القوز يقرر السفر إلى دنقلا ومواصلة المشوار    لاعب منتخب السودان يتخوّف من فشل منظومة ويتمسّك بالخيار الوحيد    الدب.. حميدتي لعبة الوداعة والمكر    ⛔ قبل أن تحضر الفيديو أريد منك تقرأ هذا الكلام وتفكر فيه    إلي اين نسير    منشآت المريخ..!    كيف واجه القطاع المصرفي في السودان تحديات الحرب خلال 2025    صلوحة: إذا استشهد معاوية فإن السودان سينجب كل يوم ألف معاوية    إبراهيم شقلاوي يكتب: وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    كامل إدريس في نيويورك ... عندما يتفوق الشكل ع المحتوى    مباحث قسم الصناعات تنهي نشاط شبكة النصب والاحتيال عبر إستخدام تطبيق بنكك المزيف    عقار: لا تفاوض ولا هدنة مع مغتصب والسلام العادل سيتحقق عبر رؤية شعب السودان وحكومته    إجتماع بسفارة السودان بالمغرب لدعم المنتخب الوطني في بطولة الأمم الإفريقية    بولس : توافق سعودي أمريكي للعمل علي إنهاء الحرب في السودان    البرهان وأردوغان يجريان مباحثات مشتركة    شاهد بالفيديو.. الفنانة ميادة قمر الدين تعبر عن إعجابها بعريس رقص في حفل أحيته على طريقة "العرضة": (العريس الفرفوش سمح.. العرضة سمحة وعواليق نخليها والرجفة نخليها)    شاهد بالفيديو.. أسرة الطالب الذي رقص أمام معلمه تقدم إعتذار رسمي للشعب السوداني: (مراهق ولم نقصر في واجبنا تجاهه وما قام به ساتي غير مرضي)    بالصورة.. مدير أعمال الفنانة إيمان الشريف يرد على أخبار خلافه مع المطربة وإنفصاله عنها    وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    تراجع أسعار الذهب عقب موجة ارتفاع قياسية    عثمان ميرغني يكتب: لماذا أثارت المبادرة السودانية الجدل؟    ياسر محجوب الحسين يكتب: الإعلام الأميركي وحماية الدعم السريع    محرز يسجل أسرع هدف في كأس أفريقيا    شاهد بالصور.. أسطورة ريال مدريد يتابع مباراة المنتخبين السوداني والجزائري.. تعرف على الأسباب!!    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    إسحق أحمد فضل الله يكتب: كسلا 2    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة    احذر من الاستحمام بالماء البارد.. فقد يرفع ضغط الدم لديك فجأة    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    4 فواكه مجففة تقوي المناعة في الشتاء    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    قبور مرعبة وخطيرة!    شاهد بالصورة.. "كنت بضاريهم من الناس خائفة عليهم من العين".. وزيرة القراية السودانية وحسناء الإعلام "تغريد الخواض" تفاجئ متابعيها ببناتها والجمهور: (أول مرة نعرف إنك كنتي متزوجة)    حملة مشتركة ببحري الكبرى تسفر عن توقيف (216) أجنبي وتسليمهم لإدارة مراقبة الأجانب    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    ضبط أخطر تجار الحشيش وبحوزته كمية كبيرة من البنقو    البرهان يصل الرياض    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    قوات الجمارك بكسلا تحبط تهريب (10) آلاف حبة كبتاجون    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قائد جيش ألأمة فى حنتوب الجميله
