وما الموت الا سارق دق شخصه * يصول بلا كف ويسعى بلا رجل هاتفىنى إبنه البار د. أمين حسن عثمان ليخبرنى بقدومه الى لندن مروراً بالقاهرة لمواصلة العلاج فإزدحمت فى صدرى توجسات وإشفاق خشية أن يكون الأمر عصى على المداواة وهوما قد كان هذا وقد أمضوا أسابيع بين الأطباء والمستشفيات ونتيجة ذلك صار الطبيب مضلل قلق وتبدو ساعات الرحيل دوانى فعادوا أدراجهم بقلوب كسيرة وأفئدة جريحة فودعتهم وفى نفسى كثير من الهم والقلق على أخ عزيز عشت معه زمناً فى رحلة عمر ذادها الود والوفاء قوة ومتانة وكانت تلك العلاقة سياجاً منيعاً لعاديات الزمان كلما إشتد هجير الحياة وجارت الأيام وقسى المجتمع ، فحسن كان ذا أثر جلى فى محيطه نظير جليل أعماله وتفانيه فى خدمة أهله ووطنه ومرضاه وهنا يقصر البيان ان يوفى الرجل حقه . نشأ حسن فى أسرة محافظه يجللها الوقار والإحتشام فى كنف والده الوقور الشيخ عثمان عمر أحد أعيان مدينة المتمه ومن كبار تجار السوق العربى إذ كان يستمد من إسم والده الكريم معانى الشهامة والمروءة التى أتصف بها كطبيب مداوياً الفقراء والمساكين بعطف ورحمة دون تكلف أو رياء ومشهود له بهذه المواقف المحموده . حسن يشهد له عارفوه ومرضاه كيف كانت رسوم عيادته فى الحد الأدنى تقديراً للحالة العامه وإشفاقاً على المرضى وكان يؤمن أن رسالة الطبيب الإنسانى تحتم عليه مراعاة الظروف المحيطة ولم يكن يأبه كثيراً بالمال وجمعه وينأى بنفسه عن الأضواء والظهور ولعمرى هذه شيم الكرام . حسن أستاذ أجيال فى تخصصه ، تحدث كثيرأ من زملائه وطلابه عن زكائه الحاد وزهنه الوقاد وكأستاذ موهوب له مقدرة لتوصيل المعلومه لطلابه بسهولة ويسر عرف عنه حسن التقدير والتوفيق فى التشخيص كطبيب حازق لمهنته . من خلال عشرة أمتدت لسنوات كنت أرى ما يمييز شخصه الكريم تواضعه الجم وزهده البائن وترفعه عن الصغائر وكان يعلو على هفوات الناس وهناتهم فهو رجل بلا أعداء بل وكله أصدقاء وأكثرهم مرضاه. عرفت حسن لا يتحدث عن سوءات الناس أو نقائصهم ولا يغتابهم زوراً وبهتاناً ولم يكن مشغولاً بالآخرين ويعيش فى تصالح وتوافق كامل مع نفسه حسن يعد غيابه خسارة عظيمة لأهله وأصدقائه ومرضاه وسيفتقده ويفتقده الكثيرون ولكن ستبقى ذكراه عالقه فى أفئدة كل من عرفوه كإنسان وطبيب قدير لم يبخل بما أنعم الله عليه من معرفة فى خدمة المحتاجين وأما أنا فستبقى ذكرياتى الطويلة وأيامى الخالده معه توقد نار أحزانى لفراقه الى الأبد . حسن حباه الله بأسرة متماسكه متحابه حولها رجال كرام على رأسهم شقيقه الشهم الوفى عمر أمد الله فى أيامه وأنزل البركة فى أبنائه د. أمين وإخوانه وأخواته وأجار الله أهل المتمة فى فقده إذ كان إبناً محل فخرهم وإعزازهم . اللهم أرحم أخى حسن وتوله بما توليت به عبادك الصالحين جزاءاً وفاقاً لعطائه الرحيم وعنايته بمرضاه ولكل من وقف على بابه سائلاً الشفاء وأطرح مكانه فى فردوسك الأعلى هانئاً نائماً مستقراً برحمتك يا أرحم الراحمين . حسن تاج السر على عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.