ظلت هيئة محامي دارفور ترصد عن كثب تطورات الأحداث الأخيرة المتصاعدة والخروج الجماعي للمواطنين في مسيرات سلمية في غالبية ولايات ومدن السودان المختلفة وممارسة التعبير السلمي المكفول بموجب أحكام الدستور المادة 28 منه ( لكل إنسان حق أصيل في الحياة والكرامة والسلامة الشخصية ويحمي القانون هذا الحق ) مقروءه مع المادة 27 منه (تعتبر كل الحقوق والحريات المضمنة في الإتفاقيات والعهود والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان والمصادق عليها من قبل جمهورية السودان جزءا لا يتجزأ من هذه الوثيقة "وثيقة الحقوق ") نتيجة لتردي الأوضاع الإقتصادية والمعيشية والغلاء الطاحن في الأسعار وندرة المواصلات وإستهتار المسوؤلين بحق المواطن في الحياة الكريمة وفشل سياسات النظام وإستخدامه للعنف المفرط تجاه المدنيين العزل وهم يباشرون الحقوق المكفولة بالدستور في عطبرة ودنقلا وبربر وكريمة وبورسودان والقضارف وربك وكوستي وأحياء بالعاصمة القومية الثلاثة ووسط الخرطوم وسقوط ضحايا طلاب وأطفال وجرحي وإتلاف لبعض المرافق والممتلكات العامة والخاصة ودور لحزب المؤتمر الوطني الحاكم كما رصدت الهيئة التصريحات الصادرة من أجهزة حزب المؤتمر الوطني وبعض أماناته ومدير جهاز الأمن والتي حملت المسؤولية لتنظيمات قوي المعارضة ولحزب نعتوه بالعجوز ودمغ مدير جهاز الأمن عناصر من حركة عبد الواحد نور قال عنها عائدة من أسرائيل ومتعاونة مع الموساد بممارسة التخريب وأرجع مسوؤلية التخريب لعدد 280 عنصرا منها كما وأعلن القبض علي سبعة أفراد ضمنهم رئيس الخلية ولم يبين حجم ونسبة مساهمة العناصر المذكورة في كل ولاية من الولايات المتأثرة بالأحداث وحملها مسؤولية كل الأحداث والتي لا زالت مستمرة بمدن السودان المختلفة وقد أعلنت حتي الآن ولايات نهر النيل والشمالية والقضارف والنيل الابيض الطوارئ وتعليق الدراسة إلي أجل غير مسمي كما أعلنت ولاية الخرطوم تعليق الدراسة في كافة المؤسسات التعليمية إلي حين إشعار آخر ولم تعلن أية مؤسسة عدلية مخولة حتي الآن عن تكوين لجنة لتقصي الحقائق مما يعني أن النشر لم يتأسس علي أية نتيجة صادرة عن سلطة مختصة بموجب أحكام القانون وفقيرة للأسانيد القانونية وقد خرجت المعلومات متضاربة وغير متماسكة لا تصلح للركون اليها بصورة تضمن نزاهتهاوعدالتها وتجردها من الأهواء والأغراض وإستهداف خصوم السياسة وممارسة التمييز بسبب اللون والأصل العنصري مثل أحداث الهجوم علي أمدرمان في مايو 2008 وتوالت آخرها أحداث جامعة بخت الرضا مايو 2017. , المعلوم للكافة أن النظام الحاكم لديه تفاهمات مع دول الإتحاد الأوربي وجسورغير مباشرة مع أسرائيل حول قضايا الهجرة الدولية غير المشروعة ومكافحة الإرهاب وهناك العديد من أبناء دارفور غير المرغوب فيهم من طالبي اللجوء السياسي أبعدوا من دول الغرب واسرائيل في إطار التعاون بين النظام ودول الغرب وهؤلاء المتأثرين بالإبعاد القسري تعرضوا لصنوف من المعاملة الحاطة بالكرامة الإنسانية وتعريض حياتهم للخطر مما ينفي تماما إمكانية تعاونهم مع الغرب أو الموساد في أي عمل كما يقدح في صحة التهم المنسوبة اليهم بالتعاون مع الموساد أوغيره لاحداث التخريب بالبلاد. إزاء ما تقدم تعلن الهيئة الآتي :- 1- مشروعية المسيرات السلمية وعدالة المطالب المرفوعة بما فيها المطالبة برحيل البشير من السلطة . 2- إدانة العنف المفرط الممارس وإستخدام السلاح الناري والبمبان تجاه المدنيين الأبرياء العزل وتحميل النظام مسؤولية سقوط الضحايا الأبرياء وضرورة تكوين لجنة تحقيق مستقلة ونشر نتائجها للرأي العام وتقديم مرتكبي الإنتهاكات للعدالة الجنائية وجبر الاضرار الخاصة الناجمة عن الأحداث . 3- المطالبة بالكشف عن جميع المعتقلين وأماكن إعتقالهم والسماح لأسرهم ومحاميهم بمقابلتهم وستباشر الهيئة تقديم العون القانوني اللأزم لهم بالتعاون والتنسيق مع شركائها في التحالف الديمقراطي للمحامين وهيئة محامي جبال النوبة والمستقلين كما تطالب بكفالة الحقوق المكفولة لكل مواطن في العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية :- 1-المادة 9/(1) لكل فرد حق فب الحرية وفي الأمان علي شخصه ولا يجوز توقيف أحد أو اعتقاله تعسفا... 2- المادة 9/(4) لكل شخص حرم من حريته بالتوقيف أو الاعتقال حق الرجوع الي محكمة لكي تفصل هذه المحكمة دون إبطاء في قانونية اعتقاله وتأمر بالإفراج عنه إذا كان الإعتقال غير قانوني . 4- التحذير من نتائج إستغلال الأحداث لدمغ بعض المتحدرين من دارفور وتحميلهم مسؤولية الأحداث بسبب اللون والأصل العنصري من دون تحقيق أو تقصي حقائق مما قد يؤدي إلي تكريس ثقافة الإستهداف العنصري وتمزيق ما تبقي من السودان . 5- تجدد الهيئة تأكيد حق المتظاهرين في التعبير السلمي بما فيه حق المطالبة برحيل البشير والحق في مواصلة المسيرات الإحتجاجية السلمية . ختاما : تنقل الهيئة تعازيها الحارة للأسر المكلومة بفقدان فلذات أكبادها كما تتمني للجرحي الشفاء العاجل , يقول الله سبحانه وتعالي في محكم تنزيله ( وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها وسنجزي الشاكري) ( 145) سورة آل عمران قرآن كريم هيئة محامي دارفور