نشر في الراكوبة يوم 22 - 07 - 2015

اطلق الروّاد الاوائل من كبار معلمى الصرح الشامخ فى بدايات عهده الزاهى الجميل اسم "النجومى" على احد مواقع سكن الطلاب تخليدا لذكرى "سيف الله المسلول وقائد جيش الانصارالذى قضى على جيش حملة هكس باشا عام 1883 فى موقعة شيكان.. امير امراء المهديه..واصغر قوادها سنّا على الاطلاق وهو من لم تتعد سنه الحادية والثلاثين عندما اسندت اليه قيادة جيش الانصارلحصارالخرطوم التى سقطت على يديه فى السادس والعشرين من يناير1885.هوعبدالرحمن احمد عبد الرحمن محمد ادريس.. ينتمى الى قبيلة الفاضلاب احد بطون الجعليين وينتهى نسبه من ناحية الاب عند عبدالله بن العباس عم الرسول الكريم ومن ناحية الام عند الشيخ خوجلى ابو الجازصاحب المقام المعروف فى الخرطوم بحرى.عقب مقتل اسماعيل هاجرت الاسرة من منطقة ريفى شندى جنوبا الى منطقة الخوجلاب فى شمال الخرطوم بحرى حيث حفظ القرآن فى خلوة جده الشيخ خوجلى. لقّب بالنجومى لأعتداده بنفسه منذ صباه الباكرعندما كان يفرض كلمته على رفاقه "حيران الخلوه" اذا ما اشتد بينهم الصراع والخلاف والخصومه فيسارع الى نزع فتيل الشجار والفرقه وحالما يعود الصفاء "يتنبّر"معتزابنفسه "كب انا الناجم" وواصفا ذاته انه هو"ادّاب العصاة والخارجين عن الطوع".عرف بعريض المنكبين دلالة على قوة جسمانية خارقه حباه الله بها وبوسيع العينين دلالة على النظرة الثاقبة وبعد النظر.شاع(رغم اختلاف الروايات)ان عمّته نظمت- مشيدة به- قصيدة اشتهرت كلماتها فى الآفاق شدا بها الناس عبرالزمان ولايزالون"الجنزيرفى النجوم ذوالهيكل المنظوم ما بخاف .. فى المحاصه دموم" وعن كرمه اضافت "العيشتو مى عوايل..جدك بضبح الشايل.اضرب كفّك الطايل..ما ترى الجنزير سمح وصايل".استشهد فى واقعة توشكى عام 1889وهو يقود جيوش خليفة المهدى لفتح مصرواخضاعها لحكم الخليفه بعد ان تمكنت قوات لورد كتشنر الغازية من الحاق الهزيمة بجيش الانصار فى معركة لم تتكافأ فيها القوات المتحاربه عدة وعتادا ورجالا ولوجستيات قتاليه وكان واضحا وجليا ان الحملة الانصاريه المتجهة الى مصر كان مكتوبا لها الفشل من بدايتها الى نهايتها.
لم تكن داخلية النجومى واقعة فى خط سير طلاب حنتوب الى اى مرفق من مرافق المدرسه فهى ممعنة فى غربتها وغربيتها بعيدة الموقع اذ لم تكن قريبة من قاعة الطعام مثلا او من اى من ميادين الرياضة بانواعها ولا من"مقهى عم محمد" الذى كان غائر الموقع بين شجيرات "الطنضب" المتناثرة غربى داخلية ود ضيف الله التى كانت اليه هى الاقرب مما جعل "النجومى" لا تحظى بترداد من غيرساكنيها الى ربوعها الآ من كانت لهم بابنائها صداقات حميمة تدفعهم لزيارتها رغم ان نقاء صدور ساكنيها وشفافية تعاملهم مع رفاقهم ساكنى الداخليات الاخرى كانت مضرب المثل.