمارس معهما اغتيال الشخصية الذي مورس مع عوض عبد الرازق واللآخرين .
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.