شهرٌ مرَّ على انطلاق التظاهرات التي تطالب بتنحي الرئيس عمر البشير. واجه خلاله شباب، معظمهم بين العقد الثاني والثالث من أعمارهم، الغاز المسيل للدموع، الطلقات البلاستيكية والرصاص الحي. تم اعتقال الآلاف واربعون منهم سقطوا حسب احصائيات منظمات حقوق الانسان. ذلك لم يُثْن المتظاهرين، فقد واصلوا الخروج يوميا، وعلى امتداد شوارع المدن السودانية، مرددين هتافات تندد: بفساد النظام الحاكم. جرائمه ضد الانسانية. الفشل الاقتصادي المدمر. انعدام الشفافية. الاعتداء على المال العام. الصرف المتزايد على العسكر والمليشيات. وفي نفس الوقت رفع اسعار الخبز. لكن يتميز هتاف واحد بين عديد الشعارات التي رددتها انتفاضة السودانيين ضد نظام البشير. هو: (يا الجاهل المغرور .. كل البلد دارفور). يعلن الهتاف أن جيل الشباب قد سئم الاستغلال والتفرقة العرقية التي استخدمها نظام البشير طوال ثلاثين عاما، لزرع الكراهية والشقاق بين الاثنية العربية التي تعيش على امتداد نهر النيل وأهل دافور في غرب السودان. الآن يخرج شباب السودان رافضين موحدين واضعين نصب أعينهم المطالبة بتنحي البشير وطغمته. فبعد المجازر الموثقة التي أدت لفصل جنوب السودان، وبعد المجازر والحرائق واطلاق يد الجنجويد في دارفور، والتي نتيجتها أن غالبية أركان نظام البشير مطلوبون لدى المحكمة الدولية، ما "واشنطون بوست": البشير يواجه شباب السودان الموحد بعد عقود من زرع الفرقة والتشرذم القبلي مازال نظام البشير يحاول الصاق تهمٍ جديدة بمواطني دارفور. حتى احراق مقار الحزب الحكم خلال التظاهرات الصقها نظام البشير بمواطني دارفور. لكن ميرات الشباب الواعي عرت الأكاذيب. متوسط الأعمار في السودان 19 عاما، وهو نصف متوسط الأعمار في امريكا. ذلك يعني أن غالبية أهل السودان لم يعرفوا نظاما سوى نظام البشير. وقد درج البشير في الماضي على استخدام اساليب البطش والقتل لاسكات المعارضين. لكن الوضع يختلف هذه المرة. فخلال الشهر المنصرم تزايدات المسيرات وتضخمت أعداد المتظاهرين على امتداد القطر، بما في ذلك اقليم دارفور. حتى المعارضة السودانية تجاهد حاليا لتجد لها مكانا وسط زخم ثورة الشباب هذي. هناك مسيرات مُخَطَطْ لها غدا الأحد في عشر مدن سودانية، تهدف ليس فقط للتخلص من نظام البشير، بل لاعادة خلق وبناء مجتمع سوداني جديد. https://www.washingtonpost.com/world/omar-al-bashir-exploited-sudans-ethnic-division-for-decades-now-sudan-is-united-against-him/2019/01/19/a7b5d0a0-1851-11e9-b8e6-567190c2fd08_story.html?noredirect=on&utm_term=.7fca3b08279b