فيها عاش نفر كريم من الرفاق تحت رعاية المسترماكبين معلم الجغرافيا الفارع الطول الممتلىء الجسم وضخم الكراديس مما جعله يبدو اقل ارتفاعا من المستر بروكس الانحف جسما الذى يعتبرالاطول قامة على الاطلاق ممن وقفوا اوجلسوا داخل حجرات الدراسة فى المكان الطيب.لم تكن عصاة ماكبين تفارق يديه تتبادلانها فى نهاراو ليل .. داخل فصل او فى داخلية النجومى او بين الميادين. صوته ورائحة دخانه تنبئان عن حضوره فى كل موقع. انتقل مسترماكبين الى معهد التربية فى بخت الرضا فى بداية الفصل الدراسى الثانى فى نهاية شهراغسطس1949 ليتولى المستر "قوردون"تيوترية" الداخلية الى حين مغادرته السودان فى نهاية شهر نوفمبر1950 حينما آلت مهام الاشراف والرعايه على طلاب داخلية النجومى الى الاستاذ احمد النمرالذى افاض على كبار ساكنيها من اخائه وتواضعه وانسانيته وحسن تعامله معهم القدرالوفيرمثلما سعد هو بهم وبمن تعاقبوا على السكن فيها من التابعين من الاجيال فضلا عن حفاظه الصادق ودا وتعاونا مع رفيق دربه الاستاذ الطاهرافندى العاقب..معلم الرياضيات. الذى ظل يقيم "هاوسماسترا" فى "النجومى منذ عهد تيوترية المسترماكبين".رحم الله تاتستاذين احمد النمروالطاهرالعاقب فى اعلى عليين.
جئنا حنتوب فى فبراير 1949 فالتقى رفاق دربنا من ابناء الدفعة السابعة فى داخلية النجومى نفرا كريما ممن سبقونا من كبار الطلاب سنا وقدرا ومقاما..فى مقدمتهم ابن كردفان الغرأ.. الشيخ احمد جحا الرئيس الاول..المبتسم دائما فى وجوه الناس اجمعين..حين لقائنا به من حين لآخرفى ارجاء الصرح العظيم يشع من وجهه المشرق الصبوح الاحساس بالطمانينة تنداح وبالامل والتفاؤل يتنزلان مع اقدار من الراحة النفسية تغمر المكان(متعه الله بالمزيد من الصحة والعافيه) شهادة كيمبريدج من الدرجة الاولى التى احرزها وبما فاضت بها من درجات الامتيازفى مختلف المواد التى جلس لها اتاحت له فرصة الالتحاق بكلية طب جامعة الخرطوم التى تخرّج فيها نطاسيا بارعا افاد الكثيرين من مرضاه بخبراته علاجا وبافضاله واريحيته عونا واسنادا وما انفكت السنتهم تلهج بالثناء عليه كلما جاء تذكارلأسمه بين الناس (حفظه الله ومتعه بالمزيد من الصحة والعافيه). ومن ابناء كردفان فى داخلية النجومى كان من تم اختيارثلاثتهم لرئاستها للعام الدراسى 1950 (رحمة الله عليهم فى الفردوس الاعلى) تقدمهم زميلهم بشرى حامد جبرالدار(رئيسا اولآ) مثلما تقدم صفوف رفاق دربه لاحقا فى وزارة الخارجيه فكان فخرا لأهل السودان وللديبلومسية السودانيه اينما حل فى بلدان العالم الفسيح .و كانت آخر محطات عمله فى سفارة السودان فى المملكة العربية السعوديه حيث وافاه اجله المكتوب فلقى ربه فى دار الخلود والقرارحاملا كتابه بيمينه (باذنه تعالى) بفضل ما اعطى وقدم وبذل طوال حياته خروجا عن نفسه وبذلها للآخرين منذ ان كان اختياره لرئاسة داخلية النجومى باجماع من سبقوه من طلاب الدفعة الرابعة مع حماسة المستر قوردون والاساتذة الملحقين بالداخلية لتوليه القيادة.كان بشرى اسما على مسمى عالى القامة فى بناء جسمانى قوى مترابط ومتماسك مثلما كان رفيع الشأن والمقام بين طلاب حنتوب اجمعين فهو من حظى بالتصفيق الداوى حالما اعلن المستر براون فى "ألأسمبلى" الصباحى اسمه رئيسا اول للداخلية..وكان احمد التيجانى عبدالهادى من وقع عليه الاختيار رئيسا ثانيا. درس احمد القانون وتخرّج فى جامعة الخرطوم والتحق بسلك القضاء رافعا اعلى رايات العدالة احكاما وتبيانا لها وهى امام الناس تتحقق فى مختلف اقاليم السودان متدرجا فى الوظائف القضائية الى ان وصل اعلاها وكاد ان يجلس على منصب رئيس القضاء لولا ان عاجله الكتاب المسطورفرحل الى رحاب ربه. هوابن لشيخ جليل من قدامى "العرفاء" معلمى المدارس الاولية الشيخ عبد الهادى عبد الجبار وشقيق اوسط بين استاذ ألأجيال المرحوم عبد الجبار وبين المهندس ابراهيم..رحمة الله عليهم اجمعين فى اعلى عليين. عرفنا مولانا الراحل احمد التيجانى ريحانة من رياحين مجتمع ابناء الدفعة الخامسه فى صرحنا الشامخ كانت تختزن ذاكرته الحاضرة على الدوام الكثيرمن اخبارقدامى اهل السودان فى بواديه وحضره فضلاعما تتوفرفى احاديثه الحكمة وفصل الخطاب فضلا عن نوادررفاق دربه خريجى ذلك المكان الطيب.. اما ثالث ابناء كردفان من كان ان عقد لهم لواء القيادة فى داخلية النجومى فهوابراهيم العوض شمّو.. الذى لم يشغل منصبا حكوميا مؤثرا الاشتغال بالاعمال الحرّة بين اهله وذويه فى حاضرة كردفان. وكان بكرى حسن ابّو(حفظه الله ومتّعه بالمزيد من الصحة والعافية) احد ابناء كردفان من طلاب الدفعة السادسة خريجى شهر ديسمبر1951 بين من نالوا ثقة المستر قوردون ومساعديه من المعلمين الملحقين وطلاب الدفعة الخامسة خريجى ديسمبر 1950 . تم اختياره رئيسا ثانيا من بين مصفوفة رؤساء العام الدراسى 1951. بكرى أبّو كريم النسب وماجد الاعراق (حفظه الله ومتعه بالمزيد من الصحة والعافية) كرفانى اصيل فاض انسانية وحنكة وتجربة فى دروب الحياة المتعددة..وارثا من والده الشيخ الجليل "حسن ابّو" ومن والدته السيدة الفضلى(عليهما فيض من رحمة الله فى اعلى عليين) كريم الصفات والشمائل ومن اشقائه ظرفا وحلاوة لسان فوق كل تصور.فهوالضاحك الممراح فى شجاعة وكرم خلق واقدام وتواضع وادب جم.الى جانب ما اكتسبه من خبرات وتجارب معلميه عبرالسنين التى تضاعف قدرها ويحتاج تذكارها الى مجلدات خاصة بعد اقترانه بابنة استاذه معلّم الاجيال عبد الحليم على طه بعد تخرّجه فى كلية آداب "الجميلة ومستحيله"مكملا دراسته مع مصفوفة رفاق دربه الغرالميامين..الذين ظل الود بين الاحياء منهم متصلا عبر السنين..احمد ابراهيم دريج..قنديل ابراهيم..بكرى احمد عديل حفظهم الله ومتعهم بالمزيد من الصحة والعافية. ورحم الله رفيقي دربهم فريد احمد العتبانى وعبدالرحمن عمرموسى فى الفردوس الاعلى.
ومثلما كان لداخلية النجومى نصيب من تجربة ابناء كردفان قيادة ورياده حظيت كذلك بقدروفير من عطاء ابناء مديرية النيل الازرق متمثلا فى شخوص طلاب حاضرة المديريه - مدينة ودمدنى الباسله - عباس يوسف شدّو فى عام 1949(رحمة الله عليه بين الشهداء والصديقين) الرئيس الثانى فى معية الشيخ جحا.. كان الصامت المتامل فيما حوله لا يتدخل فيما لايعنيه الا اذا ما دعت الضرورة القصوى له ..فض نزاع او تفادى وقوع ضرر..رايناه يشارك احينا زملاءه من لاعبى فريق الداخلية لكرة السلّه فى المباريات التنافسية الدورية الاسبوعية بين الداخليات. عمل - بعد تخرجه فى حنتوب - معلّما بمدرسة ودمدنى الاهلية الوسطى بين اهله وعشيرته زمانا ليلتحق بالتعليم الحكومى فى لاحق من الزمان.وكان لأبن ودمدنى البارخريج حنتوب عام 1951 عبدالله على صالح القيادة والريادة حينما وقع عليه الاختيارلتولّى موقع الرئاسة ألأول..وهو من خبرالقيادة ك(الفة الفصل) عبر سنوات دراسته فى المدرسة الاهلية الاولية بين اعوام 1940 و1943وتم انتخابه لرئاسة منزل "العاصمة" فى المرحلة الوسطى فى ذات المدرسة الاهلية.. حباه الله بنية جسمانية قوية تمثلت فى خطواته الواسعة المتسارعة وفى حراكه وهو يصول ويجول داخل ميادين كرة القدم وخارجها فارضا شخصيته الطاغية على رفاق دربه فى صوت جهورى داو يصل الى مسامعهم من على البعد..كان على الدوام يدعو ناصحا رفاق دربه للتعقل والتروى وتقديرهم لخطاهم مواقعها والبعد عن التهوروالا ندفاع فى تصرفاتهم مرددا جملته "خليييك عاااقل"! التحق بجامعة القاهرة حيث درس الطب وعاد طبيبا مداويا فى مختلف مديريات السودان وغادر الدنيا الفانية فى ريعان شبابه الى دارالخلود تاركا وراءه ارثا من الذكريات العطره يتناقلها ابناء جيله الحين بعد الحين.. رحمه الله بين الشهداء والصديقين. وشارك يحى محمد بشاره زميليه عبدالله على صالح وبكرى ابّو الاقامة فى غرفة رؤساء داخلية النجومى مكملا منظومة الرئاسة اسنادا وعونا وتحملا لمسؤولياتها معهم. درس ايضا يحيى بشاره الطب وتخرّج فى كلية طب جامعة الخرطوم نطاسيا مداويا.. متعه الله بالمزيد من الصحة والعافيه.
وكان من ابناء مدينة ودمدنى ممن تم اختيارهم بين مصفوفة رؤساء "النجومى" للعام 1952 محمد الزاكى الذى التحق بالتعليم الاوسط بعد تخرجه فى حنتوب رئيسا ثانيا مع مامون احمد حمود(الرئيس الاول)الذى بعد اكمال دراسته فى كلية طب جامعة الخرطوم التحق بوزارة الصحة وظل يساهم مع ابرع قدامى اطبائها ومحدثيهم فى مختلف انحاء السودان تطبيبا.كان مامون واكيد لا يزال (متعه الله بالمزيد من الصحة والعافيه) من امهر السباحين والغطاسين فى حنتوب يبهران هو وزميله الصومالى علمى احمد دعاله - الذى كان ايضا من ساكنى داخلية النجومى- انظار رفاقهم بفنون السباحة عابرين النيل الازرق سباحة على ظهورهم وبعروضهما الفريدة غطسا فى اعماقه.فكانا يمثلان النموذج الامثل فى ذلك المضمارلرفاقهم فى الداخلية وحافزا لهم فتوسعت دائرة مشاركة زملائهم فى منشط السباحة مما جعل ساكنى داخلية النجومى دواما يحرزون كاس المنافسة السنويه دون منازع. وظللنا نسعد الحين بعد الحين بلقاء دكتورمامون كلما جاء زائرا ابنه وابنته المقيمين فى ولاية ميريلاند الامريكيه مثلما سعدت - عبر الهاتف - بسماع صوت زميل الصبا- السفيرعلمى احمد دعاله الذى جاء رئيسا لبعثة جمهورية الصومال لدى الامم المتحده فى نيو يورك وهو من تعرف على شخصى من خلال تذكارى له فى اشارات هنا وهناك الى بعض رفاقنا فى رابعه ابن خلدون عام 1952 واحداث فات عليها اكثر من نصف قرن من الزمان وجدته لا تزال ذاكرته تختزن الوفير منها وكنت طوال محادثاتى معه الفينة بعد الاخرى احس بنبرات صوته تفيض بالحزن والاسى كلما ابلغته عن انتقال بعض من كان يسأل عنهم من زملاء صباه فى حنتوب الى رحاب ربهم.علمى اضحى نطاسيا بارعا بعد اكمال دراسة الطب فى احدى الجامعات البريطانيه وظل يرتقى سلم وظايف وزارة الصحة فى بلاده الى ان تولى قيادة العمل فيها ومن ثم خاض غمارالدبلوماسية والسياسة لتكون الامم المتحدة احدى محطات عمله ولأسعد بسماع صوته.متعه الله بالمزيد من الصحة والعافيه واكتملت مؤسسة الرئاسة فى داخلية النجومى لسنة 1952 برفيق الدرب الخلوق الضاحك الممراح الذى لم تمهله الايام بعد تخرجه فى معهد الخرطوم الفنى بعد سنوات لم تتعد الثلاث عندما راح مبكيا على شبابه فى حادث مرورى مؤسف فى بريطانيا التى كان هو من اوائل ابناء جيلنا ابتعاثا اليها ..هو المرحوم مختارعبد المحمود..عليه فيض من رحمة الله فى اعلى عليين.
. ولا يمكن ان ياتى تذكارلداخلية النجومى على الالسن دون الوقوف طويلاعند احمد عبد الرزاق على طه.. متعه الله بالمزيد من الصحة والعافية ..تخرّج فى كلية الهندسة بجامعة الخرطوم.. تذكار اسمه فى كل موقع عبر السنين يغنى عن الكثيربما حباه به الله من صفات وشمائل قل ان تجتمع فى فرد واحد من البشرفضلاعما اكتسبه من قومه الغرالميامين الذين طافت بذكرهم وباسمائهم ألآفاق وعرفوا بالفضل والعلم والمعرفة والهداية والارشاد والتآخى والتآلف والتواصل وشجاعة الرأى فلا غرو ان سعد بوجوده بينهم كل من عرفه(دون ذكر اسمه ثلاثيا او رباعيا)مجرّد"احمد عبد الرزاق" وكفى بالاسم اشتهارا فى خضم حنتوب الزاخر- اوعايشه فى داخلية"النجومى" اوفى جامعة الخرطوم اواينما حل وارتحل.كلهم بادلوه حبا بحب ووفاء بوفاء لأنسانيته ومرحه وحبه للناس فقد حباه الله قدرة لا مثيل لها فى اشاعة المحبة والمرح بين خلقه. حفظه الله وابقاه ذخرا وعميدا للاسرة حفيظا على موروثاتها ألانسانية. وامتدت سعادة داخلية النجومى بسكن من اتوا الى الصرح الشامخ يحملون ثقافات وتقاليد واعراف اهل السودان المتباينه الى جانب قدر من الخلفيات الثقافية لآخرين اتوا للدراسة من خارج السودان فكانت وحدة وطنية ديدنها اخاء صادق منقطع النظيروارتباط نادر وفريد لم تنقطع او تنفصم اواصره عبرالسنين. في داخلية "النجومى" عاش كل من "جورج حنّا"..عبدالمنعم "الخراسانى"..محمود بشير"جمّاع".. فريد احمد "العتبانى"..محمد حامد "جانو"(قبل انتقاله الى ابو لكيلك سنة 1949).حسين احمد "الدقسابى"..حكيم محمد بخيت ..الفاتح "العمرى".. و"علمى احمد دعاله". ولا بد لداخلية ود النجومى ان تسعد وتفخرببزوغ نجم نفرآخرممن سعدوا بالحياة فى ارجائها طافت بذكراسمائهم الافاق فى مختلف مجالات الحياة داخل السودان وخارجه..صالح فرح الساعد الايمن للشيخ زائد بن سلطان الذى اولاه رئاسة القضاء فى دولة الامارات العربية المتحدة استحقاقا بما وجده شيخ زائد الخير..عليه رحمة الله لدى صالح فرح من صفات وفضائل وشمائل فضلاعن العلم والمعرفة والاقتدارعلى تحقيق العدالة فى اعلى معانيها فضلاعن سعة الافق ووضوح الرؤية وفوق هذا وذاك بفضل ما حباه الله به من بساطة وتواضع وابتسامة مشرقة دائمة وروح دعابة ومرح يفوق كل تصوّر.حفظه الله ومتعه بالمزيد من الصحة والعافيه.وكان خليل عثمان(ابن الدويم..مدينة العلم والنور رحمة الله عليه فى اعلى عليين وجعل الفردوس الاعلى مقرّا له ومقاما بين الصديقين والشهداء) خليل ظل هو خليل الضاحك الممراح قبل وبعد بزوغ نجمه فى دنيا المال والاعمال..كان من ساكنى "ودالنجومى" بين افراد الدفعة الخامسة..حبه ووفاؤه لحنتوب ولمن جلس الى حلقات درسهم فيها لا يمكن وصفه فقد كان صاحب اليد الطولى ابّان العيد الفضى بما قدم من سديد الارأء والمقترحات فى اجتماعات لجنة الخريجين بالخرطوم وبما اعطى واهدى من حرماله من هدايا متعددة الانواع والاصناف التى لم يفصح اطلاقا فى اى لحظة عن نواياه بتقديمها لمعلميه وما علمنا من امرها الآعندما اسرالىّ عنها عندما حطت رحال حاملاتها فى مشرع ودمدنى وتم نقلها الى مكتب الناظرفى الهزيع الاخيرمن الليل قبل انبلاج صباح الاحتفال.وظل خليل- عليه الرحمة- عاكفا بمساعدة وعون الاخ الكريم ابراهيم منعم منصور وآخرين من رؤساء الداخليات منذ الصباح الباكرعلى تخصيص الهدايا لكل من عمل معلما فى الصرح الشامخ..تخرّج خليل فى كلية الطب البيطرى بجامعة الخرطوم قبل انطلاقه فى عالم الاقتصاد.رحم الله كل من انتقلوا الى رحاب ربهم يجنون الخلد والاجر لما قدموه من علّم نافع وهدوا وارشدوا فى اخلاص وتجرد ونكران ذات .. وجزى الله معلمينا الابرارعنّا جميعا خير الجزاء. فوالله لولاهم لما كان هذا! (ايها الرفاق) ووفقنا الله ان نسير فى خطاهم .. ونحمد الله على ذاك كثيرا.
ليعذرنى الرفاق ممن لم يرد تذكار لاسمائهم او لأشخاصهم بين هذه الكلمات عن صرحنا العظيم. ليس ذلك اغفالا مقصودا لما اعطوه وبذلوه وساهموا به فى اثراء الحياة الحنتوبية العريضة. وآمل ان تسعفنى الذاكرة - قبل ان يخنى عليها الذى اخنى على لبد – بما تبقى فيها من احاديث عن حنتوب ارجو ان ترى النورتباعا قبل الانتقال باذن واحد احد الى مجالات اخر. فلهم منى العتبى حتى يرضون.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.